الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020


تفسير جزء الذاريات (سورة النجم (1)

قــال تـعــالــى

(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحى* مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأى * أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى *عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشى * مَا زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى * أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) سورة النجم (1ـ23)

                                                     


1) مسائل العقيدة في الآيات :

* أقسم الله بهذه المخلوقات الدالة على عظمته تعالى:

في قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) سورة النجم (1ـ2)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى{وَالنَّجْمِ} النجم اسم جنس يُراد به جميع النجوم.

ـ قوله تعالى { إِذا هَوى } لها معنيان

المعنى الأول: إذا غاب.

المعنى الثاني: إذا سقط منه شهاب على الشياطين التي تسترق السمع وهو مقسم به.

ـ قوله تعالى { مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى } هذا جواب القسم، أي المقسم عليه .

ـ قوله تعالى { مَا ضَلَّ } أي: ما جهل.

ـ قوله تعالى { صاحِبُكُمْ } يخاطب قريشاً، جاء بهذا الوصف

فالفائدة من هذا هو أن مقتضى الصحبة أن يكونوا عارفين به، ومقتضى الصحبة أن يكونوا مناصرين له

ـ قوله تعالى { وَما غَوى } أي: ما عاند، لأن مخالفة الحق إما أن تكون عن جهل، وأما أن تكون عن غي. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/217)

 

                            

* وحي جبريل عليه السلام إلى النبي عليه الصلاة والسلام :

في قوله تعالى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى * علَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى* ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحى)سورة النجم(3ـ 10)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى } أي: لا يتكلم بشيء صادر عن الهوى بأي حال من الأحوال.

 فنطقه عليه الصلاة والسلام ثلاثة أقسام:

 الأول: أن ينطق بالقرآن.

الثاني: أن ينطق بالسنة الموحاة إليه التي أقرها الله تعالى على لسانه.

 الثالث: أن ينطق باجتهاد لا يريد به إلا المصلحة.

ـ قوله تعالى { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى} يعني القرآن.

ـ قوله تعالى { إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى } أي: وحي من الله عز وجل , والواسطة بين الله وبين الرسول.

ـ قوله تعالى { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى} يعني علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوحي شديد القوى

فجبريل عليه السلام قوي شديد أمين كريم، لا يمكن أبداً أن يفرط بهذا الوحي الذي نقله إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ـ قوله تعالى { ذُو مِرَّةٍ }

المرة: الهيئة الحسنة، فهو ذو قوة، وذو جمال وحسن.

وقد رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صورته التي خُلق عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق

 (أخرجه البخاري، كتاب بدء االق، باب إذا قال أحدكم: آمين (رقم 3232) و (رقم 3235) ومسلم، كتاب الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} (رقم 177) (290) .

 فهو الذي نزل بهذا القرآن، حتى ألقاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى{ فَاسْتَوى} أي فعلى، المعنى استوى على

لأن جبريل ينزل من السماء، فيلقي الوحي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم يصعد إلى السماء.

ـ قوله تعالى { وَهُوَ } أي جبريل عليه الصلاة والسلام

ـ قوله تعالى {بالأُفق الأَعلى} أي: الأرفع، وهو أفق السماء.

ـ قوله تعالى { ثُمَّ دَنا } أي من النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ قوله تعالى { فَتَدَلَّى } أي: قرب من فوق.

ـ قوله تعالى { فَكانَ } أي: جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم

ـ قوله تعالى { قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى } وهذا مثل يضرب للقرب

ـ قوله تعالى { قابَ قَوْسَيْنِ } يعني قريباً جداً، بل أدنى.

ـ قوله تعالى { أَوْ أَدْنى } بمعنى بل، أي بل هو أدنى من ذلك.

ـ قوله تعالى { فَأَوْحى } أي: جبريل .

ـ قوله تعالى { إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحى } أي: إلى عبد الله، فالضمير في يعود إلى الله عز وجل،

 أي: أوحى إلى عبده ما أوحى أي من الشيء العظيم ,ولا كلام أعظم من القرآن الكريم ,لأنه كلام الله عز وجل.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/217ـ 218)

 

                               

 

2) القصص القرآنية في الآيات .

* قصة المعراج في الآيه:

في قوله تعالى (مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأى* أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشى * مَا زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى )سورة النجم (11ـ 17)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ثم قال الله تبارك وتعالى في قصة المعراج أن للنبي صلى الله عليه وسلم إسراءً ومعراجاً، فالإسراء ذكره الله في سورة الإسراء.

والمعراج ذكره الله في سورة النجم وكلاهما في ليلة واحدة قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين، أو سنة ونصف، اختلف المؤرخون في هذا، ثم إن الإسراء والمعراج كان ببدن الرسول صلى الله عليه وسلم وروحه، وليس بروحه فقط.

 ـ قوله تعالى{ مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأى}

الفؤاد القلب، والمعنى أن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فإنه رآه بقلبه وتيقنه وعلمه

فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كاذباً فما رآه من الآيات العظيمة في تلك الليلة بل هو صادق.

ولكن المشركين كذبوه، وقالوا: كيف يمكن أن يصل إلى بيت المقدس ويعرج إلى السماء في ليلة واحدة،

ولهذا قال { أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى} والاستفهام هنا للإنكار والتعجب، ومعنى تمارونه أي: تجادلونه بقصد الغلبة.

 رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام لجبريل عليه السلام

 ـ قوله تعالى{وَلَقَدْ رَآهُ } أي رأى محمدٌ عليه الصلاة والسلام  جبريلَ عليه السلام

 ـ قوله تعالى { نَزْلَةً أُخْرى} أي: مرة أخرى حين نزل،

ـ المرة الأولى : رأى الرسولُ عليه الصلاة والسلام جبريلَ وهو في غار حراء، رآه على خلقته التي كان عليها، رآه وله ستمائة جناح قد سد الأفق.

ـ المرة الثانية: في السماء فوق السماء، فتارة رآه من تحت السماء من فوق الأرض، وتارة من فوق السماء،

ولهذا قال تعالى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى} أي مرة أخرى

ـ قوله تعالى{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى } أي رآه عند السدرة.

والسدرة : شجرة معروفة في الأرض، لكن السدرة التي في السماء السابعة ليست كصفة السدرة التي في الدنيا، بل نبقها كالقلال، وأوراقها كآذان الفيلة  فهي شجرة عظيمة.

وسميت سدرة المنتهى: لأنه ينتهي إليها كل صاعد من الأرض، وينتهي إليها كل نازل من عند الله عز وجل. (أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى (173) 279..

ـ قوله تعالى { عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى} أي: عند هذه السدرة جنة المأوى، إذاً الجنة فوق السماء السابعة، لأنه إذا كانت السدرة فوق السماء السابعة وكانت الجنة عندها لزم أن تكون الجنة فوق السماء السابعة، وهو كذلك، وأعلاها وأوسطها الفردوس، فوقها عرش الرحمن جل وعلا.

ـ قوله تعالى { الْمَأْوى} يعني المصير، مأوى من جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، يأوون إليها ويخلدون فيها.

ـ قوله تعالى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ } السدرة هي سدرة المنتهى.

ـ قوله تعالى (مَا يَغْشى } أبهم الله ذلك للتفخيم والتعظيم، يعني غشيها شيء عظيم بأمر الله عز وجل بلحظة، كن فيكون،

، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

«إنه غشيها من الحسن والبهاء ما لا يستطيع أحدٌ أن يصفه»( أخرج مسلم (١٦٢/ ٢٥٩).

ـ قوله تعالى {لَقَدْ رَأى} وقد، والقسم مقدر لكن دل عليه السياق، ورأى يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ قوله تعالى {مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}فهذا الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام من آيات الله كبير عظيم.

والحاصل: أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في هذا المعراج من آيات الله الكبير ما لم يكن يره من قبل, وإلا فقد أسري به من المسجد الحرام من الحجر عند الكعبة ,أسري به من ذلك المكان إلى بيت المقدس مسيرة شهرين، في لحظة لأنه ركب البراق، والبراق دابة عظيمة قوية سريعة، خطوته مد بصره، وسريع جداً وصل إلى هناك وصلى بالأنبياء، ثم عُرج به إلى السماء، والسماء بعيدة جداً، ثم من سماء إلى سماء , ثم يسلم على بعض من في السموات من أنبياء، ثم تفرض عليه الصلاة .

وهذا شيء حقيقي هو بنفسه عليه الصلاة والسلام صعد، ولهذا لما جاء وحدث الناس من الغد أنكرته قريش.

فقريش أنكرت هذا المعراج: ولو كان مناماً لم تنكره قريش، لأن المنامات يكون فيها مثل هذا.

لكنه أمر حسي حقيقي أسري بالرسول عليه الصلاة والسلام بجسده وعُرج به في ليلة واحدة، وحصلت كل هذه الأمور ثم عاد إلى الأرض وصلى الفجر في مكة عليه الصلاة والسلام.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 218ـ 219ـ220ـ 221)

                            

3) مسائل العقيدة في الآيات .

    * بيان بطلان عبادة الأصنام:

في قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)سورة النجم(19ـ 23)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ولما بين الله سبحانه وتعالى ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من آيات ربه العظيمة في الآفاق

قال (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى) والاستفهام للتحقير وانحطاط رتبة هذه الأصنام التي ذكرها الله عز وجل.

يعني: أخبروني بعد أن سمعتم من آيات الله الكبرى ما سمعتم, أخبروني عن شأن هذه الأصنام وما قيمتها، وما مرتبتها، وما عزتها.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 221)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ )عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُمْ قَرَءُوا اللَّاتَّ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَفَسَّرُوهُ بِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا يَلُتُّ لِلْحَجِيجِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ السَّوِيقَ، فَلَمَّا مَاتَ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ فَعَبَدُوهُ.

ـ قوله تعالى (وَالْعُزَّى ) مِنَ الْعَزِيزِ، وَكَانَتْ شَجَرَةً عَلَيْهَا بِنَاءٌ وأستار بنخلة، وهي بين مكة والطائف، وكانت قُرَيْشٌ يُعَظِّمُونَهَا.

ـ قوله تعالى (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) مَنَاةُ فَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ عِنْدَ قُدَيْدٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ وَالْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا يُعَظِّمُونَهَا وَيُهِلُّونَ مِنْهَا لِلْحَجِّ إِلَى الْكَعْبَةِ.

وَقَدْ كَانَتْ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهَا طَوَاغِيتُ أُخَرُ تُعَظِّمُهَا الْعَرَبُ كَتَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ. غَيْرَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي نَصَّ عَلَيْهَا فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَ هَذِهِ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أَشْهَرُ مِنْ غَيْرِهَا.

ثم قال تعالى(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) أَيْ أَتَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَتَجْعَلُونَ وَلَدَهُ أُنْثَى، وَتَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِكُمُ الذُّكُورَ.

ـ قوله تعالى (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) أَيْ جَوْرًا بَاطِلَةً، فَكَيْفَ تُقَاسِمُونَ رَبَّكُمْ هَذِهِ الْقِسْمَةَ الَّتِي لَوْ كَانَتْ بين مخلوقين كانت جورا وسفها.(تفسير ابن كثير 4/322ـ 323)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ)

 أَيْ هذه الأصنام إلا مجرد أسماء لا حقيقة لها، سموها إلهاً معبوداً، ولكنه لا حقيقة لذلك، ما هي إلا مجرد أسماء.

 ـ قوله تعالى (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ) أَيْ مِنْ حُجَّةٍ

ـ قوله تعالى (إِنْ يَتَّبِعُونَ) أي: هؤلاء وآباؤهم

 ـ قوله تعالى { إِلَّا الظَّنَّ } أي: الوهم الذي لا حقيقة له، لأنهم يقولون هذه آلهة، واعتمدوا في ذلك على الوهم، فالظن هنا بمعنى الوهم، يعني ما يتبع هؤلاء بقولهم إنها آلهة إلا الظن، أي الوهم الخيال الذي لا حقيقة له.

ـ قوله تعالى (وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ } يعني وما تميل إليه نفوسهم من الباطل.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/222)

ـ قوله تعالى (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) أَيْ وَلَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ بِالْحَقِّ الْمُنِيرِ وَالْحُجَّةِ الْقَاطِعَةِ، وَمَعَ هَذَا مَا اتَّبَعُوا مَا جَاءُوهُمْ بِهِ وَلَا انْقَادُوا لَهُ.(تفسير ابن كثير 4/ 323)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...