الأربعاء، 3 مارس 2021


جزء الأحقاف سورة الأحقاف (4)

قــال تــعــالــى

(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قالُوا يَا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ)سورة الأحقاف (29ـ 35)

                                                        

1) القصص القرآنية في الآيات .

     * قصة إسلام الجن .

في قال تعالى(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قالُوا يَا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)سورة الأحقاف (29ـ 32)

* قال ابن كثير :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ، انْطَلَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ، فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ.

قَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ.

فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظَ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ

فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ قَالُوا( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) (الجن:1)

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ  (الْجِنِّ: 1) أخرجه البخاري في الأذان باب 105، وتفسير سورة 72 باب 1، ومسلم في الصلاة حديث 149، والترمذي في تفسير سورة 72، باب 1.

قال عَلْقَمَةُ: أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ:

هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟

 قَالَ: لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ، فالتمسناه في الأودية والشعاب فقيل اسْتُطِيرَ؟ اغْتِيلَ؟

 قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بها قوم، فلما أصبحنا إذ هُوَ جَاءَ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ

 فَقَالَ: «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ» .

قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ:

«كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ»

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إخوانكم» أخرجه مسلم كتاب الصلاة حديث: 150(تفسير ابن كثير 4/ 205ـ 207)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ) طَائِفَةً مِنَ الْجِنِّ.

 ـ قوله تعالى (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا)  اسْتَمِعُوا وَهَذَا أَدَبٌ مِنْهُمْ.

ـ قوله تعالى (فَلَمَّا قُضِيَ ) فرغ.

ـ قوله تعالى (وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَأَنْذَرُوهُمْ مَا سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ فِي الْجِنِّ نُذُرٌ وَلَيْسَ فِيهِمْ رُسُلٌ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الْجِنَّ لَمْ يبعث الله منهم رسولا

لقوله تَعَالَى( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) (سورة يوسف 109)

ـ قوله تعالى (قالُوا يَا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى ) وَلَمْ يَذْكُرُوا عِيسَى لِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْإِنْجِيلُ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ كَالْمُتَمِّمِ لِشَرِيعَةِ التَّوْرَاةِ فَالْعُمْدَةُ هُوَ التَّوْرَاةُ.

وَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ :

حِينَ أَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بقصة نزول جبريل عليه الصلاة والسلام أَوَّلَ مَرَّةٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ! هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى يَا لَيْتَنِي أَكُونُ فيه جذعا.

ـ قوله تعالى (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ ) في الكتب المنزلة على الأنبياء قبله .

 ـ قوله تعالى (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ)  فِي الِاعْتِقَادِ وَالْإِخْبَارِ.

 ـ قوله تعالى (وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ)  فِي الْأَعْمَالِ .

فَإِنَّ الْقُرْآنَ مشتمل عَلَى شَيْئَيْنِ خَبَرٍ وَطَلَبٍ، فَخَبَرُهُ صِدْقٌ وَطَلَبُهُ عَدْلٌ

فَالْهُدَى هُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَدِينُ الْحَقِّ هُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ. (تفسير ابن كثير 4/215ـ216)

 * قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى (يَا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ ) يدعوكم إلى ربكم ليثيبكم ويزيل عنكم كل شر ومكروه .

ـ قوله تعالى (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) إذا أجاركم من العذاب الأليم فما ثم بعد ذلك إلا النعيم.

ـ قوله تعالى (وَمَنْ لَا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) فإن الله على كل شيء قدير فلا يفوته هارب ولا يغالبه مغالب .

 ـ قوله تعالى (وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل ووصلت إليه النذر بالآيات البينات فأعرض واستكبر؟!(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/100)

* قال ابن كثير:

ـ قوله تعالى (وَمَنْ لَا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) أَيْ بَلْ قُدْرَةُ اللَّهِ شَامِلَةٌ لَهُ وَمُحِيطَةٌ بِهِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أَيْ لَا يُجِيرُهُمْ مِنْهُ أَحَدٌ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَهَذَا مَقَامُ تَهْدِيدٍ وَتَرْهِيبٍ فَدَعَوْا قَوْمَهُمْ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ.(تفسير ابن كثير4/217)

 

                             

 2) مسائل العقيدة في الآيات.

   * الرد على منكري البعث :

في قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)سورة الأحقاف (33)

  * قال ابن كثير:

أَوَلَمْ يَرَوْا هَؤُلَاءِ الْمُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُسْتَبْعِدُونَ لِقِيَامِ الْأَجْسَادِ يَوْمَ الْمَعَادِ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بَلْ قَالَ لَهَا كُونِي فَكَانَتْ طَائِعَةٌ مُجِيبَةٌ خائفة وجلة، أفليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟(تفسير ابن كثير 4/217)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

هذا استدلال منه تعالى على الإعادة بعد الموت بما هو أبلغ منها ,وهو أنه الذي خلق السماوات والأرض على عظمهما وسعتهما ولم يكترث بذلك فكيف تعجزه إعادتكم بعد موتكم وهو على كل شيء قدير.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 100)

                              

3) الوعد والوعيد في الآيات.

     * الوعيد في الآية :

في قوله تعالى (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) سورة الأحقاف (34)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّار)ِ يخبر تعالى عن حال الكفار عند عرضهم على النار التي كانوا يكذبون بها وأنهم يوبخون.

 ـ قوله تعالى (أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ) فقد حضرتموه وشاهدتموه عيانا.

ـ قوله تعالى (قالُوا بَلى وَرَبِّنا) فاعترفوا بذنبهم وتبين كذبهم.

ـ قوله تعالى (قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)عذاباّ لازماّ دائما كما كان كفركم صفة لازمة.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/100ـ 101)

 

                              

4) مسائل العقيدة في الآيات.

   * الأمر بالصبر في تبليغ الرسالة:

في قوله تعالى (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ)سورة الأحقاف (35)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى (فَاصْبِرْ) أمر تعالى رسوله أن يصبر على أذية المكذبين المعادين له وأن لا يزال داعياّ لهم إلى الله.

ـ قوله تعالى (كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) وأن يقتدي بصبر أولي العزم من المرسلين الذين عظم صبرهم ,وتم يقينهم فهم أحق الخلق بالأسوة بهم والاهتداء بمنارهم.

فامتثل عليه الصلاة والسلام لأمر ربه

فصبر صبراّ لم يصبره نبي قبله ,قاموا جميعاّ بصده عن الدعوة إلى الله وفعلوا ما يمكنهم من المعاداة والمحاربة ,وهو لا يزال صادعاً بأمر الله حتى مكّن الله له وأظهر دينه على سائر الأديان وأمته على الأمم عليه الصلاة والسلام.

ـ قوله تعالى (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ) فلا يستخفنك بجهلهم ولا يحملك ما ترى من استعجالهم على أن تدعو الله عليهم , فإن كل ما هو آت قريب.

ـ قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ) في الدنيا.

ـ قوله تعالى (بَلاغٌ)

ـ هذه الدنيا متاعها وشهواتها ولذاتها بلغة منغصة ودفع وقت حاضر قليل .

ـ أو هذا القرآن العظيم الذي بينا لكم فيه البيان التام بلاغ لكم ,وزاد إلى الدار الآخرة .

ـ قوله تعالى (فَهَلْ يُهْلَكُ) بالعقوبات .

 ـ قوله تعالى (إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) الذين خرجوا عن طاعة ربهم ولم يقبلوا الحق الذي جاءتهم به الرسل ,واستمروا على تكذيبهم وكفرهم .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 100ـ101)

تم بحمد الله تفسير سورة الأحقاف

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...