الجمعة، 30 أبريل 2021


جزء الأحقاف سورة ق(3)

قــال تــعــالـى

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) وَقالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ * قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ ما يَشاءُونَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) سورة ق(20ـ 35)

                                                   

1) مسائل العقيدة في الآيات.

  * الإيمان باليوم الآخر:

 في قوله تعالى(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)سورة ق( 20ـ 22)

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ﴾ النافخ في الصور هو ملك إسرافيل .

والنفخ في الصور نفختان:

1/ نفخة الصعق.

2/ نفخة البعث.

ـ قوله تعالى ﴿ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾ يوم القيامة.

ـ قوله تعالى ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ﴾ كل نفس إنسان.

ـ قوله تعالى ﴿مَعَهَا سَائِقٌ﴾ يسوقها.

ـ قوله تعالى ﴿ وَشَهِيدٌ﴾ يشهد عليها بما عملت.

ـ قوله تعالى ﴿ لَقَدْ كُنْتَ﴾  أيها الإنسان.

 ـ قوله تعالى ﴿ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ كنت غافلاً عن هذا اليوم ساهٍ في الدنيا.

ـ قوله تعالى ﴿ فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ ﴾ كشف الغطاء، واتضح كل شيء.

 ـ قوله تعالى ﴿ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ قوي بعد أن كان في الدنيا أعمى غافل

لقوله تعالى(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا )(سورة آل عمران:30)(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/167ـ168)

                          

 

   * شهادة الملائكة بأعمال بني آدم:

    في قوله تعالى ﴿ وَقالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ * قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)(سورة ق23ـ 29)

 * قال ابن كثير :

 يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِعَمَلِ ابْنِ آدَمَ أَنَّهُ يَشْهَدُ عليه يوم القيامة بما فعل.(تفسير ابن كثير 4/286)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ قرين هذا المكذب المعرض، من الملائكة، الذين وكلهم الله على حفظه، وحفظ أعماله، فيحضره يوم القيامة ويحضر أعماله.

ـ قوله تعالى ﴿هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ قد أحضرت ما جعلت عليه، من حفظه، وحفظ عمله، فيجازى بعمله.

ويقال لمن استحق النار:

ـ قوله تعالى ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ ﴾ أي: كثير الكفر والعناد لآيات الله، المكثر من المعاصي، المجترئ على المحارم والمآثم .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 749)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

أختلف المفسرون في الف التثنية في قوله تعالى (أَلْقِيا

ـ قيل: لتكرار الفعل , كقول ألقي ألقي.

ـ قيل : يشمل كل قرين, فيكون﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ الملكان الموكلان به.

ـ قوله تعالى ﴿كَفَّارٍ﴾ كافر قد تمكن الكفر في قلبه.

ـ قوله تعالى ﴿ عَنِيدٍ ﴾ معاند للحق، لا يقبل مهما عرض له الحق .

ـ قوله تعالى ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ﴾ يمنع كل خير.

ـ قوله تعالى ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ يعتدي على غيره.

ـ قوله تعالى ﴿ مُرِيبٍ ﴾ واقع في الريبة والشك والقلق، ويشكك غيره فيدخل في قلبه الريبة.

ـ قوله تعالى ﴿ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ﴾ يعبد مع الله غيره.

ـ قوله تعالى ﴿ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ﴾ وهو عذاب النار.

ـ قوله تعالى ﴿ قالَ قَرِينُهُ ﴾ هو يدعي أن قرينه هو الذي أطغاه وهو صده عن سبيل الله.

ـ قوله تعالى ﴿ رَبَّنا مَا أَطْغَيْتُهُ ﴾  ما أمرته أن يكذب، ولا أن يكون عنيداً، ولا أن يكون معتدياً، ولا أن يكون مشركاً مع الله أحداً، ما فعلت هذا .

ـ قوله تعالى ﴿ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ﴾ كان هذا الكافر في ضلال بعيد عن الحق

                       لدينا خصمان: الكفَّار العنيد ـ والقرين

فالكفَّار العنيد يدعي أن القرين هو الذي أغواه وأطغاه، والقرين ينكر ذلك .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/169ـ170)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

                        قال الله تعالى مجيباً لاختصامهم

فيقول الله ﴿ قالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ﴾ لا فائدة في اختصامكم عندي.

 ـ قوله تعالى ﴿ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾  جاءتكم رسلي بالآيات البينات ,والحجج الواضحات فقامت عليكم حجتي ,وانقطعت حجتكم ,وقدمتم إليٌ بما أسلفتم من الأعمال التي  وجب جزاؤها.

ـ قوله تعالى ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ﴾ لا يمكن أن يخالف ما قاله الله ,لأنه لا أصدق من الله قيلا.

ـ قوله تعالى ﴿ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ بل أجزيهم بما عملوا من خير وشر ,فلا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم.

لقوله تعالى ﴿ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ سورة الكهف:49) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 749)

 

                          

 

2) الوعد والوعيد في الآيات :

   * الوعيد في الآيات:

في قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ سورة ق (30)

* الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ﴾ وذلك من كثرة ما ألقي فيها.

ـ قوله تعالى ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ لا تزال تطلب الزيادة، من المجرمين العاصين، غضبًا لربها.

 وقد وعدها الله ملأها:

كما قال تعالى ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ سورة السجدة :13) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 749)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

: « لا تَزَالُ جَهَنَّمُ يَلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مزيد؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَتَقُولُ: قَطُّ قَطُّ) أخرجه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته (6661) ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (2848)

                           

* الوعد في الآيات:

في قوله تعالى (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ ما يَشاءُونَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ)سورة ق(31ـ 35)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ قربت للمتقين مكاناً غير بعيد .

ـ قوله تعالى ﴿ هَذَا ﴾ ما تشاهدون من قرب الجنة.

ـ قوله تعالى ﴿ مَا تُوعَدُونَ ﴾  الذي توعدون.

ـ قوله تعالى ﴿ لِكُلِّ أَوَّابٍ ﴾  أي رجاع إليه.

ـ قوله تعالى ﴿ حَفِيظٍ ﴾ حفيظ لما أمره الله به.

ـ قوله تعالى ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ ﴾  خافه عن علم وبصيرة، لأن الخشية لا تكون إلا بعلم.

ـ قوله تعالى ﴿ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ جاء يوم القيامة بقلب منيب يعني رجاع إلى الله

ـ قوله تعالى ﴿ ادْخُلُوها بِسَلامٍ ﴾  هذا أمر إكرام.

ـ قوله تعالى ﴿بسلام﴾  دخولاً مصحوباً بسلام، سلام من كل آفة، فأصحاب الجنة سالمون من الأمراض، وسالمون من الهرم، وسالمون من الموت، وسالمون من الغل، وسالمون من الحسد، وسالمون من كل شيء.

ـ قوله تعالى ﴿ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾ الذي لا زوال ولا موت . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 750)

ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمْ ما يَشاءُونَ ﴾  أي لهؤلاء المتقين ما يشاءون.

ـ قوله تعالى ﴿ فِيها ﴾  في الجنة

ـ قوله تعالى ﴿ وَلَدَيْنا مَزِيدٌ ﴾ يعني نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون. ومن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل

ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله عز وجل.

كقوله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ )سورة يونس (26)(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 171ـ172)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...