الأربعاء، 25 نوفمبر 2020


  جزء الذاريات (سورة الذاريات (2)

قــــال تـــعــالــى

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ * كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ * فَو رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ * هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) سورة الذاريات (15ـ 30)


                                                         

1) الوعد والوعيد في الآيات .

       * الوعد في الآية:

في قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ * كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ  وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) سورة الذاريات (15ـ 19)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

لما كان القرآن الكريم مثاني، تثنى فيه المعاني الشرعية والخبرية، إذا ذكر الشيء ذكر ضده، لما ذكر عذاب هؤلاء المكذبين الخراصين

ـ قال تعالى{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ}المتقون هم الذين اتقوا الله.

التقوى : فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه ، علم وبرهان واحتساب وخوف، تفعل ما أمر الله به

 لأنك تعلم أن الله أمر به، تفعل ما أمر الله به لأنك تحتسب ثوابه، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

 تترك ما نهى الله عنه؛ لأنك تعلم أن الله نهى عنه,  تترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقاب الله، لأنك موقن بالعذاب، هذه هي التقوى.

ـ قوله تعالى{ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} أي: مستقرون في جنات وعيون.

والجنات جمع جنة، ويمر في القرآن (جنة) مفرداً و (جنات) جمعاً،

فهل هي جنات متعددة أو هي جنة واحدة؟

هي جنات متعددة، لكن ذكرت بلفظ المفرد من باب ذكر الجنس، وإلا فهي جنات

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما» أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {ومن دونهما جنتان} (4878) ومسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (180) ..(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 179ـ180)

* قال ابن كثير :

ـ قال تعالى { آخِذِينَ مَا آتاهُمْ رَبُّهُمْ } .

فَالْمُتَّقُونَ فِي حَالِ كَوْنِهِمْ فِي الْجَنَّاتِ وَالْعُيُونِ , آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ، أَيْ مِنَ النَّعِيمِ وَالسُّرُورِ والغبطة.(تفسير ابن كثير 4/ 296)

* قال الشيخ محمد العثيمين

ـ قوله تعالى { إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ } يعني في الدنيا محسنين، أي: قائمين بطاعة الله على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل.

 وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:

«الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان (50) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه (8)

هذا الإحسان في العبادة، أما الإحسان في معاملة الخلق.

قال النبي عليه الصلاة والسلام:

«من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه» (أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الأول فالأول (1844)

هذا هو الإحسان إلى الناس، أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، من حسن الخلق، وطلاقة الوجه، وكف الأذى، وبذل الندى إلى غير ذلك مما هو معروف، فهؤلاء محسنون في عبادة الله، ومحسنون إلى عباد الله . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/180)

* قال ابن كثير :

ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ إِحْسَانَهُمْ في العمل.

ـ قوله تعالى(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ كَابَدُوا قِيَامَ اللَّيْلِ فَلَا يَنَامُونَ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا أَقَلَّهُ، وَنَشِطُوا فَمَدُّوا إِلَى السَّحَرِ حَتَّى كَانَ الِاسْتِغْفَارُ بِسَحَرٍ،

أي لا ينامون إلا قليلاً: يقل نومهم للتفرغ لطاعة الله عز وجل.

وَقَالَ آخَرُونَ: قَامُوا اللَّيْلَ وَأَخَّرُوا الِاسْتِغْفَارَ إِلَى الْأَسْحَارِ.

 كَمَا قَالَ وتعالى(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) فَإِنْ كَانَ الِاسْتِغْفَارُ فِي صَلَاةٍ فَهُوَ أَحْسَنُ.(تفسير ابن كثير 4/ 297)

تواترت الأحاديث عن رسول الله ﷺ في الصحيحين وغيرهما:

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:

 «إن الله تعالى يَنْزِلُ كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ، فَيَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، برقم 1145، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة، برقم 758.

* قال الشيخ محمد العثيمين :

كَمَا قَالَ وتعالى(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)

الأسحار: جمع سحر، وهو آخر الليل.

يعني يسألون الله المغفرة، وهذا من حسن عملهم وعدم إعجابهم بأنفسهم، وكونهم يشعرون بأنهم وإن اجتهدوا فهم مقصرون، فهم يسألون المغفرة بعد تهجدهم وقيامهم.

ويشرع في نهاية العبادات أن يستغفر الإنسان ربه مما قد يكون فيها من خلل.

 ـ بعد الصلاة يستغفر الإنسان ربه ثلاثاً.

 ـ بعد الحج قال الله تعالى{ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )البقرة(199)(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/180ـ181)

* قال ابن كثير :

لَمَّا وَصَفَهُمْ بِالصَّلَاةِ ثَنَّى بِوَصْفِهِمْ بِالزَّكَاةِ وَالْبَرِّ وَالصِّلَةِ

ـ قوله وتعالى( وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ ) أَيْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ قَدْ أَفْرَزُوهُ

ـ قوله وتعالى (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) أَمَّا السَّائِلُ فَمَعْرُوفٌ وَهُوَ الَّذِي يَبْتَدِئُ بِالسُّؤَالِ، وَلَهُ حَقٌّ.

وَقَالَ قَتَادَةُ وَالزُّهْرِيُّ: الْمَحْرُومُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا.(تفسير ابن كثير 4/ 297)

وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ» أخرجه البخاري في الزكاة باب 53، ومسلم في الزكاة حديث 101، والنسائي في الزكاة باب 76، وأحمد في المسند 1/ 384، 446، 2/ 316، وانظر تفسير الطبري 11/ 458.

                                  

 

2) مسائل العقيدة في الآيات .

   * التأمل في آيات الله الكونية :

في قوله تعلى (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)سورة الذاريات (20ـ 23)

* ابن كثير :

ـ قوله تعالى (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ) أَيْ فِيهَا مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَةِ عَلَى عَظَمَةِ خَالِقِهَا وَقُدْرَتِهِ الْبَاهِرَةِ مِمَّا قَدْ ذَرَأَ فِيهَا مِنْ صُنُوفِ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْمِهَادِ وَالْجِبَالِ وَالْقِفَارِ وَالْأَنْهَارِ وَالْبِحَارِ.

 ـ قال تعالى ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) وَاخْتِلَافِ أَلْسِنَةِ النَّاسِ وَأَلْوَانِهِمْ وَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ مِنَ الْإِرَادَاتِ وَالْقُوَى، وَمَا بَيْنَهُمْ مِنَ التَّفَاوُتِ فِي الْعُقُولِ وَالْفُهُومِ وَالْحَرَكَاتِ وَالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ، وَمَا فِي تَرْكِيبِهِمْ مِنَ الْحِكَمِ فِي وَضْعِ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِمْ فِي الْمَحَلِّ الَّذِي هُوَ مُحْتَاجٌ إليه فيه.(تفسير ابن كثير4/298)  

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى{ وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ } إذن الرزق هو المطر

كما في الآية الكريمة { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا }غافر :13

 ويمكن أن نقول:

 إن الرزق الذي في السماء أعم من ذلك.

 فقد يقال: إن في السماء رزقاً من المطر، وما كتبه الله لنا في اللوح المحفوظ من المصالح والمنافع الجسدية من أموال وبنين وغير ذلك، فيكون هذا القول أشمل وأعم.  (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/183)

* قال ابن كثير :

ـ قال تعالى(فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)

 يُقْسِمُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ مِنْ أَمْرِ الْقِيَامَةِ وَالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ، وَهُوَ حَقٌّ لَا مِرْيَةَ فِيهِ، فَلَا تَشُكُّوا فِيهِ كَمَا لَا تَشُكُّوا فِي نُطْقِكُمْ حِينَ تَنْطِقُونَ،.(تفسير ابن كثير 4/ 298)

 

                              

 

3) القصص القرآنية :

   * قصة إبراهيم عليه السلام.

في قوله تعالى (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ* فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) سورة الذاريات (24ـ 30)

  * قال الشيخ محمد العثيمين :

 ـ قوله تعالى (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ) أي : خبر .والاستفهام هنا للتشويق كأنه يشوقك إلى أن تسمع هذا الحديث .

ـ قوله تعالى ( ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) ضيف هنا مفرد ,لكنه يستوي فيه الجماعة والواحد ,وهم جماعة ملائكة كرام عليهم الصلاة والسلام .يعني الذين نزلوا ضيوفاّ عنده ,وإبراهيم هو الخليل عليه السلام وهو ابو العرب وأبو بني إسرائيل .

ـ قوله تعالى (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) متعلق بقوله (المكرمين ) يعني الذين أكرمهم حين دخولهم عليه .

ـ قوله تعالى (فَقالُوا سَلاماً ) أي: نسلم سلاماّ والتقدير : نسلم 

ـ قوله تعالى (قالَ سَلامٌ) التقدير : عليكم سلام

ولهذا قال العلماء :

إن رد إبراهيم أكمل من تسليم الملائكة ,لأن تسليم الملائكة جاء بالصيفة الفعلية ,ورد إبراهيم جاء بالصيغة الأسمية .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/184)

* قال ابن كثير :

الرَّفْعُ أَقْوَى وَأَثْبَتُ مِنَ النَّصْبِ، فَرَدُّهُ أَفْضَلُ مِنَ التَّسْلِيمِ. فَالْخَلِيلُ اخْتَارَ الْأَفْضَلُ.(تفسير ابن كثير 4/ 299)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (قَوْمٌ ) قال إنهم قوم ,لأنهم بصورة بشر .

ـ قوله تعالى (مُنْكَرُونَ)أي: غير معروفين .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/184)

* قال ابن كثير :

وَذَلِكَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَهُمْ جِبْرِيلُ وميكائيل وإسرافيل قدموا عليه في صورة شُبَّانٍ حِسَانٍ عَلَيْهِمْ مَهَابَةٌ عَظِيمَةٌ. .(تفسير ابن كثير 4/ 299)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى (فَراغَ) أَيِ انْسَلَّ خُفْيَةً فِي سُرْعَةٍ, وهذا من حسن الضيافة .

ـ قوله تعالى (إِلى أَهْلِهِ) يعني أهل بيته.

ـ قوله تعالى (فَجاءَ بِعِجْلٍ ) أي مشوي ,واللحم إذا كان مشوياّ صار أطيب وأحسن

ـ قوله تعالى (سَمِينٍ) البهائم السمينة , واختيار العجل

أما يكون من عادته عليه السلام أن يكرم الناس بهذا .أو يكرم الضيوف بحسب ما تقتضيه الحال

فإذا كانوا كثيرين أتى بالعجل ,وإذا كانوا أقل أتى بالغنم وما أشبه ذلك حسب عادة الكرماء.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 185)

* قال ابن كثير :

وَهَذِهِ الْآيَةُ انْتَظَمَتْ آدَابَ الضِّيَافَةِ فَإِنَّهُ جَاءَ بِطَعَامِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ بِسُرْعَةٍ، وَلَمْ يَمْتَنَّ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا فَقَالَ: نَأْتِيكُمْ بِطَعَامٍ بَلْ جَاءَ بِهِ بِسُرْعَةٍ وَخَفَاءٍ، وَأَتَى بِأَفْضَلِ مَا وَجَدَ مِنْ مَالِهِ، وَهُوَ عِجْلٌ فَتِيٌّ سَمِينٌ مشوي.

ـ قوله تعالى ( فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) أَيْ أَدْنَاهُ مِنْهُمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ؟ تَلَطُّفٌ فِي الْعِبَارَةِ وَعَرْضٌ حَسَنٌ.

لَمْ يَضَعْهُ وَقَالَ اقْتَرِبُوا، بَلْ وَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ أَمْرًا يَشُقُّ عَلَى سَامِعِهِ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ .

 ـ قوله تعالى ( أَلا تَأْكُلُونَ )عَلَى سَبِيلِ الْعَرْضِ وَالتَّلَطُّفِ. (تفسير ابن كثير4/299)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } أي: أحس بنفسه بخيفة منهم

وسبب تلك الخيفة :

أنه عليه الصلاة والسلام لما قدَّم إليهم الطعام لم يأكلوا منه

لأن العادة أن الضيف يأكل مما قدم له المضيف، لكن هؤلاء الملائكة، لم يأكلوا

 لأن الملائكة صمد أي ليس لهم أجواف، كما جاء ذلك مأثوراً عن السلف، ولهذا لا يحتاجون إلى أكل ولا إلى شرب، فأوجس منهم خيفة .

ـ قوله تعالى { قالُوا لَا تَخَفْ } طمأنوه، قالوا: لا تخف لما رأوا على وجهه من علامة الإنكار والخوف.

ـ قوله تعالى { وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } البشارة هي الإخبار بما يسر، أي أخبروه بما يسره وهو الغلام العليم.

 وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد بلغ من الكبر عتيًّا قبل أن يولد له، فبشروه بهذا الغلام، وبشروه بأنه عليم أي سيكون عالماً؛ لأن الله تعالى جعله من الأنبياء، والأنبياء هم أعلم الخلق بالله.

وهذه بشارة بثلاثة أشياء:

أولاً: بأنه سيأتيه مولود يصل إلى أن يكون غلاماً.

ثانياً: أن هذا المولود ذكر لا أنثى لقوله (غلام).

 ثالثاً: أنه عليم أي ذو علم، وكل هذه البشارات عظيمة، كل واحدة تكفي أن تكون بشارة.

ـ قوله تعالى { فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } امرأته هذه: سارة أم إسحاق، أقبلت لما سمعت البشرى .

ـ قوله تعالى { فِي صَرَّةٍ } في صيحة سرور، لأنها جاءتها هذه البشرى بعد أن تقدمت بها السن، تصيح وكأنها والله أعلم تقول: غلام غلام .

ـ قوله تعالى { فَصَكَّتْ وَجْهَها } أي ضربته بيدها كالمتعجبة، كما يصنع الناس إلى اليوم إذا أتاهم خبر نادى: الله أكبر, وضرب على وجهه .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/185ـ186)

* قال ابن كثير :

قَالَ مُجَاهِدٌ وَابْنُ سَابِطٍ : فَصَكَّتْ وَجْهَها أَيْ ضَرَبَتْ بِيَدِهَا عَلَى جَبِينِهَا.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لَطَمَتْ أَيْ تَعَجُّبًا كَمَا تَتَعَجَّبُ النِّسَاءُ مِنَ الْأَمْرِ الْغَرِيبِ.(تفسير ابن كثير 4/299)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } عجوز خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أنا عجوز عقيم، فكأنها تعجبت أن تحصل لها البشرى بهذا الغلام العليم، بعد أن تقدمت بها السن وعقمت من الولد، ولكنهم بينوا لها السبب الوحيد الذي به وجد هذا الولد.

ـ قوله تعالى(قالُوا كَذلِكَ ) أي : مثلما قلنا وبشرنا به.

ـ قوله تعالى (قالَ رَبُّكِ) حيث أضاف الربوبية هنا إلى هذه المرأة العجوز العقيم الكبيرة إشارة إلى أن هذا من عناية الله بها .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 186)

ـ قوله تعالى (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) أَيْ عَلِيمٌ بِمَا تَسْتَحِقُّونَ مِنَ الكرامة حكيم في أقواله وأفعاله. .(تفسير ابن كثير 4/299)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...