الأربعاء، 28 يوليو 2021

 

جزء الخامس والعشرون سورة الجاثية (2)

قــال تــعــالـى

﴿وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ * وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَقالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ مَا كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ سورة الجاثية (16ـ 26)



1)مسائل العقيدة في الآيات.

* شريعة محمد خاتمة كل الشرائع السابقة:

لقوله تعالى ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ * وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ سورة الجاثية (16ـ 19)

* قال ابن كثير :

يَذْكُرُ تَعَالَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ إِنْزَالِ الْكُتُبِ عَلَيْهِمْ وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ وَجَعْلِهِ الْمُلْكَ فِيهِمْ.(تفسير ابن كثير 4/ 189)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ ﴾ ولقد أنعمنا على بني إسرائيل.

ـ قوله تعالى ﴿الكتاب﴾ وآتيناهم التوراة والإنجيل.

ـ قوله تعالى ﴿والحكم﴾ بين الناس.

 ـ قوله تعالى ﴿والنبوة﴾ صارت النبوة في ذرية إبراهيم عليه السلام، أكثرهم من بني إسرائيل.

 ـ قوله تعالى ﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ من المآكل والمشارب والملابس وإنزال المن والسلوى عليهم .

ـ قوله تعالى ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ على الخلق بهذه النعم.

ـ والسياق يدل على أن المراد غير هذه الأمة فإن الله يقص علينا ما امتن به على بني إسرائيل وميزهم عن غيرهم

فإن الفضائل التي فاق بها بنو إسرائيل من الكتاب والحكم والنبوة وغيرها من النعوت قد حصلت كلها لهذه الأمة وزادت عليهم هذه الأمة

فضائل كثيرة :

ـ فهذه الشريعة شريعة بني إسرائيل جزء منها.

ـ فإن هذا الكتاب مهيمن على سائر الكتب السابقة.

 ـ ومحمد ﷺ مصدق لجميع المرسلين.

ـ قوله تعالى ﴿وَآتَيْنَاهُمْ﴾ آتينا بني إسرائيل.

 ـ قوله تعالى ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ دلالات تبين الحق من الباطل .

ـ قوله تعالى ﴿مِنَ الْأَمْرِ﴾ القدري الذي أوصله الله إليهم, وتلك الآيات هي المعجزات التي رأوها على يد موسى عليه السلام.

ـ قوله تعالى  ﴿فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ إنما حملهم على الاختلاف البغي من بعضهم على بعض والظلم.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ فيميز المحق من المبطل والذي حمله على الاختلاف الهوى أو غيره.

ـ قوله تعالى ﴿ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ ﴾ ثم شرعنا لك شريعة كاملة تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر .

ـ قوله تعالى ﴿فَاتَّبِعْهَا﴾ فإن في اتباعها السعادة الأبدية والصلاح والفلاح،

ـ قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ ﴾ الذين تكون أهويتهم غير تابعة للعلم.

ـ قوله تعالى ﴿الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وهم كل من خالف شريعة الرسول ﷺ.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ لا ينفعونك عند الله فيحصلوا لك الخير ويدفعوا عنك الشر إن اتبعتهم على أهوائهم .

ـ قوله تعالى ﴿واللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ يخرجهم من الظلمات إلى النور بسبب تقواهم وعملهم بطاعته.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722)

                            

* فضل القرآن الكريم :

لقوله تعالى ﴿هَذَا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ سورة الجاثية:20)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿هَذَا﴾ القرآن الكريم .

ـ قوله تعالى ﴿بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾ يحصل به التبصرة في جميع الأمور.

ـ قوله تعالى ﴿لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ فيهتدون به إلى الصراط المستقيم في أصول الدين وفروعه ويحصل به الخير والسرور والسعادة في الدنيا والآخرة . .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722)

                            

* بيان عدل الله تعالى :

لقوله تعالى ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ﴾ سورة الجاثية :21)

*قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ ﴾ أم حسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم.

ـ قوله تعالى ﴿أَنْ نَجْعَلَهُمْ﴾ أحسبوا أن يكونوا.

 ـ قوله تعالى ﴿كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا مساخطه.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ﴾ نُسَاوِيهِمْ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ـ قوله تعالى ﴿ساءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ سَاءَ مَا ظَنُّوا بِنَا وَبِعَدْلِنَا أَنْ نُسَاوِيَ بَيْنَ الْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَفِي هَذِهِ الدَّارِ. (تفسير ابن كثير 4/ 189)

                            

* بيان قدرة الله وأنه المستحق العبادة وحده:

 لقوله تعالى ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ *أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ سورة الجاثية (22ـ23)

*قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى  ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ خلق الله السماوات والأرض بالحكمة وليعبد وحده لا شريك له.

ـ قوله تعالى  ﴿وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ ثم يجازي بعد ذلك من أمرهم بعبادته وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة .

ـ قوله تعالى  ﴿أَفَرَأَيْتَ﴾ الرجل الضال. .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾  إنما يأثمر بهواه ,فما رآه حسناً فعله وماراه قبيحاً تركه.

ـ قوله تعالى ﴿وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ يحتمل قولين:

قيل: أضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك.

قيل: أضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه.

والثاني يستلزم الأول ولا ينعكس. (تفسير ابن كثير 4/ 190)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ﴾ فلا يسمع ما ينفعه.

 ـ قوله تعالى ﴿وَقَلْبِهِ﴾ فلا يعي الخير.

ـ قوله تعالى ﴿وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً﴾ تمنعه من نظر الحق.

ـ قوله تعالى ﴿فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ﴾ لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه .

ـ قوله تعالى ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه. .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722)

 

                            

* الرد على منكري البعث:

لقوله تعالى ﴿وَقالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ مَا كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾سورة الجاثية (24ـ 26)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَقَالُوا﴾ منكرو البعث.

ـ قوله تعالى ﴿مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾ إن هي إلا عادات وجري على رسوم الليل والنهار يموت أناس ويحيا أناس.

ـ قوله تعالى ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾ وما مات فليس براجع إلى الله ولا مجازى بعمله.

ـ قوله تعالى ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ وقولهم هذا صادر عن غير علم فأنكروا المعاد وكذبوا الرسل الصادقين .

ـ قوله تعالى  ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ وهذا جراءة منهم على الله، حيث زعموا أن صدق رسل الله متوقف على الإتيان بآبائهم. .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 722ـ723)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ﴾ يُخْرِجُكُمْ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ , الَّذِي قَدَرَ عَلَى الْبُدَاءَةِ قَادِرٌ عَلَى الإعادة بطريق الأولى والأحرى

لقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) الرُّومِ: 27

 ـ قوله تعالى ﴿ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ إنما يجمعكم إلى يوم الْقِيَامَةِ لَا يُعِيدُكُمْ فِي الدُّنْيَا .

ـ قوله تعالى ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ لَا شَكَّ فِيهِ.

ـ قوله تعالى ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فَلِهَذَا يُنْكِرُونَ الْمَعَادَ وَيَسْتَبْعِدُونَ قِيَامَ الْأَجْسَادِ.(تفسير ابن كثير 4/191)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

الجمعة، 23 يوليو 2021


جزء الخامس والعشرون سورة الجاثية (1)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ حم * تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ * وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ * وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ * مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ * هَذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ * اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ * مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ سورة الجاثية (1ـ 15)



1) المسائل العقيدة في الآيات.

    * أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم:

لقوله تعالى ﴿ حم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ سورة الجاثية (1ـ2)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿حم ﴾

ـ من حيث المعنى الذاتي لها، هذه الحروف ليس لها معنى باللسان العربي.

ـ من حيث المغزى, فلها مغزى عظيم كبير.

وهو أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع بلاغتهم وفصاحتهم لم يأت بشيء جديد من حروف لم يعرفونها، بل هو بالحروف التي يعرفونها، ومع ذلك عجزوا أن يأتوا بمثله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/13)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿تَنْزِيلُ الْكِتابِ ﴾ يتضمن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به .

ـ قوله تعالى ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ المألوه المعبود لما اتصف به من صفات الكمال .

ـ قوله تعالى ﴿ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ وانفرد به من النعم الذي له العزة الكاملة والحكمة التامة. .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

جواب القسم:

لا يحتاج إلى جواب القسم، لأنه من عظمة المقسم عليه، وأنه منزل من عند الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 20/156)


                            

* التفكر في مخلوقات الله تعالى :

لقوله تعالى ﴿ إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ سورة الجاثية (3ـ 6)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يُرْشِدُ تَعَالَى خَلْقَهُ إِلَى التَّفَكُّرِ فِي آلَائِهِ وَنِعَمِهِ، وَقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ التي خلق بها السموات والأرض، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الْأَجْنَاسِ.(تفسير ابن كثير 4/187)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾و ما بث فيهما من الدواب , وما أودع فيهما من المنافع.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ فِي تَعَاقُبِهِمَا دَائِبَيْنِ لَا يَفْتُرَانِ، هَذَا بِظَلَامِهِ وَهَذَا بِضِيَائِهِ.

ـ قوله تعالى ﴿ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ﴾  وَمَا أنزل الله تبارك وتعالى مِنَ السَّحَابِ مِنَ الْمَطَرِ.

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ رِزْقٍ﴾ وَسَمَّاهُ رِزْقًا لِأَنَّ بِهِ يَحْصُلُ الرِّزْقُ .

ـ قوله تعالى ﴿ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ بَعْدَ مَا كَانَتْ هَامِدَةً لَا نَبَاتَ فِيهَا وَلَا شيء.

ـ قوله تعالى ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ ﴾ جنوبا وشمالا .

ـ قوله تعالى ﴿ تِلْكَ آياتُ اللَّهِ﴾ مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَيِّنَاتِ.

ـ قوله تعالى ﴿ عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ﴾ أَيْ مُتَضَمِّنَةً الْحَقَّ .

 ـ قوله تعالى ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وآياته يؤمنون﴾ فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ؟ . (تفسير ابن كثير 4/187)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

قسم تعالى الناس إلى الانتفاع بآياته وعدمه إلى قسمين:

ـ قسم يستدلون بها وينتفعون وهم المؤمنون بالله إيمانا تاما وصل بهم إلى درجة اليقين.

ـ وقسم يسمع آيات الله ثم يعرض عنها ويستكبر، كأنه ما سمعها بسبب استكباره عنها. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720ـ721)

 

                            

* الوعيد لمن استكبر عن آيات الله:

﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ * وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ * مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ * هَذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ﴾ سورة الجاثية (7ـ 11)

*  قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ قَوْلِهِ كَذَّابٍ .

ـ قوله تعالى ﴿ أَثِيمٍ ﴾ فِي فِعْلِهِ .

ـ قوله تعالى ﴿ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ﴾ تُقْرَأُ عَلَيْهِ .

ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ يُصِرّ ﴾ عَلَى كُفْرِهِ وَجُحُودِهِ اسْتِكْبَارًا وَعِنَادًا.

 ـ قوله تعالى ﴿ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها﴾ كَأَنَّهُ مَا سَمِعَهَا.

ـ قوله تعالى ﴿ فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ﴾ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ لَهُ عند الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابًا أَلِيمًا مُوجِعًا.

ـ قوله تعالى ﴿ وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً﴾ كَفَرَ بِهِ وَاتَّخَذَهُ سُخْرِيًّا وَهُزُوًا.

ـ قوله تعالى ﴿أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ﴾ فِي مُقَابَلَةِ مَا اسْتَهَانَ بِالْقُرْآنِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ.

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ﴾ كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِذَلِكَ سَيَصِيرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

ـ قوله تعالى ﴿ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً ﴾ لَا تَنْفَعُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ.

 ـ قوله تعالى ﴿ وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ﴾ وَلَا تُغْنِي عَنْهُمُ الْآلِهَةُ الَّتِي عَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.(تفسير ابن كثير 4/ 187)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿هَذَا هُدًى﴾ هذا وصف عام لجميع القرآن فإنه

ـ يهدي إلى معرفة الله تعالى بصفاته وأفعاله الحميدة.

ـ ويهدي إلى معرفة رسله وأوليائه وأعدائه.

ـ ويهدي إلى الأعمال الصالحة ويدعو إليها ويبين الأعمال السيئة وينهى عنها.

ـ ويهدي إلى بيان الجزاء الدنيوي والأخروي.

ـ قوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من اشتد ظلمه وتضاعف طغيانه.

ـ قوله تعالى ﴿ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ الواضحة القاطعة التي يكفر بها . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 721)

* قال ابن كثير :

 ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴾ المؤلم الموجع.(تفسير ابن كثير 4/ 188)

                               

 * فضل الله وإحسانه على عباده:

﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الجاثية (12ـ13)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ ﴾ يخبر تعالى بفضله على عباده وإحسانه إليهم بتسخير البحر لسير المراكب والسفن بأمره وتيسيره.

 ـ قوله تعالى ﴿لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾ بأنواع التجارات والمكاسب.

ـ قوله تعالى ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ إذا شكرتموه زادكم من نعمه وأثابكم على شكركم.

ـ قوله تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ ﴾ من فضله وإحسانه.

ـ قوله تعالى ﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض ولما أودع الله فيهما من الشمس والقمر والكواكب وأنواع الحيوانات وأصناف الأشجار .

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أن خلقها وتدبيرها وتسخيرها

دال على أنه وحده المألوه المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له , فهذه أدلة عقلية واضحة لا تقبل ريبا ولا شكا. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 721)

                           

* الجزاء من جنس العمل :

﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ * مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ سورة الجاثية (14ـ 15)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا﴾ يأمر تعالى عباده المؤمنين بحسن الخلق والصبر على أذية المشركين به.

ـ قوله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ﴾ لا يرجون ثوابه ولا يخافون وقائعه في العاصين.

ـ قوله تعالى ﴿ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ سيجزي كل قوم بما كانوا يكسبون.

ـ قوله تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ﴾ يجزيكم على إيمانكم وصفحكم وصبركم، ثوابا جزيلا.

ـ قوله تعالى ﴿ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها﴾ إن استمروا على تكذيبهم يحل بهم من العذاب الشديد والخزي. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 721)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ تَعُودُونَ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُعْرَضُونَ بِأَعْمَالِكُمْ عَلَيْهِ فَيَجْزِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ خيرها وشرها.(تفسير ابن كثير 4/ 188)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...