السبت، 3 يوليو 2021

جزء الخامس والعشرون سورة الزخرف (5)

قـــال تــعــالـى

﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * يا عِبادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ * إنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنادَوْا يَا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ * لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ * قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ * سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ *  فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الزخرف (66ـ 89)



1)المسائل العقيدة في الآيات.

     * الإيمان باليوم الآخر :

لقوله تعالى ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾  سورة الزخرف (66ـ67)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ﴾ هَلْ يَنْتَظِرُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ الْمُكَذِّبُونَ لِلرُّسُلِ؟

 ـ قوله تعالى ﴿إِلَّا السَّاعَةَ ﴾ فَإِنَّهَا كَائِنَةٌ لَا مَحَالَةَ وَوَاقِعَةٌ.

ـ قوله تعالى ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ﴾ غَافِلُونَ عَنْهَا غير مستعدين.

ـ قوله تعالى ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِهَا فَحِينَئِذٍ يَنْدَمُونَ كُلَّ النَّدَمِ.(تفسير ابن كثير 4/ 168)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿الْأَخِلاَّءُ﴾ على الكفر والتكذيب ومعصية اللّه.

ـ قوله تعالى ﴿يَوْمَئِذٍ ﴾ يوم القيامة.

ـ قوله تعالى ﴿بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير اللّه، فانقلبت يوم القيامة عداوة.

ـ قوله تعالى ﴿إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 714)

                  

2) الوعد والوعيد في الآيات:

       * الوعد في الآية:

لقوله تعالى ﴿ يا عِبادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ *ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ* وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ﴾ سورة الزخرف (68ـ 73)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ذكر ثواب المتقين، وأن اللّه تعالى يناديهم يوم القيامة بما يسر قلوبهم، ويذهب عنهم كل آفة وشر

ـ قوله تعالى ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ﴾ لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور.

 ـ قوله تعالى ﴿وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها.

ـ قوله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا ﴾ وصفهم الإيمان بآيات اللّه.

ـ قوله تعالى ﴿وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ للّه منقادين له في جميع أحوالهم، فجمعوا بين الاتصاف بعمل الظاهر والباطن.

ـ قوله تعالى ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ ﴾ تدور عليهم خدامهم، من الولدان المخلدين .

ـ قوله تعالى ﴿ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ طعامهم بأحسن الأواني ,وهي صحاف الذهب

ـ قوله تعالى ﴿ وَأَكْوَابٍ﴾ وشرابهم، وهي الأكواب التي لا عرى لها، وهي من أصفى الأواني، من فضة أعظم من صفاء القوارير.

ـ قوله تعالى ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ التي هي دار القرار .

ـ قوله تعالى ﴿أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ﴾ من كان على مثل عملكم، من زوجة، وولد، وصاحب، وغيرهم.

ـ قوله تعالى ﴿ تُحْبَرُونَ﴾ تنعمون وتكرمون.

ـ قوله تعالى ﴿وَفِيهَا﴾ الجنة.

ـ قوله تعالى ﴿مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ وهذا لفظ جامع، يأتي على كل نعيم وفرح، وقرة عين، فكل ما اشتهته النفوس، من مطاعم، ومشارب، وملابس، ومناكح، ولذته العيون، من مناظر حسنة، وأشجار محدقة، ومبان مزخرفة، فإنه حاصل فيها، معد لأهلها، على أكمل الوجوه وأفضلها.

ـ قوله تعالى ﴿وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ الخلد الدائم فيها.

ـ قوله تعالى ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ﴾ الموصوفة بأكمل الصفات.

 ـ قوله تعالى ﴿الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أورثكم اللّه إياها بأعمالكم.

ـ قوله تعالى ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ مما تتخيرون من تلك الفواكه الشهية، والثمار اللذيذة تأكلون . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 714ـ715)

                     

* الوعيد في الآية:

لقوله تعالى ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنادَوْا يَا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ * لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ سورة الزخرف (74ـ 80)

* قال ابن كثير :

    لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ السُّعَدَاءِ ثَنَّى بِذِكْرِ الْأَشْقِيَاءِ .(تفسير ابن كثير 4/ 170)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾ الذين أجرموا بكفرهم وتكذيبهم .

ـ قوله تعالى ﴿فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ﴾ محيط بهم العذاب من كل جانب.

ـ قوله تعالى ﴿خَالِدُونَ﴾ لا يخرجون منه أبدا.

ـ قوله تعالى ﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ﴾ العذاب ساعة، بإزالته، ولا بتهوين عذابه.

ـ قوله تعالى ﴿وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ آيسون من كل خير، غير راجين للفرج.

ـ قوله تعالى ﴿ وَما ظَلَمْناهُمْ ﴾ واللّه لم يظلمهم ولم يعاقبهم بلا ذنب ولا جرم.

ـ قوله تعالى ﴿ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴾ بما قدمت أيديهم، وبما ظلموا به أنفسهم.

ـ قوله تعالى ﴿وَنَادَوْا﴾ وهم في النار.

ـ قوله تعالى ﴿يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ أي: ليمتنا فنستريح، فإننا في غم شديد، لا صبر لنا عليه ولا جلد.

ـ قوله تعالى ﴿قَالَ﴾ لهم مالك خازن النار .

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ لا تخرجون عنها أبدا.

ـ قوله تعالى ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ﴾ وبخهم بما فعلوا ,الذي يوجب عليكم أن تتبعوه .

ـ قوله تعالى ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾ فلذلك شقيتم شقاوة لا سعادة بعدها.

ـ قوله تعالى ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا ﴾ المكذبون بالحق المعاندون له .

ـ قوله تعالى ﴿أَمْرًا﴾ كادوا كيدا، ومكروا للحق ، ليدحضوه بالباطل .

ـ قوله تعالى ﴿فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ محكمون أمرا، ومدبرون تدبيرا يعلو تدبيرهم، وينقضه ويبطله.

 كما قال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ سورة الأنبياء:18)

ـ قوله تعالى ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ﴾ بجهلهم وظلمهم.

ـ قوله تعالى ﴿أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ﴾ الذي لم يتكلموا به، بل هو سر في قلوبهم.

 ـ قوله تعالى ﴿وَنَجْوَاهُمْ﴾ كلامهم الخفي الذي يتناجون به.

  فرد اللّه عليهم:

ـ قوله تعالى ﴿بَلَى﴾ أي: إنا نعلم سرهم ونجواهم.

ـ قوله تعالى ﴿وَرُسُلُنَا﴾ الملائكة الكرام.

ـ قوله تعالى ﴿لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ كل ما عملوه، وسيحفظ ذلك عليهم، حتى يردوا القيامة، فيجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 715)

                  

3) المسائل العقيدة في الآيات:

     *الله هو الأحد الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا:

لقوله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ * سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ سورة الزخرف (81ـ 83)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿قُل﴾ قل يا أيها الرسول الكريم، للذين جعلوا للّه ولدا.

ـ قوله تعالى ﴿ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ فلو كان للرحمن ولد وهو الحق، لكان محمد بن عبد اللّه، أفضل الرسل أول من عبده، ولم يسبقه إليه المشركون

ولكنه أوًل المنكرين لذلك ,وأشدهم له نفياً فعلم بذلك بطلانه فهذا احتجاج عظيم

فعلم بذلك بطلان دعوى المشركين وفسادها عقلاً ونقلاً. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 715)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ أَيْ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنَّهُ فَرْدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا كُفْءَ لَهُ فَلَا وَلَدَ له.

ـ قوله تعالى ﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا﴾ أَيْ فِي جَهْلِهِمْ وَضَلَالِهِمْ وَيَلْعَبُوا فِي دُنْيَاهُمْ .

ـ قوله تعالى ﴿ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .

ـ قوله تعالى ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ كَيْفَ يَكُونُ مَصِيرُهُمْ وَمَآلُهُمْ وَحَالُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.(تفسير ابن كثير 4/172)

                    

* الله تعالى هو المألوه المعبود سبحانه:

لقوله تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾سورة الزخرف:84)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ﴾ فهو تعالى المألوه المعبود، الذي يألهه الخلائق كلهم.

ـ قوله تعالى ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ الذي أحكم ما خلقه، وأتقن ما شرعه، فما خلق شيئا إلا لحكمة، ولا شرع شيئا إلا لحكمة.

ـ قوله تعالى ﴿الْعَلِيمُ﴾ بكل شيء، يعلم السر وأخفى، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في العالم العلوي والسفلي، ولا أصغر منها ولا أكبر. .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 716)

                   

* تفرد الله تعالى بالملك وسعة علمه:

لقوله تعالى ﴿وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا* وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الزخرف: 86)  

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ وَتَبَارَكَ ﴾ تعالى وتعاظم.

 ـ قوله تعالى ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ ذكر سعة ملكه للسموات والأرض وما بينهما، وسعة علمه، حتى إنه تعالى، انفرد بعلم كثير من الغيوب، التي لم يطلع عليها أحد من الخلق، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب.

ـ قوله تعالى  ﴿وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ لا يعلم متى تجيء الساعة إلا هو سبحانه.

ـ قوله تعالى  ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ في الآخرة فيحكم بينكم بحكمه العدل. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 716)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ﴾ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ .

ـ قوله تعالى ﴿الشَّفَاعَةَ﴾ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الشَّفَاعَةِ لَهُمْ .

 ولهذا قال تعالى ﴿إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ عَلَى بَصِيرَةٍ وَعِلْمٍ، فَإِنَّهُ تَنْفَعُ شَفَاعَتُهُ عنده بإذنه له.(تفسير ابن كثير 4/ 172)

 

                    

* الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الإقرار بتوحيد الألوهية:

لقوله تعالى ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ سورة الزخرف (87ـ89)

* قال ابن كثير :

ـ قال تعالى ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ﴾ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ الْعَابِدِينَ مَعَهُ غَيْرَهُ

 مَنْ خَلَقهم لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ هُمْ يَعْتَرِفُونَ أَنَّهُ الْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ جَمِيعِهَا وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ،

ـ قال تعالى ﴿فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ وَمَعَ هَذَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ مِمَّنْ لَا يَمْلِكُ شَيْئًا وَلَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ. (تفسير ابن كثير 4/ 172)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

فإقرارهم بتوحيد الربوبية، يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية، وهو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك.

ـ قال تعالى ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ ﴾ الرسول ﷺ، شاكيا لربه

ـ قال تعالى ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ تكذيب قومه، متحسرا على عدم إيمانهم

 فاللّه تعالى عالم بهذه الحال، قادر على معاجلتهم بالعقوبة، ولكنه تعالى حليم، يمهل العباد ويستأني بهم، لعلهم يتوبون ويرجعون.

ـ قال تعالى ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ﴾ اصفح عنهم ما يأتيك من أذيتهم القولية والفعلية، واعف عنهم.

ـ قال تعالى ﴿ وَقُلْ سَلَامٌ﴾ ولا يبدر منك لهم إلا السلام الذي يقابل به أولو الألباب والبصائر الجاهلين. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 716ـ717)

* قال ابن كثير :

ـ قال تعالى ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ هذا تهديد من الله تَعَالَى لَهُمْ، وَلِهَذَا أَحَلَّ بِهِمْ بَأْسَهُ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَأَعْلَى دِينَهُ وَكَلِمَتَهُ، وَشَرَعَ بَعْدَ ذَلِكَ الْجِهَادَ وَالْجِلَادَ حَتَّى دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، وَانْتَشَرَ الْإِسْلَامُ فِي الْمَشَارِقِ والمغارب . (تفسير ابن كثير 4/ 172)

تم بحمد الله تفسير سورة الزخرف

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...