جزء الخامس والعشرون سورة الدخان (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
﴿ حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنا
إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
* رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لَا إِلهَ
إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ
فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ *
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا
مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا
عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ
عائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ * وَلَقَدْ
فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا
إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى
اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ * وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ
أَنْ تَرْجُمُونِ * وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ * فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ
هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ *
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ * كَذلِكَ
وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ * فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما
كانُوا مُنْظَرِينَ * وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ
* مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ
عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ * وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ
﴾ سورة الدخان (1ـ 33)
1) المسائل العقيدة في الآيات
* أقسم الله تعالى بالقرآن
الكريم:
لقوله تعالى ﴿ حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا
أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ
كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً
مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ (6سورة الدخان 1ـ 6)
* قال ابن كثير :
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ إِنَّهُ أَنْزَلَهُ
فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ، وَهِيَ ليلة القدر, وَكَانَ ذلك في شهر رمضان.(تفسير ابن كثير 4/ 173)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿حم ﴾
ـ من حيث المعنى الذاتي لها، هذه الحروف ليس لها معنى باللسان العربي.
ـ من حيث المغزى, فلها مغزى عظيم كبير.
وهو أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع بلاغتهم وفصاحتهم لم يأت بشيء جديد
من حروف لم يعرفونها، بل هو بالحروف التي يعرفونها، ومع ذلك عجزوا أن يأتوا بمثله.
ـ قوله تعالى ﴿وَالْكِتابِ﴾ سمي القرآن كتاباً
ـ كتب في اللوح المحفوظ .
ـ كتب في المصاحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة.
ـ كتب في المصاحف التي بأيدينا.
ـ قوله تعالى ﴿الْمُبِين﴾ مظهر للحق موضح له.
جواب القسم:
لا يحتاج إلى جواب القسم، لأنه من عظمة المقسم عليه، وأنه منزل من عند
الله. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/13ـ20/156)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿فِي لَيْلَةٍ﴾ هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي.
ـ قوله تعالى ﴿مُبَارَكَةٍ﴾ كثيرة الخير والبركة .
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا﴾ لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم
الشقاوة .
ـ قوله تعالى ﴿فِيها يُفْرَقُ﴾ يفصل ويميز ويكتب .
ـ قوله تعالى ﴿كُلُّ أَمْرٍ﴾ كل أمر قدري وشرعي حكم الله به.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ717)
* قال ابن كثير :
في ليلة القدر مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى الْكَتَبَةِ أَمْرُ
السَّنَةِ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنَ الْآجَالِ وَالْأَرْزَاقِ وَمَا يَكُونُ فِيهَا
إِلَى آخِرِهَا.
ـ قوله تعالى ﴿حَكِيمٍ ﴾ مُحْكَمٌ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ.
ـ قوله تعالى ﴿أَمْراً مِنْ عِنْدِنا ﴾ جَمِيعَ مَا يَكُونُ وَيُقَدِّرُهُ اللَّهُ
تَعَالَى وَمَا يُوحِيهِ فَبِأَمْرِهِ وَإِذْنِهِ وَعِلْمِهِ.
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ إِلَى النَّاسِ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ .(تفسير ابن كثير 4/ 174)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ إن إرسال الرسل وإنزال الكتب التي أفضلها
القرآن رحمة من رب العباد بالعباد.
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ أي: يسمع جميع الأصوات ويعلم جميع الأمور الظاهرة
والباطنة. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ717)
* الله تعالى له الملك والتدبير سبحانه:
لقوله تعالى ﴿رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما
إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ
آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ (8سورة
الدخان (7ـ8)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾
خالق
ذلك ومدبره والمتصرف فيه بما شاء.
ـ قوله تعالى ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ عالمين بذلك علما مفيدا لليقين .
ـ قوله تعالى ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ لا معبود إلا وجهه.
ـ قوله تعالى ﴿يُحْيِي
وَيُمِيتُ﴾ هو المتصرف
وحده بالإحياء والإماتة وسيجمعكم بعد موتكم فيجزيكم بعملكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
ـ قوله تعالى ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾
رب الأولين
والآخرين مربيهم بالنعم الدافع عنهم النقم. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ717)
2) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعيد في الآية :
ـ قوله تعالى ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ
تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا
اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ
رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا
كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى
إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴾ سورة الدخان (9ـ 16)
* قال ابن كثير :
بَلْ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ قَدْ جَاءَهُمُ الحق الْيَقِينُ وَهُمْ
يَشُكُّونَ فِيهِ وَيَمْتَرُونَ وَلَا يُصَدِّقُونَ به.(تفسير ابن كثير 4/174)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ فَارْتَقِبْ﴾ انتظر فيهم العذاب فإنه قد قرب وآن أوانه.
ـ قوله تعالى ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِين
يَغْشَى النَّاسَ﴾ يعمهم ذلك الدخان ويقال لهم: ﴿هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
المراد بهذا الدخان:
قيل: إنه الدخان الذي يغشى الناس ويعمهم حين
تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة وأمر نبيه أن ينتظر بهم ذلك اليوم.
وقيل : ما أصاب كفار قريش حين امتنعوا من الإيمان
فدعا عليهم النبي ﷺ
فقالا (اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف) فأرسل الله عليهم الجوع العظيم حتى
أكلوا الميتات والعظام وصاروا يرون الذي بين السماء والأرض كهيئة الدخان .
وقيل :المراد
أن ذلك من أشراط الساعة وأنه يكون في آخر الزمان دخان يأخذ بأنفاس الناس .
وفي الآية احتمال المراد هذا كله يكون يوم القيامة ,وما وقع لقريش كما تقدم.
وإذا
نزلت هذه الآيات على هذين المعنيين ,لم تجد في اللفظ ما يمنع من ذلك,بل تجدها مطابقة لهما أتم المطابقة
وهذا
الذي يظهر عندي ,ويترجح والله أعلم . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ717ـ 718)
3) القصص القرآنية في الآيات.
* قصة موسى عليه السلام:
لقوله تعالى ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ
رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
* وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ * وَإِنِّي
عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ * وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ*
فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ
مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ* كَمْ تَرَكُوا
مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ
* كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ * فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ
وَما كانُوا مُنْظَرِينَ * وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ
* مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ
عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ * وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ
﴾ سورة الدخان (17ـ 33)
* قال ابن كثير:
وَلَقَدِ اخْتَبَرْنَا قَبْلَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ
وَهُمْ قِبْطُ مِصْرَ وَجاءَهُمْ موسى عليه الصلاة والسلام أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ
اللَّهِ.(تفسير ابن كثير4/178)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ﴾
ابتليناهم
بإرسال رسولنا موسى بن عمران إليهم .
ـ قوله تعالى ﴿وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ﴾ الرسول الكريم الذي فيه من الكرم ومكارم
الأخلاق ما ليس في غيره.
ـ قوله تعالى ﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ ﴾ قال لفرعون وملئه.
ـ قوله تعالى ﴿عِبَادَ اللَّهِ﴾ بني إسرائيل أرسلوهم وأطلقوهم من عذابكم
وسومكم
,فأرسلوهم ليعبدوا ربهم.
ـ قوله تعالى ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ﴾ رسول من رب العالمين .
ـ قوله تعالى ﴿أَمِينٌ﴾ أمين على ما أرسلني به لا أزيد فيه ولا
أنقص وهذا يوجب تمام الانقياد له.
ـ قوله تعالى ﴿وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ﴾ بالاستكبار عن عبادته والعلو على عباد الله.
ـ قوله تعالى ﴿إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ بحجة بينة ظاهرة وهو ما أتى به من المعجزات
الباهرات .
ـ قوله تعالى ﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ
تَرْجُمُونِ﴾ أي: تقتلوني بالرجم بالحجارة.
ـ قوله تعالى ﴿وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ﴾
لكم ثلاث مراتب:
ـ الإيمان بي وهو مقصودي منكم فإن لم تحصل
منكم .
ـ فاعتزلوني
لا علي ولا لي، فاكفوني شركم.
ـ دعاء بالحال التي هي أبلغ من المقال
ـ قوله تعالى ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ
مُجْرِمُونَ﴾ قد أجرموا
جرما يوجب تعجيل العقوبة.
ـ قوله تعالى ﴿ فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً﴾ فأمره الله أن يسري بعباده ليلا.
ـ قوله تعالى
﴿ إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴾ ثم تبعهم فرعون فأمر الله موسى أن يضرب البحر فضربه فصار
اثنى عشر طريقا وصار الماء من بين تلك الطرق كالجبال العظيمة فسلكه موسى وقومه, فلما خرجوا منه أمره الله أن يتركه رهوا.
ـ قوله تعالى ﴿وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾ بحاله
ليسلكه فرعون وجنوده
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ﴾ أمر الله تعالى أن يلتطم عليهم فغرقوا عن
آخرهم.
ـ قوله تعالى ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
* وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ﴾ وتركوا ما متعوا به من الحياة الدنيا.
ـ قوله تعالى ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ وأورثه الله بني إسرائيل الذين كانوا مستعبدين
لهم.
ـ قوله تعالى ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾
لما
أتلفهم الله وأهلكهم لم تبك عليهم السماء والأرض ,لأنهم ما خلفوا من آثارهم إلا ما
يوجب عليهم اللعنة والمقت من العالمين. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ718ـ719)
* قال ابن كثير :
قال ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
إِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ آثَارٌ صَالِحَةٌ
وَلَمْ يكن يصعد إلى الله عز وجل مِنْهُمْ خَيْرٌ، فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ
وَالْأَرْضُ.(تفسير ابن كثير 4/ 180)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾ ممهلين عن العقوبة.
ـ قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾
امتن
تعالى على بني إسرائيل.
ـ قوله تعالى ﴿مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ الذي كانوا فيه.
ـ قوله تعالى ﴿مِنْ فِرْعَوْنَ﴾ إذ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا﴾ مستكبرا في الأرض بغير الحق
ـ قوله تعالى ﴿مِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ المتجاوزين لحدود الله .
ـ قوله تعالى ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ﴾ اصطفيناهم وانتقيناهم .
ـ قوله تعالى ﴿عَلَى عِلْمٍ﴾ باستحقاقهم لذلك الفضل .
ـ قوله تعالى ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ عالمي زمانهم
حتى أتى الله بأمة محمد ﷺ ففضلوا العالمين كلهم وجعلهم الله خير أمة أخرجت
للناس وامتن عليهم بما لم يمتن به على غيرهم.
ـ قوله تعالى ﴿وَآتَيْنَاهُمْ﴾ بني إسرائيل.
ـ قوله تعالى ﴿مِنَ
الْآيَاتِ﴾ الباهرة
والمعجزات الظاهرة.
ـ قوله تعالى ﴿مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ﴾ إحسان كثير ظاهر منا عليهم وحجة عليهم على
صحة ما جاءهم به نبيهم موسى عليه السلام. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ719)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق