الثلاثاء، 20 أبريل 2021


جزء الأحقاف سورة الحجرات (3)

قــال تــعــالــى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ * قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)سورة الحجرات (12ـ18)

                                              

1) الأحكام الشرعية في الآيات.

  * حكم (الظن ـ التجسس ـ الغيبة )

في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)سورة الحجرات (12)

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾

ـ قال ابن مسعود:

إذا سمعت الله يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾  فارعها سمعك :فإما خير تؤمر به ,وإما شر تنهى عنه.

ـ قوله تعالى ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنّ﴾

ـ الظن: هو أن يكون لدى الإنسان احتمالان يترجح أحدهما على الآخر.

ـ ينقسم إلى قسمين:

1/ ظن خير بالإنسان، وهو المسلم الذي ظاهره العدالة، فإن هذا يُظن به خيراً.

2/ ظن السوء، وهذا يحرم بالنسبة لمسلم ظاهره العدالة، فإنه لا يحل أن يظن به ظن السوء

إلا إذا قامت القرينة على أنه أهل لذلك، فهذا لا حرج على الإنسان أن يظن السوء به.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ ظن السوء لا يجوز إلا إذا قامت القرينة على وجوده.

ـ قوله تعالى ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾

ـ التجسس: طلب المعايب من الغير.

أي أن الإنسان ينظر ويتصنت ويتسمع لعله يسمع شرًّا من أخيه، أو لعله ينظر سوءاً من أخيه.

ـ قوله تعالى ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾

ـ الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره.

 سواء كان ذلك في خلقته، أو خلقه، أو في أحواله، أو في عقله، أو في ذكائه، أو في غير ذلك.

ـ كما قال النبي ﷺ:

«ذكرك أخاك بما يكره» ، قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»  أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والاداب، باب تحريم الغيبة (2589) .

ـ حالات يجوز فيها الغيبة:

1/ إذا كانت الغيبة للمصلحة للنصيحة وبيان الحق فإنه لا بأس.

* لما جاءت فاطمة بنت قيس إلى رسول الله ﷺ تستشيره في رجال خطبوها

فقال لها النبي ﷺ:

 «أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، انكحي أسامة بن زيد» أخرجه مسلم، كتاب الطلاق، باب المطلقة ثلاثاً لا نفقة لها (1480) ..

2/ الظلم والتشكي، فإن ذلك لا بأس به.

 مثل :أن يظلمك رجل وتأتي إلى رجل يستطيع أن يزيل هذه المظلمة

فتقول: فلان أخذ مالي، فلان جحد حقي، وما أشبه ذلك، فلا بأس.

 * فإن هند بنت عتبة جاءت إلى النبي ﷺ تشتكي زوجها أبا سفيان، تقول: إنه رجل شحيح

فقال لها الرسول  عليه الصلاة والسلام:

«خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف» (أخرجه البخاري (5364)ومسلم (1714)

س/ هل يجوز إذا كان قصد الإنسان أن يخفف عليه وطأة الألم والحسرة الذي في قلبه ؟

مثلاً: كثير ما يؤذي الإنسان بجحد مال أو أخذ مال ,فيأتي الرجل إلى صديقه أو أهله ويقول : فلان قال في كذا يريد أن يخفف ما في قلبه من الألم والحسرة .

حكمه: لا بأس

لقوله تعالى (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ) سورة النساء (148) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 146ـ147ـ148ـ149)

                       

 

 

2) الأمثال القرآنية :

* شبه المغتاب بأكل لحم أخيه ميتا.

في قوله تعالى﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ سورة الحجرات (12)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

               ذكر مثلاً منفرًا عن الغيبة شبه أكل لحم أخيه ميتًا

كما أنكم تكرهون أكل لحمه، إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك فلتكرهوا غيبته، وأكل لحمه حيًا.

ـ قوله تعالى ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ ﴾ التواب: الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها.

ـ قوله تعالى ﴿رَحِيمٌ﴾ رحيم بعباده، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة.

وفي هذه الآية: دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأن الغيبة من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 745)

                        

 

3) مسائل العقيدة في الآيات.

 * التفاضل بين الناس في الإيمان:

في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)سورة الحجرات (13)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿يا أيها الناس﴾ الخطاب للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، وسبب ذلك  لأنه يقع التفاخر بالأنساب من كل إنسان.

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ﴾ هو آدم.

ـ قوله تعالى ﴿وَأُنْثى ﴾ هي حواء.

ـ قوله تعالى ﴿وجعلنكم شعوباً﴾ صيرناكم شعوباً .

ـ قوله تعالى ﴿وقبآئل﴾ فالله تعالى جعل بني آدم شعوباً وهم أصول القبائل، وقبائل وهم ما دون الشعوب.

ـ قوله تعالى ﴿لتعرفوا﴾ من أجل التعارف،  لا لتفاخروا بالأحساب والأنساب.

ـ قوله تعالى ﴿إن أكرمكم عند الله أتقكم﴾ ليس الكرم أن يكون الإنسان من القبيلة الفلانية.

الكرم الحقيقي : يكون بالتقوى، فكلما كان الإنسان أتقى لله كان عند الله أكرم.

ـ قوله تعالى ﴿إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ الخبرة هي العلم ببواطن الأمور، والعلم بالظواهر فإذا اجتمع العلم والخبرة صار هذا أبلغ في الإحاطة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 150ـ 151)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«إن الله لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» «أخرجه مسلم في البر حديث 33، وابن ماجة في الزهد باب 9، وأحمد في المسند 2/ 285، 539.

 

                        

 

* مقام الإيمان في قلوب الأعراب:

في قوله تعالى(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)سورة الحجرات (14)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْأَعْرَابِ الَّذِينَ أَوَّلَ مَا دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ ادَّعَوْا لِأَنْفُسِهِمْ مَقَامَ الْإِيمَانِ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْدُ.(تفسير ابن كثير 4/ 277)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا ﴾ الأعراب اسم جمع لأعرابي

والأعرابي: هو ساكن البادية كالبدوي تماماً، فالأعراب افتخروا، فقالوا: آمنا آمنا، افتخروا بإيمانهم.

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ﴾

ـ  قيل: إن هؤلاء من المنافقين،

ـ لقوله تعالى ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ﴾سورة التوبة (101)

والمنافق مسلم، ولكنه ليس بمؤمن، ولهذا لم يقتلهم ﷺ مع علمه بنفاقهم .

ـ قيل: إنهم أعراب غير منافقين، لكنهم ضعفاء الإيمان.

ـ قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾

ـ على القول الأول : يكون أنه لم يدخل أصلاً.

ـ على القول الثاني : لما يدخل الإيمان الدخول الكامل المطلق.

أن الآية إذا احتملت معنيين، فإنها تحمل عليهما جميعاً إذا لم يتنافيا، فإن تنافيا طلب المرجح. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/  151)

* قال الشيخ عبد الرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ بفعل خير، أو ترك شر.

ـ قوله تعالى ﴿لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾ لا ينقصكم منها، مثقال ذرة، بل يوفيكم إياها.

 ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ غفور لمن تاب إليه وأناب، رحيم به، حيث قبل توبته .(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ746)

                        

* الإيمان هو الإقرار للقبول والإذعان:

في قوله تعالى (ِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)سورة الحجرات (ـ1615)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ آمنوا أقروا إقراراً مستلزماً للقبول والإذعان، وليس مجرد الإقرار كافياً.

ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ﴾ ثبتوا على الإيمان، ولو طالت المدة.

ـ الطريقة التي توجب للإنسان ثبوت الإيمان واستقراره:

أولاً: أن يتفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

ثانياً: أن يتفكر في شريعة الله وكمالها.

ثالثاً: أن يتفكر في سيرة النبي ﷺ .

رابعاً: أن يكثر من ذكر الله فإنه بذكر الله تطمئن القلوب،

خامساً: أن يكثر من الطاعات والأعمال الصالحة، لأن الطاعات تزيد في الإيمان.

ـ قوله تعالى ﴿وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ يجاهدون أعداء الله ليرجعوا إلى دين الله ويستقيموا عليه.

ـ قوله تعالى ﴿أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ في إيمانهم .

ـ قوله تعالى ﴿قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ﴾ حينما قلتم آمنا.

ـ قوله تعالى ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ﴾ فكل شيء يعلمه الله وهذه الصفة من أوسع صفاته.

ـ قوله تعالى ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

فكل شيء يعلمه الله، خفي أو بين، عام أو خاص، فهو عالم به - جل وعلا. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/  153ـ 154ـ155)

 

                        

4) سبب نزول الآيات:

   * نزلت في منة قوم أسلموا بدون قتال.

في قوله تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) سورة الحجرات (17ـ18)

* قال الشيخ محمد العثيمين:



ـ قوله تعالى ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ﴾ قوماً أسلموا بدون قتال فجعلوا يمنون على الرسول ﷺ.


ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ ﴾ أي ليس لكم منة على الرسول ﷺ بإسلامكم.


ـ قوله تعالى ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ﴾ بل المنة لله عليكم أن هداكم للإيمان.



أن هذا أعظم منًة أن يمن الله على العبد بالهداية إلى الإيمان

ولهذا كان الأنصار رضي الله عنهم حين جمعهم النبي ﷺ يوم قسم غنائم حنين

قال: « ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي »

قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ.

 قال: «ألم أجدكم متفرقين فجمعكم الله بي؟»

قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ.

كلما قال شيئًا، قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ. ( أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (رقم 4330) ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه (رقم 1061) ..

فالمنُّة لله على كل من هداه الله بنعمه

ـ قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أخبر الله أنه يعلم كل ما غاب في السموات والأرض، وما ظهر فهو من باب.

ـ قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ أن يعلم بأن الله تعالى بصير بعمله محيط به، فيخشى الله ويتقيه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/  155)

تم بحمد الله تفسير سورة الحجرات

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...