السبت، 12 سبتمبر 2020


 

جزء تبارك (سورة القلم(1)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ * وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ *عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كانَ ذَا مالٍ وَبَنِينَ * إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) [سورة القلم الآيات 1 الى16]




1) الحروف المقطعة في القرآن الكريم:

قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:

وَهَذِهِ الْحُرُوفُ الْأَرْبَعَةُ عَشَرَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى أصناف أَجْنَاسِ الْحُرُوفِ يَعْنِي مِنَ الْمَهْمُوسَةِ وَالْمَجْهُورَةِ، وَمِنَ الرِّخْوَةِ وَالشَّدِيدَةِ، وَمِنَ الْمُطْبَقَةِ وَالْمَفْتُوحَةِ وَمِنَ الْمُسْتَعْلِيَةِ وَالْمُنْخَفِضَةِ، وَمِنْ حُرُوفِ الْقَلْقَلَةِ. وَقَدْ سَرَدَهَا مُفَصَّلَةً ثُمَّ قَالَ: فَسُبْحَانَ الَّذِي دَقَّتْ فِي كُلِّ شيء حكمته. وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بِالْمَذْكُورَةِ مِنْهَا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مُعْظَمَ الشَّيْءِ وَجُلَّهُ يَنْزِلُ مَنْزِلَةَ كُلِّهِ وَمِنْ هَاهُنَا لَحَظَ بَعْضُهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ كَلَامًا فَقَالَ: لَا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ لَمْ يُنْزِلْهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَبَثًا وَلَا سُدًى، وَمَنْ قَالَ مِنَ الجهلة إن فِي الْقُرْآنِ مَا هُوَ تَعَبُّدٌ لَا مَعْنًى لَهُ بِالْكُلِّيَّةِ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً كَبِيرًا، فَتَعَيَّنَ أَنَّ لَهَا مَعْنًى فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، فَإِنْ صَحَّ لَنَا فِيهَا عَنِ الْمَعْصُومِ شَيْءٌ قُلْنَا بِهِ وَإِلَّا وَقَفْنَا حَيْثُ وَقَفْنَا وَقُلْنَا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَلَمْ يُجْمِعِ الْعُلَمَاءُ فِيهَا عَلَى شَيْءٍ مُعَيَّنٍ وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فَمَنْ ظَهَرَ لَهُ بَعْضُ الْأَقْوَالِ بِدَلِيلٍ فَعَلَيْهِ اتِّبَاعُهُ وَإِلَّا فَالْوَقْفُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ.

قال الزمخشري:

 ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن، قال: وجاء منها على حرف واحد كقوله- ص ن ق- وحرفين مثل حم وثلاثة مثل الم وأربعة مثل المر والمص وخمسة مثل كهيعص- وحم عسق لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك (قلت) وَلِهَذَا كُلُّ سُورَةٍ افْتُتِحَتْ بِالْحُرُوفِ فَلَا بُدَّ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا الِانْتِصَارُ لِلْقُرْآنِ وَبَيَانُ إِعْجَازِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالِاسْتِقْرَاءِ(تفسير ابن كثير )

 

 

 

2) مسائل العقيدة في الآيات .

* قسم الله تعالى بالقلم:

في قوله تعالى(ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)القلم (1ـ 4)

يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

يقسم تعالى بالقلم ,وهو اسم جنس شامل للأقلام , التي تكتب بها أنواع العلوم ,ويسطر بها المنثور والمنظوم ,وذلك أن القلم وما يسطرون به من أنواع الكلام , من آيات الله العظيمة. التي تستحق أن يقسم الله بها على براءة نبيه محمد صل الله عليه وسلم  مما نسب إليه أعداؤه من الجنون فنفى عنه الجنون بنعمة ربه عليه وإحسانه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/367)

يقوا ابن كثير :

ـ قوله تعالى (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) أَيْ: لَسْتَ ولله الحمد بمجنون كما يَقُولُهُ الْجَهَلَةُ مَنْ قَوْمِكَ، الْمُكَذِّبُونَ بِمَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْحَقِّ الْمُبِينِ، فَنَسَبُوكَ فِيهِ إِلَى الْجُنُونِ،

ـ قوله تعالى (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) أي بل إن لَكَ الْأَجْرُ الْعَظِيمُ وَالثَّوَابُ الْجَزِيلُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ وَلَا يَبِيدُ عَلَى إِبْلَاغِكَ رِسَالَةَ رَبِّكَ إِلَى الْخَلْقِ وَصَبْرِكَ عَلَى أَذَاهُمْ، وَمَعْنَى غَيْرَ مَمْنُونٍ أَيْ غَيْرُ مَقْطُوعٍ (تفسير ابن كثير 4/ 515)

ـ قوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)أي: عالياَ به ,مستعلياَ بخلقك الذي من الله عليك به, وحاصل خلقه العظيم ما فسرته به أم المؤمنون عائشة رضي الله عنها لمن سألها عنه, فقالت (كان خلقه القرآن ) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/367)

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ عائشة فقلت أخبرني يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ:

 أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ «.أخرجه مسلم في المسافرين حديث 139.)

ومعنى هذا : أنه عليه الصلاة والسّلام صَارَ امْتِثَالُ الْقُرْآنِ أَمْرًا وَنَهْيًا سَجِيَّةً لَهُ وَخُلُقًا تَطَبَّعَهُ وَتَرَكَ طَبْعَهُ الْجِبِلِّيَّ، فَمَهْمَا أَمَرَهُ الْقُرْآنُ فَعَلَهُ وَمَهْمَا نَهَاهُ عَنْهُ تَرَكَهُ، هَذَا مَعَ مَا جَبَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ مِنَ الْحَيَاءِ وَالْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ وَالصَّفْحِ وَالْحِلْمِ، وَكُلِّ خُلُقٍ جَمِيلٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرٌ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلَا قَالَ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا فَعَلْتَهُ؟ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَلَا مَسِسْتُ خَزًّا وَلَا حَرِيرًا وَلَا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمَمْتُ مِسْكًا وَلَا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم «أخرجه البخاري في المناقب باب 23، ومسلم في الفضائل حديث 81، وأحمد في المسند 3/ 107، 200، 222، 227، 228، 265، 270.

ـ قوله تعالى ( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) فَسَتَعْلَمُ يَا مُحَمَّدُ وَسَيَعْلَمُ مُخَالِفُوكَ وَمُكَذِّبُوكَ مَنِ الْمَفْتُونُ الضَّالُّ مِنْكَ وَمِنْهُمْ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ

 سَتَعْلَمُ وَيَعْلَمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ الْعَوْفِيُّ

وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ أي المجنون.  (تفسير ابن كثير 4/ 517)

يقول الشيخ محمد العثيمين:

وقد تبين أنه أهدى الناس , وأكملهم لنفسه ولغيره ,وأن أعداءه أضل الناس ,وشر الناس للناس ,وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله ,وأضلوهم عن سبيله , وكفى بعلم الله بذلك ,فإنه هو المحاسب المجازى.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/367)

ـ قَالَ تَعَالَى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) أَيْ هُوَ يَعْلَمُ تَعَالَى أَيَّ الْفَرِيقَيْنِ مِنْكُمْ وَمِنْهُمْ هُوَ الْمُهْتَدِي، وَيَعْلَمُ الحزب الضال عن الحق. (تفسير ابن كثير 4/ 517)

 

 

2) سبب نزول الآيه.

في قوله تعالى (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) القلم (8ـ 9)

يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

يقول الله لنبيه

الذين كذبوك وعاندوا الحق ,  فإنهم ليسوا أهلاَ لأن يطاعوا ,لأنهم لا يأمرون إلا بما يوافق أهواءهم ,وهم لا يريدون إلا الباطل وهذا عام في كل مكذب

وإن كان السياق في شئ خاص

وهو أن المشركون طلبوا من النبي صل الله عليه وسلم أن يسكت عن عيب آلهتهم ودينهم ,ويسكتوا عنه

ولهذا قال :

ـ قوله تعالى (وَدُّوا)أي المشركون

ـ قوله تعالى ( لَوْ تُدْهِنُ) أي توافقهم على بعض ماهم عليه إما بالقول أو الفعل أو السكوت عما يتعين الكلام فيه.

ـ قوله تعالى (فَيُدْهِنُونَ) ولكن اصدع بأمر الله ,وأظهر دين الإسلام ,فإن تمام إظهاره ,بنقص ما يضاده ,وعيب ما يناقصه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 368)

 

 

3) الأحكام الشرعية في الآيات.

(النهي عن طاعة كل متكبر عن الحق وعلى الخلق)

قال تعالى (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ *عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)القلم (10ـ 13)

يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

ـ قال تعالى (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ) أي: كثير الحلف ,فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب ,ولا يكون كذاباَ إلا وهو

ـ قال تعالى ( مَهِينٍ) أي : خسيس النفس

ـ قال تعالى (هَمَّازٍ) كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء

 ـ قال تعالى (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) أي: يمشي بين الناس بالنميمة وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض لقصد الإفساد بينهم , وإلقاء العداوة والبغضاء.

ـ قال تعالى (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) الذي يلزمه القيام به من النفقات الواجبة والزكوات وغير ذلك

 ـ قال تعالى (مُعْتَدٍ) على الخلق في ظلمهم في الدماء والأموال والأعراض

ـ قال تعالى (أَثِيمٍ) كثير الاثم والذنوب المتعلقة في حق الله

ـ قال تعالى (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ ) أي : غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق

ـ قال تعالى (زَنِيمٍ ) أي: له زنمة علامة في الشر يعرف بها

وحاصل هذا:

أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب خسيس النفس سيئ الأخلاق خصوصاَ الأخلاق المتضمنة لإعجاب بالنفس ,والتكبر عن الحق وعلى الخلق, والاحتقار للناس بالغيبة والنميمة ,والطعن فيهم, وكثرة المعاصي. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 368)

 

 

4) سبب نزول الآيات

في قوله تعالى (أَنْ كانَ ذَا مالٍ وَبَنِينَ * إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) القلم (14ـ 16)

يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

وإن كانت نزلت في بعض المشركين ـ كالوليد بن المغيرة أو غيره

ـ قال تعالى (أَنْ كانَ ذَا مالٍ وَبَنِينَ * إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)

لأجل كثرة ماله وولده ,طغى واستكبر عن الحق , ودفعه حين جاءه وجعله من جملة أساطير الأولين ,التي يمكن صدقها وكذبها

فإنها عامة في كل من أتصف بهذا الوصف ’لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم .

ـ قال تعالى (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)

ثم توعد تعالى من جرى منه ما وصف الله ,بأن الله سيسمه على خرطومه في العذاب , ليعذبه عذاباَ ظاهراَ ,يكون عليه سمة وعلامة في أشق الأشياء عليه وهو وجهه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 368)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...