جزء الذاريات سورة الرحمن (2)
قـــال تــعــالــى
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)سورة الرحمن (26ـ 45)
1) مسائل العقيدة في الآيات:
* الفناء لمن كتب الله له الفناء.
في قوله تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (سورة الرحمن (26ـ30)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ جَمِيعَ أَهْلِ الْأَرْضِ سَيَذْهَبُونَ وَيَمُوتُونَ أَجْمَعُونَ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَا يَبْقَى أَحَدٌ سِوَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، فَإِنَّ الرَّبَّ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ لَا يَمُوتُ بَلْ هُوَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ أَبَدًا.(تفسير ابن كثير 4/347)
* من الصفات الذاتية لله سبحانه وتعالى:
في قوله تعالى (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ)(الرحمن ـ27)
* الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى ولكنه وجه لا يشبه أوجه المخلوقين.
لقوله تعالى{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}سورة الشورى(11)
ولما ظن بعض أهل التعطيل أن إثبات الوجه يستلزم التمثيل أنكروا أن يكون لله وقالوا:
ـ المراد بقوله { وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ } أي ثوابه.
ـ أو أن كلمة { وَجْهُ} زائدة، وأن المعنى: ويبقى ربك!
ـ الرد عليهم:
1ـ ضلوا سواء السبيل وخرجوا عن ظاهر القرآن وحرفوه وخرجوا عن طريق السلف الصالح وبذلك نسلم ونجري النصوص على ظاهرها المراد بها.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 263)
2ـ الأحاديث التي فيها التصريح بالوجه.
ـ منها حديث
(حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ )رواه مسلم في كتاب الإيمان
ـ حديث صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم (181).
ـ قوله تعالى { ذُو الْجَلالِ } ذو العظمة.
ـ قوله تعالى { وَالْإِكْرامِ } إكرام من يطيع الله عز وجل.
ـ قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) بأي نعمة من نعم الله تكذبان يا معشر الجن والإنس، وهذا كالتحدي لهم، لأنه لن يستطيع أحد أن يأتي بمثل هذه النعم.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/263)
* غِنَاهُ عَمَّا سِوَاهُ وَافْتِقَارِ الْخَلَائِقِ إِلَيْهِ.
في قوله تعالى (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)الرحمن ـ 31)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) والذي في السماوات هم الملائكة يسألون الله ومن سؤالهم.
قوله تعالى{ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } (سورة غافر:7)
ـ قوله تعالى (وَالْأَرْضِ) وسؤال أهل الأرض لله قسمان:
ـ السؤال بلسان المقال :
وهذا إنما يكون من المؤمنين، فالمؤمن يسأل ربه دائماً حاجاته، لأنه يعلم أنه لا يقضيها إلا الله , وسؤال المؤمن ربه عبادة.
ـ السؤال بلسان الحال:
وهو أن كل مخلوق مفتقر إلى الله ينظر إلى رحمته، ولذلك إذا مستهم ضراء اضطروا إلى سؤال الله بلسان المقال
لقوله تعالى { وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }سورة لقمان :32) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/263ـ264)
* قال ابن كثير:
ـ قوله تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قَالَ مُجَاهِدٍ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ يُجِيبُ دَاعِيًا وَيَكْشِفُ كَرْبًا وَيُجِيبُ مُضْطَرًّا وَيَغْفِرُ ذَنْبًا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ أَهْلُ السموات وَالْأَرْضِ يُحْيِي حَيًّا وَيُمِيتُ مَيِّتًا، وَيُرَبِّي صَغِيرًا وَيَفُكُّ أَسِيرًا وَهُوَ مُنْتَهَى حَاجَاتِ الصَّالِحِينَ وَمُنْتَهَى شَكْوَاهُمْ.(تفسير ابن كثير 4/347)
ـ قوله تعالى { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ} نقول فيها ما قلنا في الآيات السابقة أن المعنى بأي نعمة من نعم الله تكذبان؟ والجواب: لا نكذب بشيء من نعم الله. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/264)
2)الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعيد في الآيات:
في قوله تعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)سورة الرحمن(31ـ 36)
* قال ابن كثير:
وعيد من الله تعالى لِلْعِبَادِ وَلَيْسَ بِاللَّهِ شُغْلٌ وَهُوَ فَارِغٌ.
ـ قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَنُحَاسِبُكُمْ لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، يُقَالُ لِأَتَفَرَّغَنَّ لَكَ وَمَا بِهِ شُغْلٌ، يَقُولُ: لَآخُذَنَّكَ عَلَى غرتك. (كتاب التفسير، تفسير سورة 55 في الترجمة.)(تفسير ابن كثير 4/ 348)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
وليس المعنى أن الله تعالى يشغله شأن عن شأن ثم يفرغ من هذا، ويأتي إلى هذا هو سبحانه يدبر كل شيء في آن واحد في مشارق الأرض ومغاربها وفي السماوات ولا يعجزه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/264)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى(أَيُّهَ الثَّقَلانِ الثَّقَلَانِ) الْإِنْسُ وَالْجِنُّ.
ـ قَالَ تَعَالَى( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لَا تَسْتَطِيعُونَ هَرَبًا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ بَلْ هُوَ مُحِيطٌ بِكُمْ . (تفسير ابن كثير 4/ 348)
ـ قَالَ تَعَالَى (فَانْفُذُوا) فالأمر هنا للتعجيز.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/264)
ـ قَالَ تَعَالَى (لَا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ) أَيْ إِلَّا بِأَمْرِ اللَّهِ.(تفسير ابن كثير 4/349)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
وقد أخطأ من زعم أنها تشير إلى ما توصل إليه العلماء من الطيران، حتى يخرجوا من أقطار الأرض ومن جاذبيتها، وإلى أن يصلوا القمر أو إلى ما فوق القمر.
لو فرضنا أنهم نفذوا من أقطار الأرض ما نفذوا من أقطار السماوات.
فالآية واضحة أنها في مقام التحدي, لو استطعتم أو لو حاولتم لكان هذا الجزاء
في قوله تعالى( يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ ) أي: محمى بالنار .
ـ قال تعالى { فَلا تَنْتَصِرانِ} أي: فلا ينصر بعضكم بعضاً، وهذه الآية في مقام التحدي. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/265)
قال ابْنِ عَبَّاسٍ الشُّوَاظُ: هُوَ لَهَبُ النَّارِ، وَنُحاسٌ: دُخَّانُ. (تفسير ابن كثير 4/349)
3) مسائل العقيدة في الآيات :
* الإيمان باليوم الآخر:
في قوله تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ * يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)سورة الرحمن (37ـ 42)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى { فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ } يعني تفتحت وذلك يوم القيامة.
ـ قوله تعالى { فَكانَتْ وَرْدَةً } أي: مثل الوردة في الحمرة .
ـ قوله تعالى { كَالدِّهانِ} كالجلد المدهون.
ـ قوله تعالى { فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} لأن كل شيء معلوم ومكتوب، لا يسأل عن ذنبه سؤال استرشاد واستعلام، وإنما يسألون سؤال تبكيت وتوبيخ، وما جاء من سؤال الإنس والجن عن ذنوبهم: هل أنت عملت أو لم تعمل؟ فهو سؤال تبكيت وتوبيخ.
ـ قوله تعالى { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ } أي: بعلامتهم يعرفون
ومن علاماتهم أنهم سود الوجوه، وأنهم يحشرون يوم القيامة زرقاً
ـ إما أنهم زرق أحياناً وسود أحياناً.
ـ إما أنهم سود الوجوه زرق العيون.
ـ إما أنهم زرق زرقة يعني بالغة يحسبها الإنسان سوداء.
ـ قوله تعالى { فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ} النواصي مقدم الرأس، والأقدام معروفة، فتؤخذ رجله إلى ناصيته، هكذا يطوى طيًّا إهانة له وخزياً له، فيؤخذ بالنواصي والأقدام، ويلقون في النار .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/265)
4) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعيد في الآية:
في قوله تعالى(هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)سورة الرحمن (43ـ45)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى(هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ) أَيْ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ تُكَذِّبُونَ بِوُجُودِهَا، هَا هِيَ حَاضِرَةٌ تُشَاهِدُونَهَا عِيَانًا، يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ تقريعا وتوبيخا وتصغيرا وتحقيرا.
ـ قوله تعالى( يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ )أَيْ تَارَةً يُعَذَّبُونَ فِي الْجَحِيمِ وَتَارَةً يُسْقَوْنَ مِنَ الْحَمِيمِ، وَهُوَ الشَّرَابُ الَّذِي هُوَ كَالنُّحَاسِ الْمُذَابِ يُقَطِّعُ الْأَمْعَاءَ وَالْأَحْشَاءَ.
ـ قوله تعالى ( حَمِيمٍ آنٍ) أي قَدِ انْتَهَى غَلْيُهُ وَاشْتَدَّ حَرُّهُ.
وَلَمَّا كَانَ مُعَاقَبَةُ الْعُصَاةِ الْمُجْرِمِينَ وَتَنْعِيمُ الْمُتَّقِينَ مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وعدله ولطفه بخلقه، وكان إنذاره لهم عن عَذَابَهُ وَبَأْسَهُ مِمَّا يَزْجُرُهُمْ عَمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ مُمْتَنًّا بِذَلِكَ عَلَى بَرِيَّتِهِ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).(تفسير ابن كثير 4/ 351)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق