جزء الذاريات سورة النجم (3)
قـــال تــعــالــى
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ مَا سَعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى * وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى * وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولى * وَثَمُودَ فَما أَبْقى* وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى * فَغَشَّاها مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى * هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى * أَزِفَتِ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ * أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ *وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) سورة النجم (33ـ 62)
1) مسائل العقيدة في الآيات.
*وجوب الإيمان بالله وإقامة شرائعه.
في قوله تعالى(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى* أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ مَا سَعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى * وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى)سورة النجم (33ــ42)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ) في القرآن فهي بمعنى أخبرني.
ـ قوله تعالى { الَّذِي تَوَلَّى } أي: عن طاعة الله عز وجل, وعن الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعن إقامة شعائر الإسلام.
ـ قوله تعالى { وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى } يعني أحياناً يعطي، وإذا أعطى أعطى قليلاً، وأحياناً يكدي، أي: يمنع فلا يعطي شيئاً، لأنه ليس ينفق المال ابتغاء وجه الله.
ـ قوله تعالى (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ) وهذا الاستفهام استفهام استنكار بمعنى النفي يعني ليس عنده علم الغيب.
ـ قوله تعالى (فَهُوَ يَرى) وهو يرى أنه سينتقل إلى دار أفضل من التي هو فيها.
ـ قوله تعالى( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى) ذكر موسى لأن موسى عليه السلام أفضل أنبياء بني إسرائيل والتوراة هي التي عليها عمدة ما نزل على بني إسرائيل.
ـ قوله تعالى { وَإِبْراهِيمَ } ذكر إبراهيم عليه السلام لأنه أبو الأنبياء، فهو أبو الأنبياء في بني إسماعيل، وأبو الأنبياء في بني إسرائيل.
صحف إبراهيم عليه السلام أنزلها الله تعالى على إبراهيم فيها المواعظ، وفيها الأحكام، لكن لم يبين لنا منها شيئاً سوى أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان على التوحيد وعلى الملة المستقيمة.
ـ قوله تعالى (الَّذِي وَفَّى } أي وفَّى بما أمر به ربه، ومن أعظم ما وفاه أنه أمر بذبح ابنه فامتثل أمر الله وصمم على تنفيذه، حتى إنه تله على جبينه ليمر السكين على رقبته، ولكن الفرج من عند الله.
ـ قوله تعالى { أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ) هذه بيان ما في صحف إبراهيم وموسى أي: لا تحمل إثم.
ـ قوله تعالى { وِزْرَ أُخْرى } أي: أن الإنسان لا يحمل ذنب غيره، لأن غيره قد وزر وأثم.
إلا أنه يستثنى من ذلك: إذا كان صاحب سنة آثمة فإن عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ـ قوله تعالى { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ مَا سَعى } يعني ليس للإنسان من الثواب إلا ثواب ما سعى وما عمل، فلا يمكن أن يعطى من ثواب غيره.
ـ أورد عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من مات وعليه صيام صام عنه وليه» (أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم (1952) ومسلم، كتاب الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت (1147) .
قالوا: هذا في الواجب، لأن عليه صيام وليس في التطوع، وكذلك الحج الواجب
ـ لحديث:
«أفحج عنه؟» قال: «نعم» (أخرجه البخاري، كتاب الصيد، باب حج المرأة عن الرجل (رقم 1855) ومسلم، كتاب الحج، باب الحج عن العاجز لزمانة أو هرم ونحوهما أو للموت (رقم 1334) .
ـ أن رجلاً قال يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو بقيت لتصدقت أفأتصدق عنها؟
قال: «نعم» (أخرجه البخاري، كتاب الصيد، باب حج المرأة عن الرجل (رقم 1855) ومسلم، كتاب الحج، باب الحج عن العاجز لزمانة أو هرم ونحوهما أو للموت (رقم 1334) .
* قال ابن كثير :
فَأَمَّا الدُّعَاءُ وَالصَّدَقَةُ فَذَاكَ مُجْمَعٌ عَلَى وُصُولِهِمَا وَمَنْصُوصٌ مِنَ الشَّارِعِ عَلَيْهِمَا.
وَأَمَّا الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم:
« إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» » » أخرجه مسلم في الوصية حديث 14، وأبو داود في الوصايا باب 14، والترمذي في الأحكام باب 36، والنسائي في الوصايا باب 8، وأحمد في المسند 2/ 372.
فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ فِي الْحَقِيقَةِ هِيَ مِنْ سَعْيِهِ وَكَدِّهِ وَعَمَلِهِ، وَالصَّدَقَةُ الْجَارِيَةُ كَالْوَقْفِ ونحوه هي من آثَارِ عَمَلِهِ وَوَقْفِهِ وَالْعِلْمُ الَّذِي نَشَرَهُ فِي النَّاسِ فَاقْتَدَى بِهِ النَّاسُ بَعْدَهُ هُوَ أَيْضًا مِنْ سَعْيِهِ وَعَمَلِهِ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) [يس:12] (تفسير ابن كثير 4/328)
* قال الشيخ محمد العثيمين
ـ قوله تعالى (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى )عملكم لن يخفى علي .
لقوله تعالى (فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة :105)
ـ قوله تعالى { ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى } أي: الأكمل.
فالأوفى :
ـ يفسر بمعنى العدل، في السيئة لا يمكن أن يزاد سيئة.
ـ يفسر بالزيادة والفضل في الحسنات، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
ـ قوله تعالى { وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى } فإلى الله المنتهى، وإلى الله المصير، فمنتهى أحوالنا وأحكامنا وجميع ما يصدر منا وعلينا إلى الله عز وجل. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/234ـ235)
2) بيان قدرة الله تعالى .
في قوله تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى * وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) سورة النجم (43ـ 49)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وهو القادر على خلق الضدين.
ـ قوله تعالى { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى }
(أَضْحَكَ)الضحك الحقيقي ، لا ينشأ إلا عن سرور.
(وَأَبْكى) البكاء الحقيقي ، وهو لا يحصل إلا عن حزن.
فالله تعالى أضحك في الدنيا وأبكى، وأضحك في الآخرة وأبكى.
ـ قوله تعالى { وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا } أي:
ـ أمات في الدنيا وأحيا في الدنيا.
أمات وأحيا البشر، تجد هذا تنفخ فيه الروح اليوم، فيكون الله قد أحياه، والآخر تنزع روحه من بدنه ويكون الله قد أماته.
ـ وأمات في الدنيا وأحيا في الآخرة.
ميتة عامة وحياة عامة، أمات العالم في الدنيا، وأحياهم في الآخرة، فهو الذي خلق الموت، وهو الذي خلق الحياة.
وهذان أيضاً متضادان، حياة وموت، كلها من عند الله عز وجل.
ـ قوله تعالى (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ) الزوج بمعنى الصنف.
إذاً الزوجين يعني الصنفين، ثم بين هذين الزوجين
لقوله تعالى (الذَّكَرَ وَالْأُنْثى } من مادة واحدة
ـ قوله تعالى { مِنْ نُطْفَةٍ } وهي المني.
ـ قوله تعالى { إِذا تُمْنى} أي: تراق وتصب في رحم المرأة.
فالله خلق هذين الصنفين المختلفين خلقاً، والمختلفين مزاجاً، والمختلفين عقلاً، والمختلفين فكراً، خلقهما من شيء واحد من نطفة، وهذا يدل على كمال قدرته جل وعلا .
ـ قوله تعالى (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى } أي: على الله ، الله أوجب على نفسه أن ينشئ الناس نشأة أخرى للجزاء، كل بحسب عمله.
ـ قوله تعالى { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى } أي: أن الله تعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، فهو الذي أغنى من شاء من خلقه .
ـ قوله تعالى { وَأَقْنى } المعنى أفقر, لأنها في مقابلة (أَغْنى }
فالذي يغني هو الله عز وجل، والذي يقني هو الله عز وجل.
ـ قوله تعالى { وَأَنَّهُ } أي: الله عز وجل.
ـ قوله تعالى { هُوَ رَبُّ } أي: هو خالقها ومالكها ومدبرها.
ـ قوله تعالى (الشِّعْرى) هي النجم المضيء الذي يخرج في شدة الحر، ونص على هذا النجم؛ لأن بعض العرب كانوا يعبدونها ويعظمونها
فبين تبارك وتعالى أن الشعرى من جملة المخلوقات وليست إلهاً، ولا تستحق أن تعبد.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 235ـ 236ـ 237)
3) القصص القرآنية في الآيات.
* قوم عاد وقوم ثمود وقوم نوح وقوم لوط:
في قوله تعالى (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولى * وَثَمُودَ فَما أَبْقى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى * فَغَشَّاها مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) سورة النجم (50ـ 55)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى{ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا } وهم قوم هود.
ـ قوله تعالى (الْأُولى) وصفها بأنها الأولى أي: أنها القديمة السابقة وليس ثمة عاد أخرى، وهم قوم هود، وكان الله تعالى قد أعطاهم من القوة والنشاط وشدة البطش ما ليس لغيرهم ,فهؤلاء القوم يفتخرون بشدتهم وقوتهم فأهلكهم الله بألطف الأشياء، أهلكهم بريح .
ـ قوله تعالى { وَثَمُودَ فَما أَبْقى } وثمود هم أصحاب الحجر، أرسل الله إليهم صالحاً فكذبوه، وكان الله تعالى قد أعطاهم قوة، وأعطاهم معرفة وعلماً بهندسة البناء، لكن مع ذلك ما دفعوا ما أراد الله بهم، صيح بهم ورجفت بهم الأرض والعياذ بالله.
ـ قوله تعالى { وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ } يعني وأهلك قوم نوح بالغرق.
ـ قوله تعالى { إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى } أن قوم نوح أظلم وأطغى من قوم ثمود وعاد.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 237ـ238)
* قال ابن كثير:
أَيْ أَشَدُّ تَمَرُّدًا مِنَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ.
ـ قوله تعالى (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) يَعْنِي مَدَائِنَ لُوطٍ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. (تفسير ابن كثير 4/330)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى( فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ) أي غشيهم شيء عظيم، فالإبهام أحياناً يراد به التعظيم والتهويل والتفخيم، كما في هذه الآية.
ـ قوله تعالى(فَبِأَيِّ) الاستفهام هنا للتوبيخ.
ـ قوله تعالى{ آلاءِ } النعم .
ـ قوله تعالى { رَبِّكَ تَتَمارى } أي: تتشكك، أي: بأي نعم الله تتشكك أيها الإنسان، إذ إن الواجب أن الإنسان يقر بنعم الله ويشكر الله عليها.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 238)
4) الوعد والوعيد في الآيات .
* الوعيد في الآية:
في قوله تعالى (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى* أَزِفَتِ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ * أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) سورة النجم (56ـ 61)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (هَذَا نَذِيرٌ) يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ـ قوله تعالى (مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) أَيْ مِنْ جِنْسِهِمْ أُرْسِلَ كَمَا أُرْسِلُوا .
ـ قوله تعالى (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أَيِ اقْتَرَبَتِ الْقَرِيبَةُ وَهِيَ الْقِيَامَةُ.
ـ قوله تعالى ( لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ) أَيْ لَا يَدْفَعُهَا إِذًا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَا يطلع على علمها سواه.
ـ قوله تعالى (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي اسْتِمَاعِهِمُ الْقُرْآنَ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ وَتَلَهِّيهِمْ تَعْجَبُونَ مِنْ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا .
ـ قوله تعالى (وَتَضْحَكُونَ) مِنْهُ اسْتِهْزَاءً وَسُخْرِيَةً .(تفسير ابن كثير 4/330)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى (وَلا تَبْكُونَ) أي: لا تبكون من هذا الحديث خشية وخوفاً وإنابة إلى الله عز وجل.
ـ قَوْلُهُ تعالى( وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) فسامدون قيل: المعنى مغنون، وقيل: المعنى غافلون، والصواب أن المراد غافلون عنه بالغناء وغيره مما تتلهون به، حتى لا تسمعوا كلام الله عز وجل. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/240)
5) الأحكام الشرعية في الآيات.
* الأمر بعبادة الله تعالى :
في قوله تعالى (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا )سورة النجم (62)
* قال ابن كثير :
ثم قال تعالى آمِرًا لِعِبَادِهِ بِالسُّجُودِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ الْمُتَابِعَةِ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ .(تفسير ابن كثير 4/331)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ)اسجدوا لله خضوعاً وذلاًّ، والمراد بالسجود هنا الصلوات كلها، وليس الركن الخاص الذي هو السجود، وليس أيضاً سجود التلاوة بل هو عام في كل الصلوات.
ـ قوله تعالى { وَاعْبُدُوا } هذا عام لكل العبادات، وخص الصلاة بالذكر وقدَّمها؛ لأنها أهم العبادات البدنية الظاهرة بعد الشهادتين.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 240)
قَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
(سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ). انْفَرَدَ بِهِ دُونَ مُسْلِمٍ، كتاب التفسير، تفسير سورة 53، باب 4.
تم بحمد الله تفسير سورة النجم
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق