الاثنين، 26 أبريل 2021


جزء الأحقاف سورة ق (2)

قــال تــعــالــى

(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )سورة ق(15ـ19)

                                                 

1) مسائل العقيدة في الآيات.

   * الرد على منكري البعث:

في قوله تعالى ﴿أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ سورة ق (15)

* قال ابن كثير :

أَنَّ ابْتِدَاءَ الْخَلْقِ لَمْ يُعْجِزْنَا وَالْإِعَادَةُ أَسْهَلُ منه.(تفسير ابن كثير 4/283)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ أَفَعَيِينا ﴾ الاستفهام هنا للنفي، وعيينا هنا بمعنى تعبنا.

ـ قوله تعالى ﴿ بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ابتداء الخلائق

ـ هل نحن عجزنا عن ابتداء الخلائق حتى نعجز عن إعادة الخلائق؟!

من المعلوم أن الجواب: لا.

كما قال تعالى{ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ }سورة الأحقاف (33) . أي لم يتعب بذلك.

ـ قوله تعالى ﴿ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ فإن إعادة الخلق أهون من ابتدائه.

(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين10/ 163)

                          

* سعة علم الله تعالى:

في قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ سورة ق(16)

* قال ابن كثير :

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ قُدْرَتِهِ عَلَى الْإِنْسَانِ بِأَنَّهُ خالقه وعلمه مُحِيطٌ بِجَمِيعِ أُمُورِهِ، حَتَّى إِنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نُفُوسُ بَنِي آدَمَ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.(تفسير ابن كثير 4/283)

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

«إِنَّ اللَّهَ تعالى تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَقُلْ أَوْ تعمل» « أخرجه البخاري في الأيمان باب 15، ومسلم في الأيمان حديث 201، 202، وأبو داود في الطلاق باب 15، والترمذي في الطلاق باب 8، والنسائي في الطلاق باب 22، وابن ماجة في الطلاق باب 14، 16، وأحمد في المسند 2/ 398، 425، 474، 481، 491.

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ ﴾ ابتدأنا خلقه وأوجدناه وجعلنا له عقلاً وسمعاً وبصراً وتفكيراً وحديثاً للنفس.

ـ قوله تعالى ﴿ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ ما تحدثه به نفسه، دون أن ينطق. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 164)

 

                          

2) الأمثال القرآنية في الآيات:

  * مثل قرب الملائكة للإنسان بالحبل الوريد:

في قوله تعالى ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ سورة ق (16)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

حبل الوريد : الأوداج، وهما العرقان العظيمان المحيطان بالحلقوم، يسمى الوريد، ويسمى الودج، وجمعه أوداج

ويضرب المثل بهما في القرب، أقرب شيء إلى قلبك هو حبل الوريد، هذا أقرب إلى المخ, فملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/164)

 

                          

3) مسائل العقيدة في الآيات:

    * كتابة الملائكة أقوال بني آدم:

في قوله تعالى﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ  * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ سورة ق(17ـ18)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ﴾ يعني الملكين الذين يَكْتُبَانِ عَمَلَ الْإِنْسَانِ.

ـ قوله تعالى ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ﴾ مُتَرَصِّدٌ.

ـ قوله تعالى ﴿مَا يَلْفِظُ ﴾ ابْنُ آدَمَ.

 ـ قوله تعالى ﴿مِنْ قَوْلٍ﴾ مَا يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ

ـ قوله تعالى ﴿إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ إِلَّا وَلَهَا مَنْ يُرَاقِبُهَا مُعْتَدٍ لِذَلِكَ يَكْتُبُهَا لَا يَتْرُكُ كَلِمَةً وَلَا حَرَكَةً

وَوَكَلَ بِكَ مَلَكَانِ كَرِيمَانِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِكَ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِكَ، فَأَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ فَيَحْفَظُ حَسَنَاتِكَ، وَأَمَّا الَّذِي عَنْ يَسَارِكَ فَيَحْفَظُ سَيِّئَاتِكَ، فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ أَقْلِلْ أَوْ أَكْثِرْ حَتَّى إِذَا مِتَّ طُوِيَتْ صَحِيفَتُكَ وَجُعِلَتْ فِي عُنُقِكَ مَعَكَ فِي قَبْرِكَ حَتَّى تَخْرُجَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

يقول تعالى( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ).(تفسير ابن كثير 4/284)

مسالة : هل كل لفظ يكتب أما الحسنات والسيئات فقط؟

ـ يقول الشيخ محمد العثيمين:

وظاهر الآية الكريمة أن القول مهما كان يكتب، سواء كان خيراً أم شرًّا، أم لغواً يكتب، لكن يحاسب على ما كان خيراً أو شرًّا

والمَلَكين لا يتركان شيئاً، مما يدل على كمال عنايتهما بما ينطق به الإنسان، وبناءً على ذلك يجب علينا أن نحترز من أقوال اللسان، فكم زلة لسانية أوجبت الهلاك؟

ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه –

في الرجل الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله:

 «من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرت له وأحبطت عملك» ( أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى (2621) .

ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (6018، 6019) ومسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت (47) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/165ـ166)

 

 

                          


   * الإيمان باليوم الآخر (الموت )

في قوله تعالى ﴿وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ  سورة ق(19)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَجَاءَتْ﴾ هذا الغافل المكذب بآيات الله

ـ قوله تعالى ﴿سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ الذي لا مرد له ولا مناص،

ـ قوله تعالى ﴿ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ تتأخر وتنكص  عنه.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ748)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

والموت حق بحق اليقين، فإن الإنسان عند الموت يشاهد ما تُوُعِّد به، وما وُعِدَ به؛ لأنه إن كان مؤمناً بُشِّر بالجنة، وإن كان كافراً بُشِّر بالنار

ففي الآية التحذير من التهاون بالأعمال الصالحة، والتكاسل عن التوبة، وأن الإنسان يجب أن يبادر، لأنه لا يدري متى يأتيه الموت.

كما جاء في الحديث:

«الموت حق، والجنة حق، والنار حق» (أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب التهجد بالليل (1120) ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (769) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/166ـ 167)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...