جزء الخامس والعشرون سورة الدخان (2)
قــال تــعــالـى
﴿إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى
وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * أَهُمْ
خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ
كانُوا مُجْرِمِينَ * وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ * مَا خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي
مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ
إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * إِنَّ
شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ *
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا
فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ
* إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ * إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ
وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ * كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ
فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ
الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ * فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ
إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾ سورة
الدخان (34ـ 59)
1) المسائل العقيدة في الآيات .
* الرد على منكري البعث :
لقوله
تعالى ﴿إِنَّ
هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ
* فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ﴾ سورة الدخان (34ـ 37)
* قال ابن كثير :
يَقُولُ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي إِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ,
وَيَحْتَجُّونَ بِآبَائِهِمُ الْمَاضِينَ الَّذِينَ ذَهَبُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا , وَهَذِهِ
حُجَّةٌ باطلة ، فَإِنَّ الْمَعَادَ إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يُعِيدُ اللَّهُ
الْعَالَمِينَ خَلْقًا جَدِيدًا.(تفسير ابن كثير 4/ 181)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾ المكذبين .
ـ قوله تعالى ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى
وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ﴾ ما هي إلا الحياة الدنيا فلا بعث ولا نشور ولا جنة
ولا نار.
ـ قوله تعالى ﴿فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
وهذا
من الجهلة المعاندين متجرئين على ربهم.
ـ قوله تعالى ﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ﴾ فإنهم ليسوا خيرا منهم.
ـ قوله تعالى ﴿
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ وقد اشتركوا في الإجرام .
ـ قوله تعالى ﴿ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ فليتوقعوا من الهلاك ما أصاب إخوانهم المجرمين.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 719)
* كمال قدرته وتمام حكمته سبحانه:
لقوله تعالى ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما
لاعِبِينَ * مَا خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
سورة الدخان (38ـ 39)
* قال ابن كثير :
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَدْلِهِ وَتَنْزِيهِهِ نَفْسَهُ عن
اللعب والعبث والباطل.(تفسير ابن كثير 4/ 183)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
﴾ عن كمال
قدرته وتمام حكمته.
ـ قوله تعالى ﴿وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ﴾ سدى من غير فائدة.
ـ قوله تعالى ﴿مَا خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾ خلقهما مشتمل على الحق، وأنه أوجدهما ليعبدوه
وحده لا شريك له.
ـ قوله تعالى ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
لم يتفكروا
في خلق السماوات والأرض. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 719)
* الايمان باليوم الآخر:
لقوله تعالى ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ
أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ
* إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ سورة الدخان (40ـ 42)
* قال ابن كثير :
وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ الله تعالى فِيهِ بَيْنَ الْخَلَائِقِ،
فَيُعَذِّبُ الْكَافِرِينَ وَيُثِيبُ الْمُؤْمِنِينَ.(تفسير ابن كثير 4/ 183)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ﴾ الذي يفصل الله به بين الأولين والآخرين
.
ـ قوله تعالى ﴿مِيقَاتُهُمْ﴾ أي: الخلائق.
ـ قوله تعالى ﴿أَجْمَعِينَ﴾ كلهم سيجمعهم الله فيه ويحضرهم ويحضر أعمالهم ويكون
الجزاء عليها .
ـ قوله تعالى ﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى
شَيْئاً﴾ لا قريب عن قريبه ولا صديق عن صديقه.
ـ قوله تعالى ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ يمنعون من عذاب الله عز وجل .
ـ قوله تعالى ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ﴾ فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله تعالى
التي تسبب إليها وسعى لها سعيها في الدنيا. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 719)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ أَيْ هُوَ عَزِيزٌ ذو رحمة واسعة. (تفسير ابن كثير 4/ 183)
*
الوعيد في الآية :
لقوله تعالى ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ
يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ
الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ﴾ سورة الدخان (43ـ 50)
* قال ابن كثير :
يقول تعالى مخبرا عما يعذب به الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ لِلِقَائِهِ. (تفسير ابن كثير 4/ 184)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿شَجَرَةَ الزَّقُّومِ﴾ أن طعامهم شر الأشجار وأفظعها .
ـ قوله تعالى ﴿كَالْمُهْلِ﴾ كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم.
ـ قوله تعالى ﴿كَغَلْيِ
﴾ يغلي في بطونهم.
ـ قوله تعالى ﴿الْحَمِيمِ ﴾ شديد الحرارة . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿خُذُوهُ ﴾ أي الْكَافِرَ.
ـ قوله تعالى ﴿فَاعْتِلُوهُ﴾ فَادْفَعُوهُ.
ـ قوله تعالى ﴿إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ﴾ أَيْ وَسَطِهَا
ـ قوله تعالى ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ
الْحَمِيمِ ﴾
كقوله عز وجل(يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءوُسِهِمُ الْحَمِيمُ
يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ )[الْحَجِّ: 19- 20]
ـ قوله تعالى ﴿ذُقْ ﴾ قُولُوا لَهُ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّهَكُّمِ
وَالتَّوْبِيخِ.
ـ قوله تعالى
﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ لَسْتَ بِعَزِيزٍ وَلَا كَرِيمٍ. (تفسير ابن كثير 4/ 184)
*قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ هَذَا﴾ العذاب العظيم
ـ قوله تعالى ﴿مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ﴾ تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
* الوعد في الآيات:
لقوله تعالى ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ * كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ
بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا
الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِنْ
رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
سورة الدخان (51ـ 57)
* قال ابن كثير :
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ الْأَشْقِيَاءِ عَطَفَ بِذِكْرِ السُّعَدَاءِ. (تفسير
ابن كثير 4/ 185)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي
وفعلهم الطاعات.
ـ قوله تعالى
﴿ فِي مَقامٍ أَمِينٍ﴾ ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم.
ـ قوله تعالى ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ فأضاف الجنات إلى النعيم لأن كل ما اشتملت
عليه كله نعيم وسرور، كامل من كل وجه ما فيه منغص ولا مكدر بوجه من الوجوه.
ـ قوله تعالى ﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ ﴾ من الحرير الأخضر.
ـ قوله تعالى ﴿ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ غليظ الحرير ورقيقه.
ـ قوله تعالى ﴿مُتَقَابِلِينَ﴾ في قلوبهم ووجوههم في كمال الراحة والطمأنينة.
ـ قوله تعالى ﴿كَذَلِكَ﴾ النعيم التام.
ـ قوله تعالى ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ
﴾ نساء
جميلات من جمالهن وحسنهن أنه يحار الطرف في حسنهن وينبهر العقل بجمالهن .
ـ قوله تعالى ﴿ بِحُورٍ عَيْنٍ﴾ ضخام الأعين حسانها.
ـ قوله تعالى ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ
فَاكِهَةٍ﴾ مهما
طلبوه من أنواع الفاكهة وأجناسها أحضر لهم من غير تعب ولا كلفة.
ـ قوله تعالى ﴿آمِنِينَ﴾ من انقطاع ذلك وآمنين من كل مكدر، وآمنين
من الخروج منها .
ـ قوله تعالى ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ ﴾ ليس فيها موت بالكلية.
ـ قوله تعالى ﴿إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى﴾ هي الموتة في الدنيا . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
* قال ابن كثير :
* كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«يُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ
وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ
وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ» «أخرجه البخاري في تفسير سورة 19، باب 1،
ومسلم في الجنة حديث 40، والترمذي في تفسير سورة 19، باب 2، والدارمي في الرقاق باب
90، وأحمد في المسند 2/ 377، 423، 513، 3/ 9.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنِ اتَّقَى اللَّهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ فِيهَا وَلَا يَبْأَسُ
وَيَحْيَا فِيهَا فَلَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ»
«أخرجه
مسلم في الجنة حديث 21، والترمذي في الجنة باب 2، وأحمد في المسند 2/ 305، 319،
370، 407، 416، 445، 462. (تفسير
ابن كثير 4/185)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ حصول النعيم واندفاع العذاب عنهم
ـ قوله تعالى ﴿فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ﴾ من فضل الله عليهم وكرمه .
ـ قوله تعالى ﴿ذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ وأي فوز أعظم من نيل رضوان الله وجنته والسلامة
من عذابه وسخطه. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
* قال ابن كثير :
كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺأَنَّهُ قَالَ:
«اعْمَلُوا وَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا لَنْ يُدْخِلَهُ
عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رسول الله؟
قال ﷺ:
«وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ منه وفضل»
«أخرجه
البخاري في الرقاق باب 18، ومسلم في المنافقين حديث 71، 76، 78.(تفسير ابن كثير 4/186)
4) المسائل العقيدة في الآيات:
* القرآن العظيم متيسراً لفظاً ومعنى:
لقوله تعالى ﴿ فَإِنَّما
يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾ سورة الدخان(58ـ59)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ﴾ القرآن
ـ قوله تعالى ﴿بِلِسَانِكَ﴾ سهلناه بلسانك الذي هو أفصح الألسنة على
الإطلاق وأجلها فتيسر به لفظه وتيسر معناه.
ـ قوله تعالى ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ ما فيه نفعهم فيفعلونه وما فيه ضررهم فيتركونه. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
* قال ابن كثير :
ثم لما كان مع هذا الوضوح والبيان مِنَ النَّاسِ مَنْ كَفَرَ وَخَالَفَ
وَعَانَدَ قَالَ اللَّهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ ﷺ مُسَلِّيًا لَهُ وَوَاعِدًا لَهُ بِالنَّصْرِ،
وَمُتَوَعِّدًا لِمَنْ كَذَّبَهُ بِالْعَطَبِ وَالْهَلَاكِ. (تفسير
ابن كثير 4/ 186)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿فَارْتَقِبْ﴾ انتظر ما وعدك ربك من الخير والنصر.
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾ ما يحل بهم من العذاب .
وفرق بين الارتقابين :
ـ رسول الله وأتباعه يرتقبون الخير في الدنيا والآخرة .
ـ وضدهم يرتقبون الشر في الدنيا والآخرة . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 720)
تم بحمد الله تفسير سورة الدخان
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق