جزء الذاريات تفسير سورة القمر (2)
قــــال تــعـــالــى
(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ *سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ * فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ * وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ * وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ * فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ* وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ * أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ *أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ)سورة القمر (18ـ46)
1) القصص القرآنية في الآيات.
2/ قصة قوم عاد:
في قوله تعالى (كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)سورة القمر (18ـ 22)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى { كَذَّبَتْ عادٌ } عاد هم قوم هود، كذبوا نبيهم هوداً عليه الصلاة والسلام، وكانوا أقوياء أشداء، وكانوا يفتخرون بشدتهم وقوتهم.
ـ قوله تعالى { فَكَيْفَ كانَ عَذابِي } فالاستفهام للتفخيم والتعظيم ، وهو أن عذاب الله كان عظيماً، وكان واقعاً موقعه.
ـ قوله تعالى { وَنُذُرِ } يعني: آياته، أهلكهم الله بألطف شيء وهو الريح التي تملأ الآفاق.
ـ قوله تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنا } يعني الرب عز وجل نفسه، وجمع الضمير للتعظيم.
ـ قوله تعالى { عَلَيْهِمْ }أي على عاد .
ـ قوله تعالى { رِيحاً صَرْصَراً }أي: ذات صرير لقوتها وشدتها، حتى إن مجرد نفوذها يسمع له صرير.
ـ قوله تعالى { فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ }أي: كان يوم نحس مستمراً، فالنحس أي الشؤم .
ـ قوله تعالى { تَنْزِعُ النَّاسَ } أي: تأخذهم بشدة وقوة وترفعهم إلى السماء ، ثم تطرحهم في الأرض، وإذا سقطوا على الأرض سقطوا على أم رؤوسهم ثم انفصل الرأس عن الجسد من شدة الصدمة، تنزع الناس.
ـ قوله تعالى { كَأَنَّهُمْ } في حال سقوطهم الأرض.
ـ قوله تعالى { أَعْجازُ) أعجاز أي أصول.
ـ قوله تعالى (نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ } والنخل معروف.
ـ قوله تعالى (مُنْقَعِرٍ } والمنقعر الساقط من أصله.
يعني كأنهم نخل سقط من أصله بقيت جثته، لأنه ليس لهم رؤوس , حيث إن رؤوسهم انفصلت من شدة الصدمة.
ـ قوله تعالى{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}كرر الله تعالى هذا عند آخر كل قصة من أجل أن نحرص على التذكر بالقرآن، وتدبر القرآن، وتفهم القرآن؛ لأنه ميسر.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 246ـ247)
2/ قصة قوم ثمود:
في قوله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ * سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ * إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ * فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)سورة القمر(23ـ 32)
* قال ابن كثير :
وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ ثَمُودَ أَنَّهُمْ كَذَّبُوا رَسُولَهُمْ صَالِحًا .
ـ قوله تعالى (فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) يَقُولُونَ: لَقَدْ خِبْنَا وَخَسِرْنَا إِنْ سَلَّمْنَا لِوَاحِدٍ مِنَّا. (تفسير ابن كثير 4/337)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا } هذا استفهام احتقار، يعني كيف يلقى الذكر عليه من بيننا، ما الذي ميزه؟
ـ قوله تعالى (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) أَيْ مُتَجَاوِزٌ فِي حَدِّ الْكَذِبِ.
ـ قوله تعالى (سَيَعْلَمُونَ غَداً) يوم القيامة (غَداً )لأنه يأتي بعد يومه.
ـ قوله تعالى (مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ } أصالح هو أم هؤلاء, وهذا وعيد عظيم.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 249)
* قال ابن كثير :
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى(إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ) أَيِ اخْتِبَارًا لَهُمْ، أَخْرَجَ اللَّهُ لَهُمْ نَاقَةً عَظِيمَةً ، لِتَكُونَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي تَصْدِيقِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَا جاءهم به.
ـ قوله تعالى (فَارْتَقِبْهُمْ ) أَيِ انتظر ما يؤول إِلَيْهِ أَمْرُهُمْ.
ـ قوله تعالى (وَاصْطَبِرْ ) وَاصْبِرْ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْعَاقِبَةَ لَكَ، وَالنَّصْرَ لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
ـ قوله تعالى (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) أَيْ يَوْمٌ لَهُمْ وَيَوْمٌ لِلنَّاقَةِ .(تفسير ابن كثير 4/337)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
من آيات الله أن ناقة تشرب ماء ثم تخرجه في الحال لبناً، فإن هذا ليس له عادة، ولكنها آية من آيات الله عز وجل, أراهم الله تبارك وتعالى إياها حتى يعتبروا.
وقوله تعالى( كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ) كل شرب يحضره من يستحقه ,إما الناقة وإما هم ,وبقوا على هذا لكن لم يستمروا.
ـ قوله تعالى { فَنادَوْا صاحِبَهُمْ } الذي يرونه قويًّا شجاعاً، وقالوا له: هذه الناقة ضايقتنا لو أننا عقرناها لكنا نشرب كل يوم، فطلبوا منه أن يعقرها.
ـ قوله تعالى { فَتَعاطى } من حين نادوه، وافق.
ـ قوله تعالى (فَعَقَرَ } عقر الناقة قطع أطرافها أولاً، ثم نحرها ثانياً.( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/249ـ 250)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِي لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ بِي وَتَكْذِيبِهِمْ رَسُولِي.
ـ قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً) أَيْ فَبَادُوا عَنْ آخِرِهِمْ لَمْ تَبْقَ مِنْهُمْ بَاقِيَةٌ، وَخَمَدُوا وَهَمَدُوا كَمَا يهمد وييبس الزَّرْعِ وَالنَّبَاتِ.
ـ قوله تعالى (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ )
قَالَ السُّدِّيُّ: هُوَ الْمَرْعَى بِالصَّحْرَاءِ حِينَ ييبس ويحترق وتنسفه الرِّيحُ.
وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: كَانَتِ الْعَرَبُ يَجْعَلُونَ حِظَارًا عَلَى الْإِبِلِ وَالْمَوَاشِي مَنْ يَبِيسِ الشَّوْكِ. (تفسير ابن كثير4/ 337)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } أن الله تعالى يسر القرآن، أي يسر معانيه لمن تدبره، ويسر ألفاظه لمن حفظه.
ـ قوله تعالى { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } وهل للتشويق، يشوقنا الله ,إلى أن ندكر القرآن فنتعظ به.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 251)
3/ قصة قوم لوط في الآية:
في قوله تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ * وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ * وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ * فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)سورة القمر (33ـ 40)
* قال ابن كثير :
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ قَوْمِ لُوطٍ كَيْفَ كَذَّبُوا رَسُولَهُمْ وَخَالَفُوهُ، وَارْتَكَبُوا الْفَاحِشَةَ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْهُمْ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَلِهَذَا أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ هَلَاكًا لَمْ يُهْلِكْهُ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ.(تفسير ابن كثير 4/338)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ } قوم لوط هم أناس كفروا بالله , مما اختصوا به من المعاصي هذه الفعلة القبيحة الشنيعة وهي اللواط، أي إتيان الذكر.
ـ قوله تعالى { بِالنُّذُرِ } النذر: جمع نذير، وهي الكلمات التي أنذرهم بها لوط عليه الصلاة والسلام.
ـ قوله تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً } أي: شيئاً يحصبهم من السماء، أمطر الله عليهم حجارة من سجيل، فهدمت بيوتهم حتى كان عاليها سافلها، لأن البناء إذا تهدم صار أعلاه أسفله.
ـ قوله تعالى { نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ } أي: في السحر بالصباح، وذلك أن هؤلاء القوم أخذهم العذاب صباحاً.
ـ قوله تعالى { نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا } أنعمنا على آل لوط نعمة من عند الله عز وجل من
وجهين:
الوجه الأول: أن الله أنجاهم.
والوجه الثاني: أن الله أهلك عدوهم، لأن إهلاك العدو من نعمة الله، فصارت نعمة الله على آل لوط بالنجاة وإهلاك.
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى( كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ) فكل من شكر الله فإن الله تعالى ينجيه ويهلك عدوه.
ـ قوله تعالى (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا ) يعني أن لوطاً عليه الصلاة والسلام أنذر قومه البطشة، وهي الأخذ بالقوة.
ـ قوله تعالى { فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ } أي: تشككوا فيه ولم يؤمنوا به.
ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ } أي: راودوا لوطاً عن ضيفه الذي جاء إليه من الملائكة
وكان الله تعالى قد بعث إليه الملائكة على صورة شباب مُرد، ذوي جمال وهيئة امتحاناً من الله ,فلما سمع قوم لوط بهؤلاء الضيف أتوا يهرعون إليه يسرعون، يريدون هؤلاء الضيف، ليفعلوا بهم الفاحشة والعياذ بالله.
ـ قوله تعالى{ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ } أي: فطمس الله أعينهم، حتى أصبحوا لا يبصرون.
ـ قوله تعالى { فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ } هذا الأمر أمر إهانة .
ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) يعني أن العذاب صبحهم أتاهم في الصباح .
ـ قوله تعالى { فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ } من العبر في هذه الآية أن هؤلاء الذين قلب الله فطرتهم وطبيعتهم قلب الله عليهم البنيان برميهم بحجارة من سجيل، فتهدم البنيان حتى صار أعلاه أسفله.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/251ـ252)
4/ قصة قوم فرعون في الآية :
في قوله تعالى(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) سورة القمر (41ـ 42)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ } يعني قومه وعلى رأسهم فرعون.
ـ قوله تعالى (النُّذُرُ } المراد به الآيات التي جاء بها موسى، على صدق رسالة موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولما كذبوا بالآيات أخذهم الله.
ـ قوله تعالى { أَخْذَ عَزِيزٍ )أي: غالب.
ـ قوله تعالى{ مُقْتَدِرٍ } أبلغ من كلمة قادر.
ـ قوله تعالى { أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ } لأن فرعون كان متكبراً، وكان يسخر من موسى ومن أرسله، فأغرقه الله في اليم حين جمع فرعون وجنوده , واتبع موسى ومن تبعه ليقضي عليهم ,ولكن بحمد الله وعزته قضى عليهم. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 253)
5/ كفار قريش:
في قوله تعالى (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ * أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) سورة القمر(43ـ 46)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قال تعالى{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ * أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ }الخطاب هنا لقريش.
هل كفاركم خير من هذه الأمم السابقة التي أهلكها الله؟
أم لكم براءة في الكتب أن الله مبرئكم من عاقبة أفعالكم؟
والجواب : لا هذا ولا هذا.
ـ قوله تعالى { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ } الضمير لقريش .
ـ قوله تعالى { جَمِيعٌ } جميع هنا بمعنى جمع.
ولهذا قال تعالى { مُنْتَصِرٌ } يعني جمع كثير منتصر على محمد وقومه.
لكن لا انتصار لهم وهذا الذي وقع ولله الحمد .
ـ قوله تعالى{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ } أي: يخذلون شر خذيلة.
ـ قوله تعالى (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } لا يستطيعون المقاومة ولا المهاجمة.
* غزوة بدر:
ما وقع في غزوة بدر حين اجتمع كبراؤهم ورؤساؤهم وصناديدهم في نحو ما بين تسعمائة إلى ألف رجل، في مقابل ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً مع النبي صلى الله عليه وسلم فهزموا شر هزيمة، وألقي أربعة وعشرون نفراً من رؤسائهم في قليب من قلب بدر خبيثة منتنة، وهذه شر هزيمة .
ـ قوله تعالى{ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } وهو يوم البعث.
ـ قوله تعالى { وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ } أي: أشد فتكاً، وأمرُّ مذاقاً، لأن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 253ـ254)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين