الثلاثاء، 29 يونيو 2021

 

جزء الخامس والعشرون سورة الزخرف (4)

قـــال تــعــالــى

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ * فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ * وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَقالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ * فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ * وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ * فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ * فَلَمَّا ءاسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ * وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقالُوا ءألِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ * وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ* فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ   سورة الزخرف (46ـ 65)



1) القصص القرآنية في الآيات.

        * قصة موسى عليه السلام:

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ * فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ * وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَقالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ * فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ * وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ * فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ * فَلَمَّا ءاسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ ﴾ سورة الزخرف (46ـ 56)

   * قال ابن كثير :

يقول تعالى مخبرا عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ ابْتَعَثَهُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِسْرَائِيلَ يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وَأَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُ آيَاتٍ عِظَامًا كَيَدِهِ وَعَصَاهُ، وَمَا أَرْسَلَ مَعَهُ مِنَ الطُّوفَانِ وَالْجَرَادِ وَالْقُمَّلِ وَالضَّفَادِعِ وَالدَّمِ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ اسْتَكْبَرُوا عَنِ اتِّبَاعِهَا وَالِانْقِيَادِ لَهَا، وَكَذَّبُوهَا وَسَخِرُوا مِنْهَا.(تفسير ابن كثير 4/ 163)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا﴾ التي دلت دلالة قاطعة على صحة ما جاء به، كالعصا، والحية، وإرسال الجراد، والقمل، إلى آخر الآيات.

ـ قوله تعالى ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فدعاهم إلى الإقرار بربهم، ونهاهم عن عبادة ما سواه.

ـ قوله تعالى ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ﴾ ردوها وأنكروها، واستهزأوا بها، ظلما وعلوا.

ـ قوله تعالى ﴿وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا﴾ الآية المتأخرة أعظم من السابقة.

ـ قوله تعالى ﴿وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ﴾ كالجراد، والقمل، والضفادع، والدم، آيات مفصلات.

ـ قوله تعالى ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ إلى الإسلام.

ـ قوله تعالى ﴿وَقَالُوا﴾ عندما نزل عليهم العذاب

 ـ قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ﴾ يعنون موسى عليه السلام، فتضرعوا إليه بأن خاطبوه بما يخاطبون به من يزعمون أنهم علماؤهم، وهم السحرة.

 ـ قوله تعالى ﴿ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ﴾ بما خصك اللّه به، من الفضائل والمناقب، أن يكشف عنا العذاب.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ﴾ إن كشف اللّه عنا ذلك.

ـ قوله تعالى ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ لم يفوا بما قالوا، بل غدروا، واستمروا على كفرهم.

 وهذا كقوله تعالى ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ سورة الأعراف :133ـ134)

ـ قوله تعالى ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ﴾ مستعليا بباطله، قد غره ملكه، وأطغاه ماله وجنوده.

 ـ قوله تعالى ﴿يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ ألست المالك لذلك، المتصرف فيه.

ـ قوله تعالى ﴿وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ الأنهار المنسحبة من النيل، في وسط القصور والبساتين.

ـ قوله تعالى ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ هذا الملك الطويل العريض.

 وهذا من جهله البليغ، حيث افتخر بأمر خارج عن ذاته، ولم يفخر بأوصاف حميدة، ولا أفعال سديدة.

ـ قوله تعالى ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا﴾ أي: أنا العزيز، وهو الذليل المهان المحتقر، فأينا خير؟

ـ قوله تعالى ﴿الَّذِي هُوَ مَهِينٌ﴾ يعني موسى بن عمران، كليم الرحمن، الوجيه عند اللّه.

ـ قوله تعالى ﴿ ولا يَكَادُ يُبِينُ﴾ عما في ضميره بالكلام، لأنه ليس بفصيح اللسان، وهذا ليس من العيوب في شيء.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 712ـ713)

* قال ابن كثير :

ـ قَالَ تَعَالَى ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ ﴾ اسْتَخَفَّ عُقُولَهُمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى الضَّلَالَةِ فَاسْتَجَابُوا لَهُ.(تفسير ابن كثير 4/ 164)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ فبسبب فسقهم، قيض لهم فرعون، يزين لهم الشرك والشر.

ـ قوله تعالى ﴿فَلَمَّا ءاسَفُونَا﴾ أغضبونا بأفعالهم ﴿انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.

ـ قوله تعالى ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ﴾ ليعتبر بهم المعتبرون، ويتعظ بأحوالهم المتعظون. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صــ713)

                     

2) المسائل العقيدة في الآيات.

   * النهي عن عبادة غير الله تعالى :

لقوله تعالى ﴿ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقالُوا ءألِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ * وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ   سورة الزخرف (57ـ 65)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ تَعَنُّتِ قُرَيْشٍ فِي كُفْرِهِمْ وَتَعَمُّدِهِمُ الْعِنَادَ وَالْجَدَلَ, ويذكر من أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، وَأَنَّهُ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ.(تفسير ابن كثير 4/165)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا﴾ نُهي عن عبادته، وجعلت عبادته بمنزلة عبادة الأصنام والأنداد.

ـ قوله تعالى ﴿إِذَا قَوْمُكَ﴾ المكذبون لك.

ـ قوله تعالى ﴿مِنْهُ﴾ من أجل هذا المثل المضروب،

ـ قوله تعالى ﴿يَصِدُّونَ﴾ في خصومتهم لك، ويزعمون أنهم قد غلبوا في حجتهم، وأفلجوا.

ـ قوله تعالى ﴿وَقَالُوا ءألِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ يعني: عيسى.

ـ قوله تعالى﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً﴾  ووجه حجتهم الظالمة،

 أنهم قالوا: قد تقرر عندنا وعندك يا محمد، أن عيسى من عباد الله المقربين، الذين لهم العاقبة الحسنة

فلم سويت بين النهي عن عبادة المسيح وبين النهي عن عبادة الأصنام؟

إن تسوية الله بين النهي عن عبادة المسيح، وبين النهي عن عبادة الأصنام، لأن العبادة حق للّه تعالى، لا يستحقها أحد من الخلق، لا الملائكة المقربون، ولا الأنبياء المرسلون، ولا من سواهم من الخلق.

ـ قوله تعالى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ بالنبوة والحكمة والعلم والعمل.

ـ قوله تعالى ﴿وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ يعرفون به قدرة الله تعالى على إيجاده من دون أب.

ـ قوله تعالى ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾ يخلفونكم في الأرض، فلا تطيقون أن ترسل إليكم الملائكة، فمن رحمة الله بكم، أن أرسل إليكم رسلا من جنسكم، تتمكنون من الأخذ عنهم.

ـ قوله تعالى ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾

ـ إن عيسى عليه السلام لدليل على الساعة، وأن القادر على إيجاده من أم بلا أب، قادر على بعث الموتى من قبورهم .

ـ أو إن عيسى عليه السلام، سينزل في آخر الزمان، ويكون نزوله علامة من علامات الساعة .

ـ قوله تعالى ﴿فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾ في قيام الساعة، فإن الشك فيها كفر.

ـ قوله تعالى ﴿وَاتَّبِعُونِ﴾ بامتثال ما أمرتكم، واجتناب ما نهيتكم،

ـ قوله تعالى ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ موصل إلى الله عز وجل.

ـ قوله تعالى ﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ﴾ عما أمركم الله به.

ـ قوله تعالى ﴿لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ حريص على إغوائكم.

ـ قوله تعالى ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ﴾ الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به، من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ونحو ذلك من الآيات.

ـ قوله تعالى ﴿قَالَ﴾ لبني إسرائيل.

ـ قوله تعالى ﴿قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ﴾ النبوة والعلم.

ـ قوله تعالى ﴿وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ أبين لكم صوابه وجوابه، فيزول عنكم بذلك اللبس.

 فجاء عليه السلام مكملا ومتمما لشريعة موسى عليه السلام، ولأحكام التوراة وأتى ببعض التسهيلات الموجبة للانقياد له، وقبول ما جاءهم به.

ـ قوله تعالى ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ اعبدوا الله وحده لا شريك له، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه.

 ـ قوله تعالى ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ وآمنوا بي وصدقوني وأطيعون.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ﴾ الإقرار بتوحيد الربوبية، بأن الله هو المربي جميع خلقه بأنواع النعم الظاهرة والباطنة.

ـ قوله تعالى ﴿فَاعْبُدُوهُ ﴾ الإقرار بتوحيد العبودية، بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وإخبار عيسى عليه السلام أنه عبد من عباد الله.

ليس كما قال فيه النصارى: "إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة"

 ـ قوله تعالى ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ موصل إلى الله وإلى جنته.

  فلما جاءهم عيسى عليه السلام بهذا !!

ـ قوله تعالى ﴿اخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ﴾ المتحزبون على التكذيب .

ـ قوله تعالى ﴿مِنْ بَيْنِهِمْ﴾ كل قال بعيسى عليه السلام مقالة باطلة، ورد ما جاء به، إلا من هدى الله من المؤمنين، الذين شهدوا له بالرسالة، وصدقوا بكل ما جاء به، وقالوا: إنه عبد الله ورسوله.

ـ قوله تعالى ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا من عذاب يوم أليم﴾ ما أشد حزن الظالمين وما أعظم خسارهم في ذلك اليوم.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ714)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...