جزء قَدْ سَمِعَ (سورة التحريم (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ * عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )سورة التحريم (1ـ 7)
1) سبب نزول الآيات:
* نزلت في الرسول عليه الصلاة والسلام:
في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) سورة التحريم (1ـ2)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
هذا عتاب من الله لنبيه محمد صل الله عليه وسلم حين حرم على نفسه سريته "مارية " أو شرب العسل , مراعاة لخاطر بعض زوجاته ,في قصة معروفة
.فأنزل الله تعالى هذه الآيات.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/357)
ـ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) أي: يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة .
ـ قوله تعالى (لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) من الطيبات ,التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك ؟
ـ قوله تعالى ( تَبْتَغِي ) بذلك التحريم.
ـ قوله تعالى (مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله ,ورفع عنه اللوم.
وصار ذلك التحريم الصادر منه ,سبباّ لشرع حكم عام لجميع الأمة
ـ قوله تعالى (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) أي: قد شرع لكم ,وقدر ما به تنحل أيمانكم قبل الحنث ,وما به الكفارة بعد الحنث
وذلك كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا) المائدة (87)
إلى أن قال (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ )سورة المائدة (89)
فكل من حرم حلالاّ عليه ,من طعام أو شراب أو سرية , أو حلف يميناّ بالله , على فعل أو ترك , ثم حنث أو أراد الحنث ,فعليه هذه الكفارة المذكورة .
ـ قوله تعالى(وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ ) أي: متولي أموركم ,ومربيكم أحسن تربية , في أمور دينكم ودنياكم ,وما به يندفع عنكم الشر ,فلذلك فرض لكم تحلة أيمانكم ,لتبرأ ذممكم .
ـ قوله تعالى (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) الذي أحاط علمه بظواهركم وبواطنكم ,وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكم به .فلذلك شرع لكم من الأحكام ,ما يعلم أنه موافق لمصالحكم ,ومناسب لأحوالكم .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 357)
2) القصص القرآنية في الآيات.
* قصة الرسول عليه الصلاة السلام مع أزواجه:
في قوله تعالى (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ * عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً)سورة التحريم (3ـ 5)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
قال كثير من المفسرين : هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ,أسر لها النبي صل الله عليه وسلم حديثاّ , وأمر أن لا تخبر به أحداّ ,فحدثت به عائشة رضي الله عنهما ,وأخبره الله بذلك الخبر الذي أذاعته ,فعرًفها صل الله عليه وسلم ببعض ما قالت ,وأعرض عن بعضه كرماّ منه صل الله عليه وسلم او حلماّ.
ف(قالَتْ) له.
ـ قوله تعالى (مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ) الخبر الذي لم يخرج منا ؟
ـ قوله تعالى (قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) الذي لا تخفى عليه خافية , بعلم السر وأخفى .
ـ قوله تعالى (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه صل الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما , كانتا سبباّ لتحريم النبي صل الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه.
فعرض الله عليهما التوبة , وعاتبهما على ذلك , وأخبرهما أن قلوبهما قد صغت أي: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن ,من الورع والأدب مع الرسول صل الله عليه وسلم واحترامه وأن لا يشققن عليه.
ـ قوله تعالى (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ) أي: تعاونا على ما يشق عليه ,ويستمر هذا الأمر منكن .
ـ قوله تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) أي: الجميع أعوان للرسول , مظاهرون , ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور ,وغيره ممن يناوئه مخذول.
وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين ,حيث جعل الباري نفسه الكريمة وخواص خلقه ,أعواناّ لهذا الرسول الكريم .
وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين مالا يخفى , ثم خوفهما أيضا بحاله تشق على النساء غاية المشقة وهو الطلاق ,الذي هو أكبر شيء عليهن
ـ قوله تعالى (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ ) أي: فلا ترفعن عليه , فإنه لو طلقكن لم يضق عليه الأمر , ولم يكن مضطراّ إليكن , فإنه سيلقى ويبدله الله أزواجاّ خيراّ منكن ,دينا وجمالا
وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ولا يلزم وجوده فإنه ما طلقهن
ولو طلقهن , لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات .
ـ قوله تعالى (مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ ) الجامعات بين الإسلام ,وهو القيام بالشرائع الظاهرة والإيمان وهو : القيام بالشرائع الباطنة من العقائد وأعمال القلوب.
ـ قوله تعالى (قانِتاتٍ) القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها .
ـ قوله تعالى (تائِباتٍ) عما يكرهه الله ,فوصفهن بالقيام بما يحبه الله ,والتوبة عما يكرهه الله .
ـ قوله تعالى (سائِحاتٍ) أي: صائمات .(تفسير ابن كثير 4/ 500)
ـ قوله تعالى (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) أي: بعضهن ثيب وبعضهن أبكار ليتنوع صل الله عليه وسلم فيما يحب .
فلما رضي الله عنهن هذا التخويف والتأديب ,بادرن إلى رضا الرسول صل الله عليه وسلم
فكان هذا الوصف منطبقاّ عليهن , فصرن أفضل نساء المؤمنين ,وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله صل الله عليه وسلم إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور.
فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 358)
* قال ابن كثير :
* قَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ:
(اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ وَافَقَ الْقُرْآنَ فِي أَمَاكِنَ: مِنْهَا فِي نُزُولِ الْحِجَابِ، وَمِنْهَا فِي أُسَارَى بَدْرٍ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى )
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بَلَغَنِي شَيْءٌ كَانَ بَيْنَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ:
( لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّهُ اللَّهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ، فَأَمْسَكْتُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي رَدَّتْهُ عَمَّا كَانَ فِيهِ مِنْ وَعْظِ النِّسَاءِ هِيَ أُمُّ سَلَمَةَ) كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ كتاب التفسير سورة 66، باب 1.(تفسير ابن كثير 4/ 499ـ500)
3) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعيد في الآية:
في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )سورة التحريم (6ـ 7)
* قال ابن كثير :
قال ابْنِ عَبَّاسٍ:
ـ قوله تعالى( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) يَقُولُ اعْمَلُوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجكم اللَّهُ مِنَ النَّارِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : اتَّقُوا اللَّهَ وَأَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بتقوى الله.
وقال قتادة: تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله
وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عَنْهَا وَزَجَرْتَهُمْ عَنْهَا، وَهَكَذَا .
قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّمَ أَهْلَهُ مِنْ قَرَابَتِهِ وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَمَا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ.
ـ قوله تعالى(وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) وَقُودُهَا أَيْ حَطَبُهَا الَّذِي يُلْقَى فِيهَا جُثَثُ بَنِي آدَمَ وَالْحِجارَةُ قِيلَ المراد بها الأصنام التي تعبد
لقوله تَعَالَى( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 98]
ـ قوله تعالى( عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ) أَيْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةٌ قَدْ نُزِعَتْ مِنْ قُلُوبِهِمُ الرَّحْمَةُ بِالْكَافِرِينَ بِاللَّهِ
ـ قوله تعالى (شِدادٌ) أَيْ تَرْكِيبُهُمْ فِي غَايَةِ الشِّدَّةِ وَالْكَثَافَةِ والمنظر المزعج. .(تفسير ابن كثير 4/ 501)
ـ قَوْلُهُ تعالى (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
* قال ابن كثير :
أَيْ مَهْمَا أَمَرَهُمْ بِهِ تَعَالَى يُبَادِرُوا إِلَيْهِ لَا يَتَأَخَّرُونَ عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى فِعْلِهِ لَيْسَ بِهِمْ عَجْزٌ عَنْهُ.(تفسير ابن كثير 4/ 501)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
وهذا فيه مدح للملائكة الكرام وانقيادهم لأمر الله, وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.
ـ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي يوبخ أهل النار يوم القيامة بهذا التوبيخ
ـ قوله تعالى (لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي: ذهب وقت الاعتذار ,وزال نفعه ,فلم يبق الآن إلا الجزاء على الأعمال ,وأنتم لم تقدموا إلا الكفر بالله ,والتكذيب بآياته ومحاربة رسله وأوليائه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 358)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق