جزء الخامس والعشرون سورة الزخرف (3)
قــال تــعــالــى
﴿بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ
مُبِينٌ * وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ
* وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
* أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَوْلا أَنْ
يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ
سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً
وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ
الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ * وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ
الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ
عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يَا
لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ
الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ
الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ
بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا
عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ *
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ
آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾سورة
الزخرف (29ـ 45)
1) المسائل العقيد في الآيات.
* منة الله تعالى على المشركين :
لقوله تعالى ﴿بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ
وَرَسُولٌ مُبِينٌ * وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ
كافِرُونَ ﴾سورة الزخرف (29ـ 30)
* قال ابن كثير :
بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ الْمُشْرِكِينَ وَآباءَهُمْ فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ
الْعُمُرُ فِي ضَلَالِهِمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ بَيِّنُ الرِّسَالَةِ
وَالنِّذَارَةِ ,وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ
.(تفسير
ابن كثير 4/159)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ﴾ أبقيتهم.
ـ قوله تعالى ﴿ وَآباءَهُمْ﴾ لم أعالجهم بالعقوبة مع شركهم
, واتخاذهم الأصنام .
ـ قوله تعالى ﴿ حَتَّى ﴾ للغاية .
ـ قوله تعالى ﴿ جاءَهُمُ الْحَقُّ ﴾ القرآن.
ـ قوله تعالى ﴿ وَرَسُولٌ ﴾ محمد ﷺ
ـ قوله تعالى ﴿ مُبِينٌ ﴾ مظهر للأحكام الشرعية ,والأمر.
ـ قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ ﴾ القرآن
ـ قوله تعالى ﴿ قالُوا هَذَا سِحْرٌ ﴾ قالوا هذا سحر , سحرنا محمد ﷺ, لهذا
لقبوه بالقاب السوء حتى ينفروا الناس من دعوته.
ـ قوله تعالى ﴿ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ﴾ أكدوا أنهم كافرون به.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين10/59ـ 61)
* إن محمداً ﷺ هو أعظم رجل نسباً وخلقاً:
لقوله تعالى ﴿ وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ سورة الزخرف :31)
* قال ابن كثير :
وَقالُوا كَالْمُعْتَرِضِينَ
عَلَى الَّذِي أَنْزَلَهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ.(تفسير ابن كثير 4/159)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ وَقالُوا لَوْلا ﴾ بمعنى هلًا.
ـ قوله تعالى ﴿ نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ﴾ لو أن هذا القرآن نزل على رجل عظيم .
ـ قوله تعالى
﴿ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ ﴾ إما مكة , وإما الطائف.
ـ قوله تعالى ﴿ عَظِيمٍ ﴾ معظم في قومه .
أن قريشاً تعرف أن محمداً أحق الناس بالرسالة لو صدقوا بها ,لأنه من خيرة
العرب نسباً ,.لكن لما
جاءهم الحق تعللوا بهذه العله لردٍهم القرآن .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين10/ 61ـ62)
* التفاوت بين العباد في العقول والأرزاق.
لقوله تعالى ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ
مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
﴾ سورة الزخرف :32)
* قال ابن كثير :
قال عز وجل مُبَيِّنًا أَنَّهُ قَدْ فَاوَتَ بَيْنَ خَلْقِهِ فِيمَا أَعْطَاهُمْ
مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَرْزَاقِ وَالْعُقُولِ وَالْفُهُومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .(تفسير ابن كثير 4/160)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ أَهُمْ ﴾ الاستفهام للنفي, يعني: ليسوا هم الذين يقسمون رحمة الله.
ـ قوله تعالى ﴿ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾ يوزعونها كيف شاءوا ,هذا يستحق وهذا لا يستحق, لكن فضل يؤتيه كيف
شاءوا.
ـ قوله تعالى ﴿ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾
ـ فجعلنا
بعضهم غنيا ,وبعضهم فقير اً .
ـ وجعلنا بعضهم قوياً, وبعضهم ضعيفا ً.
ـ وبعضهم
قادراً, وبعضهم عاجز.
ـ قوله تعالى ﴿ وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ﴾ في الغنى والعلم والعقل
والخلق وغير ذلك.
ـ قوله تعالى
﴿ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ ﴾ أي درجات واسعة.
ـ قوله تعالى ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ﴾ في الغنى , في الذكاء , في الصناعة.
ـ قوله تعالى ﴿ سُخْرِيًّا ﴾ هو من التسخير .
لولا
اختلاف الناس هذا الاختلاف لتعطلت المصالح, وهذا من حكمة الله تعالى
ـ قوله تعالى ﴿ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ ﴾ رحمة الله العبد بهدايته إلى الإسلام
والإيمان, وتطلق الرحمة على الجنة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/62ـ63)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ رَحْمَةُ اللَّهِ بِخَلْقِهِ خَيْرٌ لَهُمْ
مِمَّا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْأَمْوَالِ ومتاع الحياة الدنيا.(تفسير ابن كثير 4/160)
2) الفوائد المستنبطة من الآيات.
* حقارة
الدنيا وهوانها عند الله:
لقوله تعالى ﴿ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا
لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها
يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ * وَزُخْرُفاً
وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ
لِلْمُتَّقِينَ ﴾ سورة الزخرف (33ـ 35)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
يخبر تعالى بأن الدنيا لا تسوى عنده شيئا، وأنه لولا لطفه ورحمته بعباده،
لوسَّع الدنيا على الذين كفروا توسيعا عظيما.(تيسيرالكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 711)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ وَلَوْلا ﴾ معنى لولا كذا لكان كذا.
ـ قوله تعالى ﴿ أَنْ يَكُونَ﴾ لولا خوف اكفر المؤمن من إعطاء الكافر.
ـ قوله تعالى ﴿ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً﴾ على الكفر
ـ قوله تعالى ﴿ لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ
لِبُيُوتِهِمْ ﴾ لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن
ـ قوله تعالى ﴿ سُقُفاً ﴾ سَقفا ًمفرد وبضمهما جمعاً (سُقُفاً)
ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ فِضَّةٍ ﴾ فضة لامعة تجذب النظر, وتسر العين .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/65ـ66)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿ وَمَعارِجَ ﴾ سَلَالِمَ وَدَرَجًا مِنْ فِضَّةٍ.
ـ قوله تعالى ﴿ عَلَيْها يَظْهَرُونَ﴾ يَصْعَدُونَ.
ـ قوله تعالى ﴿ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً ﴾ أغلاقا على أبوابهم.(تفسير ابن كثير 4/ 160)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ وَسُرُراً ﴾ جمع سرير وهو ما يجلس عليه .
ـ قوله تعالى ﴿ عَلَيْها يَتَّكِئونَ ﴾ يعتمد عليه وهو كناية الإرفاه .
ـ قوله تعالى ﴿ وَزُخْرُفاً ﴾ الذهب .
ـ قوله تعالى ﴿ وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ
الدُّنْيا ﴾ يتمتع
به فيها ,ثم يزول.
ـ قوله تعالى ﴿ وَالْآخِرَةُ ﴾ الجنة.
ـ قوله تعالى ﴿ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ البشرى للمتقين ,لأن الإنسان إذا انتقل من الدنيا فلا يندم ,لأنه
انتقل إلى دار أطول وأحسن مما فارقها .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَأْكُلُوا
فِي صِحَافِهَا فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ» «أخرجه البخاري في الأطعمة باب 29، ومسلم
في اللباس حديث 4، 5، وابن ماجة في الأشربة باب 25، وأحمد في المسند 1/ 321، 4/
76.(التفسير الثمين
الشيخ محمد العثيمين 10/ 66ـ 68)
3) المسائل العقيدة في الآيات.
* ما يترتب على الإعراض عن ذكر الله :
لقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً
فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ
الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ* وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ
أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾سورة الزخرف (36ـ 39)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره. (تيسيرالكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 711)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ﴾ يتعامى.
ـ قوله تعالى
﴿ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ ﴾ يغفل قلبه عن ذكر الله, لا يذكر الله بقلبه .
ـ قوله تعالى ﴿ نُقَيِّضْ لَهُ ﴾ نهيئ له.
ـ قوله تعالى
﴿ شَيْطاناً ﴾ فيستولي الشيطان على قلبه يأمره بالفحشاء والمنكر .
ـ قوله تعالى ﴿ فَهُوَ﴾ الشيطان سواء من الإنس أو الجن.
ـ قوله تعالى ﴿ لَهُ ﴾ للعاشي عن ذكر الله.
ـ قوله تعالى
﴿ قَرِينٌ﴾ لا يفارقه.
القرين : هو الملازم فهوأشد تأثير من العابر ,إنك أن جلست مع صاحب سوء مدة قليلة لا تتأثر , لكن إذا كان مقارناً فإنه سيؤثر .
ـ قوله تعالى ﴿ وَإِنَّهُمْ﴾ الشياطين.
ـ قوله تعالى ﴿ لَيَصُدُّونَهُمْ﴾ أي العاشين .
ـ قوله تعالى
﴿ عَنِ السَّبِيلِ ﴾ عن طريق الهدى.
ـ
قوله تعالى ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ زين له سوء عمله وظن أنه على حق.
ـ قوله تعالى ﴿ حَتَّى إِذا جاءَنا ﴾ الشيطان وقرينه ,وذلك يوم القيامة تبرأ
كل واحد من الآخر.
ـ قوله تعالى ﴿ قالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ
الْمَشْرِقَيْنِ ﴾
ـ بعد ما
بين المشرق والمغرب من باب التغليب.
ـ مشرق الشمس شتاءً ,ومشرقها صيفاً, لأن بينهما
مسافة عظيمة لا يعلم قدرها إلا الله عز وجل,وكلا المعنيين صحيح.
والمراد : ليتك بعيدٌ عني وأنا بعيد عنك.
ـ قوله تعالى ﴿ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾ جملة إنشائية للذم.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/69ـ 71)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ
أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ لَا يغني عنكم اجْتِمَاعُكُمْ
فِي النَّارِ وَاشْتِرَاكُكُمْ فِي الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.(تفسير ابن كثير 4/161)
* تسلية الرسول ﷺ عن امتناع المكذبين الاستجابة له:
لقوله تعالى ﴿ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ
كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ سورة
الزخرف: 40)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
يقول تعالى لرسوله ﷺ، مسليا له عن امتناع المكذبين عن الاستجابة له، وأنهم
لا خير فيهم.
ـ قوله تعالى ﴿ أَفَأَنْتَ ﴾ الهمزة للنفي.
المراد: إنك لا تسمع الصم ,ولا تهدي العمي لأن
هذا موكول إلى الله تعالى .
ـ قوله تعالى ﴿ تُسْمِعُ الصُّمَّ﴾ المراد إسماع الحق.
ـ قوله تعالى ﴿أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ﴾ الهديُ إلى الحق.
ـ قوله تعالى ﴿مَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ منغمساً في الضلال فإنه لا يهتدي .
الكفار بمنزلة أهل الصمم وقد وصفهم الله تعالى
قوله تعالى(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة:171](التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 74)
4) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعيد لمن كذب بالرسول ﷺ:
لقوله تعالى ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ
* أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ﴾ سورة الزخرف (41ـ 42)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ﴾ بأن نميتك قبل تعذيبهم .
ـ قوله تعالى ﴿ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ﴾ في الدنيا .
ـ قوله تعالى ﴿ أَوْ نُرِيَنَّكَ﴾ في حياتك .
ـ قوله تعالى ﴿ الَّذِي وَعَدْناهُمْ ﴾ به من العذاب .
ـ قوله تعالى ﴿ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ﴾ على عذابهم.
ـ قوله تعالى ﴿ مُقْتَدِرُونَ﴾ المقتدر أبلغ من القادر.
المراد بالآية: أننا إن ذهبنا بك بالموت فإننا لن نغفلهم عن العذاب ,وإن عذبناهم في
حياتك فسترى عذابهم بنفسك .(التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/75)
5) المسائل العقيدة في الآيات:
* تثبيت النبي ﷺ على الاستمساك بما أوحي إليه.
ـ قوله تعالى ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ *
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ
آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾ سورة الشورى (43ـ 45)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ فَاسْتَمْسِكْ﴾ تمسك تمسكاً قويا ً بالذي أوحي إليك.
ـ قوله تعالى ﴿ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾ تثبيت النبي ﷺ على الاستمساك بما أوحي إليه.
ـ الوحي : هو أنباء
الله سبحانه وتعالى لرسله بما يشرعه لعباده
ـ والمُوحِي: هو الله
عز وجل .
ـ والمُوحَى: هو
القرآن.
ـ قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ الطريق الواسع المستقيم لا اعوجاج فيه .
ـ قوله تعالى ﴿ وَإِنَّهُ﴾ القرآن .
ـ قوله تعالى ﴿ لَذِكْرٌ لَكَ﴾ شرف لهم ,وتذكير لهم .
ـ قوله تعالى ﴿ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ﴾ عن القيام بحقه
ـ من حقه
العمل به.
ـ ومن حقه
إبلاغه للناس .(التفسير الثمين
الشيخ محمد العثيمين 10/ 77ـ78)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ أن كل الرسل، من أولهم إلى آخرهم، يدعون
إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
فدل هذا أن المشركين ليس لهم مستند في شركهم، لا من عقل صحيح، ولا نقل
عن الرسل
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ سورة النحل:36(تيسيرالكريم الرحمن في تفسير
كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 712)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق