الجمعة، 21 أغسطس 2020

 

جزء عم (سورة النازعات :3)

قـــال تــعــالـى

(ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها * وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها * أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها * وَالْجِبالَ أَرْساها * مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ * فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى* يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ مَا سَعى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى * فَأَمَّا مَنْ طَغى * وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى* وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى * يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها* فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها * إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها * إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها)سورة النازعات (27ـ 46)


                                                   

1) مسائل العقيدة في الآيات.

    * الرد على منكري البعث:

  * قال ابن كثير :

يقول تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه

ـ قوله تعالى (ءأَنتُمْ) أيها الناس

ـ قوله تعالى (أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ) يعني : بل السماء أشد خلقا منكم.(تفسير ابن كثير 469/4 )

* قال الشيخ محمد العثيمين.

هذا الاستفهام لتقرير إمكان البعث؛ لأن المشركين كذبوا النبي ﷺ بالبعث.

ـ قوله تعالى (السَّمَاءُ  بَنَاهَا) أنه بناها بقوة

ـ قال تعالى {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} رفعه بغير عمد. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/423ـ424)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى {فَسَوَّاهَا} جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.

ـ قال تعالى {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } جعل ليلها مظلما أسود حالكا ، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا .

ـ قال تعالى (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) أنار نهارها .(تفسير ابن كثير 469/4 )

ـ قال تعالى (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) أَنَّ الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ خلق السَّمَاءِ وَلَكِنْ إِنَّمَا دُحِيَتْ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ أَخْرَجَ مَا كَانَ فِيهَا .(تفسير ابن كثير 469/4 )

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ وقال تعالى (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) فالأرض مخلوقة قبل السماء لكن دحوها وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد خلق السماوات

ـ قال تعالى (وَالْجِبَالَ ارْساها) جعلها راسية في الأرض فلا تنسفها الرياح مهما قويت، وهي أيضاً تمسك الأرض لئلا تضطرب بالخلق.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 424/4)

* قال ابن كثير :

ـ قال تعالى (مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) متاعا لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد ، وينقضي الأجل . (تفسير ابن كثير 469/4 )

                           

* الإيمان باليوم الآخر

في قوله تعالى (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ مَا سَعى) النازعات (34ـ 35)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قال تعالى (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ )وذلك قيام الساعة، وسماها طامة لأنها داهية عظيمة تطم كل شيء سبقها.

ـ قال تعالى { الْكُبْرى} يعني أكبر من كل طامة.

ـ قال تعالى { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) وهو اليوم الذي يتذكر فيه الإنسان ما سعى، أي ما يعمله في الدنيا يتذكره مكتوباً بكتاب، عنده يقرأه هو بنفسه , فإذا قرأه تذكر .

ـ قال تعالى { مَا سَعى) ما عمل.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 425/10)

                          

2) الوعد والوعيد في الآيات:

     * الوعيد في الآية

في قوله تعالى (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى * فَأَمَّا مَنْ طَغى * وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى)سورة النازعات (36ـ 39)

 * قال ابن كثير:

ـ قوله { وَبُرِّزَتِ } أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا.(تفسير ابن كثير 470/4)

عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا) أخرجه مسلم كتاب الجنة، باب جهنم (2842) (29)

ـ قال تعالى{ فَأَمَّا مَنْ طَغى * وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا }

  * قال الشيخ محمد العثيمين:

هذان وصفان هما وصفا أهل النار

1/ الطغيان وهو مجاوزة الحد, فمن جاوز حده ولم يعبد الله فهذا هو الطاغي

2/ وإيثار الدنيا على الآخرة بتقديمها على الآخرة .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 425/10)

* قال ابن كثير:

ـ قال تعالى { فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم.( تفسير ابن كثير 470/4)

 

                          

3) مسائل العقيدة في الآيات:

         * الخوف من الله

في قوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ * وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) النازعات (39ـ40)

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قال تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } يعني خاف القيام بين يديه.

ـ قال تعالى{ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) عن هواها، المخالف لأمر الله ورسوله، والنفس أمَّارة بالسوء لا تأمر إلا بالشر.

*  وللإنسان ثلاث نفوس:

  المطمئنة

الأمَّارة بالسوء

اللوامة . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 426/10)

                           

4) الوعد والوعيد في الآيات:

      * الوعد في الآية

 في قوله تعالى (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى)النازعات :41

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله لأوليائه فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وجاء في الحديث القدسي:

«أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة (3244) ، ومسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب صفة الجنة (2824) .

 

                          

5) مسائل العقيدة في الآيات:

   * الإيمان باليوم الآخر

في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)(النازعات :42ـ 46)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ )

سؤال الناس عن الساعة ينقسم إلى قسمين:

1/  سؤال استبعاد وإنكار.

وهذا كفر كما سأل المشركون النبي  ﷺ عن الساعة واستعجلوها.

2/ وسؤال عن الساعة يسأل متى الساعة ليستعد لها وهذا لا بأس به.

ـ قوله تعالى (مُرْسَاهَا) متى وقوعاها.

ـ قوله تعالى { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } يعني أنه لا يمكن أن تذكر لهم الساعة، لأن علمها عند الله.

ـ الحديث الصحيح:

 وقد سأل جبريل عليه السلام وهو أعلم الملائكة، بوحي الله النبي ﷺ وهو أعلم البشر بذلك قال: أخبرني عن الساعة.

فقال له النبي  ﷺ:

«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» (أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل (50) ومسلم كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام (1)

ـ قوله تعالى { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ} يعني ليس عندك علم منها ولكنك منذر .

ـ قوله تعالى { مَن يَخْشَاهَا } يخافها وهم المؤمنون، أما من أنكرها واستبعدها وكذبها فإن الإنذار لا ينفع فيه . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 428/10)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا) إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا ، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم .

 ـ قوله تعالى (إِلَّا عَشِيَّةً) فما بين الظهر إلى غروب الشمس ،

ـ قوله تعالى (أَوْ ضُحَاهَا) ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار .( تفسير ابن كثير 470/4)

تم بحمد الله تفسير سورة النازعات

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...