جزء الخامس والعشرون سورة الزخرف (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
﴿حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
* أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ * وَكَمْ
أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ
كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ * فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ
الْأَوَّلِينَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَالَّذِي
نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ
تُخْرَجُونَ * وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ
وَالْأَنْعامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ
رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا
هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ سورة الزخرف (1ـ 14)
1) المسائل العقيدة في الآيات:
* عقيدة أهل السنة
في القرآن الكريم :
* قال الشيخ محمد
العثيمين:
ـ القرآن كلام الله حقيقة تكلم به حرفيا وأراد معناه
حسب اللغة العربية .
ـ هذا القرآن ينزل شيئاً فشيئاً حسب ما يحتاج الناس
إليه في وقت نزوله .
س: إذا نزلت الآية لسبب فهل تختص بذلك السبب ,أو تكون عامة
له ولما يشاركه في العلة ؟
تكون عامة له ولما يشاركه في العلة ,العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
* خصائص القرآن الكريم:
ـ أختص القرآن بأن كل حرف منه حسنة , والحسنة بعشر
أمثالها .
ـ أختص القرآن الكريم بالإعجاز لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولا بعشر سور منه,
ولا بسورة منه ,بل ولا بآية منه.
ـ لا يمسه الإنسان إلا على طهارة .
ـ لا يحل للجنب أن يقرأ منه آية فأكثر حتى يغتسل.
ـ أن الحائض تقرأ القرآن لحاجة أو مصلحة.
* القرآن الكريم أنزله الله عز وجل , وجعله مباركاً في تأثيره
, مباركاً في ثوابه
مباركاً في آثاره.
ـ مباركاً في تأثيره: أنه يؤثر على القلب ,ويلين القلب ,ويكسب
خشية الله عز وجل
ـ مبارك في ثوابه : الحرف الواحد فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها
.
ـ مبارك في آثاره : فتح المسلمون مشارق الأرض ومغاربها من تمسك
به فهو منصور.(التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 7ـ13)
* أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم:
لقوله
تعالى ﴿ حم
* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
* وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ سورة الزخرف (1ـ 4)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿حم ﴾
ـ من حيث المعنى الذاتي لها، هذه الحروف ليس لها معنى
باللسان العربي.
ـ من حيث المغزى, فلها مغزى عظيم كبير.
وهو أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع بلاغتهم وفصاحتهم لم يأت بشيء جديد
من حروف لم يعرفونها، بل هو بالحروف التي يعرفونها، ومع ذلك عجزوا أن يأتوا بمثله.
ـ قوله تعالى ﴿وَالْكِتابِ﴾ سمي القرآن كتاباً
ـ كتب في اللوح المحفوظ .
ـ كتب في المصاحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة.
ـ كتب في المصاحف التي بأيدينا.
ـ قوله تعالى ﴿الْمُبِين﴾ مظهر للحق موضح له.
ـ قوله تعالى ﴿إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً﴾ صيًرناه قرآناً عربياً.
ـ قوله تعالى ﴿عَرَبِيًّا﴾ بلغة العرب.
ـ قوله تعالى ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ أي تفهموه.
أن الله
تعالى أقسم بالقرآن أنه جعله باللغة العربية من أجل فهمه.
جواب القسم:
لا يحتاج إلى جواب القسم، لأنه من عظمة المقسم عليه، وأنه منزل من عند
الله. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/156)
ـ قوله تعالى ﴿وَإِنَّهُ ﴾ الضمير يعود على الكتاب المبين وهو
القرآن.
ـ قوله تعالى ﴿فِي أُمِّ الْكِتابِ﴾ هو اللوح المحفوظ وسمي أم : لأنه مرجع
لجميع ما يكتب من بعده .
ـ قوله تعالى ﴿ لَدَيْنا﴾ اللوح المحفوظ عند الله وهو محفوظ من
التغيير والتبديل لأنه أم الكتاب, وأما الكتب التي بأيدي الملائكة ففيها تغيير وتبديل
.
لقوله تعالى (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ
وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)الرعد: 39(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/13ـ 20)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿لَعَلِيٌّ ﴾ في قدره وشرفه ومحله.
ـ قوله تعالى ﴿حَكِيمٌ﴾ فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار،
فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ708)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿أَفَنَضْرِبُ﴾ الهمزة للاستفهام النفي, لا يمكن أن نترككم بدون إنذار
النفي توبيخاً لهؤلاء الذين أعرضوا عما جاء به النبي ﷺ.
ـ قوله تعالى ﴿عَنْكُمُ﴾ الضمير يعود إلى قريش. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/23)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ الذِّكْرَ صَفْحًا﴾ ونترك إنزال الذكر إليكم، لأجل إعراضكم،
وعدم انقيادكم له؟
بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح
لكم فيه كل شيء:
ـ إن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم.
ـ وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ708)
* صبر الرسل عليهم السلام في تبليغ الرسلات:
لقوله تعالى ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَما
يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ * فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ
مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴾ سورة الزخرف (6ـ 8)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
بيان شدة صبر الرسل عليهم السلام حيث إنهم يستهزأ بهم وهم صابرون حتى
يأتي أمر الله.
ـ قوله تعالى ﴿وَكَمْ﴾ تدل على الكثرة والمراد الرسول.
ـ قوله تعالى ﴿أَرْسَلْنا﴾ الإرسال هو : الإيحاء إلى بشر بشريعة
ويؤمر بتبليغها.
ـ قوله تعالى ﴿مِنْ نَبِيٍّ﴾ والنبي يطلق على الرسول كثيراً في
القرآن الكريم.
ـ قوله تعالى
﴿فِي الْأَوَّلِينَ﴾ السابقين
على هذه الأمة.
ـ قوله تعالى ﴿ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ) يسخرون بهم ويحتقرونهم ليحذروا الناس
منهم.
ـ حكم الاستهزاء بالرسل تكذيب لهم؟
أن الاستهزاء بالرسل كفر, وبالكتب كفر , والاستهزاء بالله كفر.
لقوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا
كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) سورة التوبة(65ـ66)
ـ قوله تعالى ﴿فَأَهْلَكْنا﴾ بالموت.
ـ قوله تعالى ﴿أَشَدَّ مِنْهُمْ﴾ من كفار قريش. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/25ـ27)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿بَطْشًا﴾ قوة وأفعالا وآثارا في الأرض.
ـ قوله تعالى ﴿وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾ مضت أمثالهم وأخبارهم، وبينا لكم منها ما
فيه عبرة ومزدجر عن التكذيب والإنكار. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ708)
* الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الإقرار بتوحيد الألوهية:
لقوله تعالى ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ سورة الزخرف :9)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ ﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ
الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ، العابدين معه غيره.
ـ قوله تعالى ﴿مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ
خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ أَيْ لَيَعْتَرِفُنَّ بأن الخالق لذلك هو
الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُمْ مَعَ هَذَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ مِنَ
الْأَصْنَامِ وَالْأَنْدَادِ.(تفسير ابن كثير 4/155)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
دليل على
أن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية وإقرارهم بتوحيد الربوبية يلزمهم أن يقروا
بتوحيد الألوهية ,
إذا
أقررتم بأنه لا خالق إلا الله فأقروا بأنه لا معبود حق إلا الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/30)
* من نعم الله على عباده:
لقوله تعالى ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ
فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً بِقَدَرٍ
فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ * وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ
كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا
عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ
وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا
إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ سورة الزخرف (10ـ 14)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
أن الرب الموصوف بما ذكره من إفاضة النعم على العباد، هو الذي يستحق أن
يعبد، ويصلى له ويسجد. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ709)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿الَّذِي جَعَلَ﴾ صيًر
ـ قوله تعالى
﴿لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً﴾ كالمهد موطُأة
قرار يطمئن بها الإنسان. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/31)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا﴾ جعل منافذ بين سلاسل الجبال المتصلة
تنفذون منها إلى ما وراءها من الأقطار.
ـ قوله تعالى ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ في السير في الطرق ولا تضيعون. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ708)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً
بِقَدَرٍ﴾ أنزله شيئا فشيئا فتجدون المطر ينزل نقطا بقدر محدود ومع ذلك تسيل منه
الأودية, ولو جاء كأفواه القرب لأفسد الأرض وهدم البناء . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/31)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾ أحييناها بعد موتها،
ـ قوله تعالى ﴿كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ فكما أحيا الأرض الميتة الهامدة بالماء،
كذلك يحييكم بعد ما تستكملون في البرزخ، ليجازيكم بأعمالكم.
ـ قوله تعالى ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾
الأصناف
جميعها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، من ليل ونهار، وحر وبرد، وذكر وأنثى،
وغير ذلك.
ـ قوله تعالى ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ﴾ السفن البحرية، مَا تَرْكَبُونَ. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صــ708ـ709)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿وَالْأَنْعامِ﴾ الأنعام مثل الأبل والبغال وغيرها مما تركب
ـ قوله تعالى ﴿مَا تَرْكَبُونَ﴾ الذي تركبوه ,وهذه من نعمة الله تعالى .
ـ قوله تعالى ﴿لِتَسْتَوُوا﴾ تعلوا عليها ,وتستقروا عليها.
ـ قوله تعالى ﴿عَلى ظُهُورِهِ﴾ ظهور ما تركبون من الفلك والأنعام.
ـ قوله تعالى ﴿ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا
اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾ إذا استوى الإنسان على الفلك أو الأنعام يتذكر نعمة الله عليه .
ـ قوله تعالى ﴿وَتَقُولُوا﴾ بألسنتكم معترفين بقلوبكم.
ـ قوله تعالى ﴿ سُبْحانَ الَّذِي ﴾ تنزيه الله عن كل نقص وعيب
بخلاف الإنسان فإنه محتاج إلى الركوب, فالله عز وجل منزه عن الحاجة.
ـ قوله تعالى ﴿ سَخَّرَ لَنا هَذَا﴾ نعمة الله علينا بتسخير هذه الأنعام.
ـ قوله تعالى ﴿وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ مطيقين, لولا أن الله سخر البعير لنا ما أطقناها.
ـ قوله تعالى ﴿وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ﴾
إنك إذا ركبت فتذكر
ركوبك على النعش حين تنقلب إلى الله عز وجل .
س: هل هذا الذكر خاص بما إذا ركب في السفر أو هو عام؟
عام كلما
ركبت السيارة .أو البعير , أو الطائرة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/35ـ 37)
* قال ابن كثير :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
( كَانَ إِذَا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ-
ثُمَّ يَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى،
وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ وَاطْوِ لَنَا
الْبَعِيدَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ،
اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا وَاخْلُفْنَا فِي أهلنا) .
وكان ﷺ إذا رجع إلى أهله قال:
«آيبون تَائِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُون»
وَهَكَذَا
رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ
مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِهِ أخرجه مسلم في الحج حديث 425، 428، 429، وأبو داود
في الجهاد باب 72، 158، والترمذي في الدعوات باب 42، 46.(تفسير ابن كثير 4/156)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق