الاثنين، 5 أكتوبر 2020


 
جزء تبارك (سورة المدثر (2)                                            

قـــــال تــعـــالــى

(وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ مَاذَا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ * كَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ * إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ* كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ *مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ *وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ* فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً * كَلاَّ بَلْ لَا يَخافُونَ الْآخِرَةَ * كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ * وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)سورة المدثر (31ـ 56)

                 

                                             


1) مسائل العقيدة في هذه الآيات.

   * التصديق بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وما أخبر به:

في قوله تعالى (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ مَاذَا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ)المدثر(31)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

يَقُولُ تَعَالَى (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) من الملائكة خزنة لها غلاظ شداد ,وذلك لشدتهم وقوتهم .

ـ قال تعالى(وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً)

يحتمل أن المراد : إلا لعذابهم وعقابهم في الآخرة , ولزيادة نكالهم فيها , والعذاب يسمى فتنة.

يحتمل أن المراد : أنا ما أخبرناكم بعدتهم ,إلا لنعلم من يصدق ومن يكذب , ويدل هذا ما ذكر بعده .

في قوله تعالى (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) فإن أهل الكتاب ,إذا وافق ما عندهم وطابقه ,ازداد يقينهم بالحق , والمؤمنون كلما أنزل الله آية , فآمنوا بها وصدقوا ,ازداد إيمانهم.

ـ قوله تعالى(وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي: ليزول عنهم الريب والشك , وهذه مقاصد جليلة , يعتني بها أولو الألباب, وهي السعي في اليقين وزيادة الإيمان, ودفع الشكوك والأهام التي تعرض في مقابلة الحق , فجعل ما أنزله الله على رسوله محصلاّ لهذه الفوائد الجليلة , ومميزاّ للكاذبين من الصادقين.

لهذا قال تعالى (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي: شك وشبهة ونفاق.

 ـ قال تعالى(وَالْكافِرُونَ مَاذَا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ) وهذا على وجه الحيرة والشك ,والكفر منهم بآيات الله ,وهذ وذاك من هداية الله لمن يهديه ,وإضلاله لمن يضل.

ولهذا قال تعالى (كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) فمن هداه الله , جعل ما أنزله الله على رسوله رحمة في حقه , وزيادة في إيمانه ودينه , ومن أضله , جعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه وحيرة , وظلمة في حقه

والواجب أن يتلقى ما أخبر الله به على رسوله بالتسليم. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 391)

* قال ابن كثير:

ـ قوله تعالى(وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) فإذا كنتم جاهلين بجنوده , وأخبركم بها العليم الخبير , فعليكم أن تصدقوا خبره , من غير شك ولا ارتياب.

وَقَدْ ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ الْمَرْوِيِّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا:

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي صِفَةِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ:

«فَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ فِي كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ» «. أخرجه البخاري في بدء الخلق باب 6، ومناقب الأنصار باب 42، ومسلم في الإيمان حديث 264، والنسائي في الصلاة باب 1، وأحمد في المسند 4/ 207، 209، 210.(تفسير  بن كثير 4/ 571)

 ـ قوله تعالى(وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ) أي: ما هذه الموعظة والتذكار مقصوداّ به العبث واللعب , وإنما المقصود به أن يتذكر به البشر ما ينفعهم فيفعلونه , وما يضرهم فيتركونه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 391)

                        

* كمال قدرة الله وحكمته.

في قوله تعالى (كَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ * إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ* لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) سورة (32ـ 37)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى (كَلاَّ) بمعنى : حقا ,أو بمعنى (ألا )

ـ قوله تعالى(وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ)

فأقسم تعالى بالقمر, وبالليل وقت إدباره , والنهار وقت إسفاره , لاشتمال المذكورات على آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرة الله وحكمته, والمقسم عليه قوله (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ)

ـ قوله تعالى (إِنَّها)أي: النار

ـ قوله تعالى (لَإِحْدَى الْكُبَرِ)أي: لإحدى العظائم الطامة والأمور الهامة.

ـ قوله تعالى (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) فإذا أعلمناكم بها , وكنتم على بصيرة من أمرها.

ـ قوله تعالى (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) فمن شاء منكم أن يتقدم , فيعمل بما يقربه من ربه , ويدنيه من رضاه , ويزلفه من دار كرامته

أو يتأخر عما خلق له وعما يحبه ويرضاه , فيعمل بالمعاصي ويتقرب إلى نار جهنم . .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/391)

 

                           

2) الوعد والوعيد في الآيات.

في قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ  * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ *حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ* فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ)سورة المدثر (38ـ 48)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا أَنَّ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ أَيْ مُعْتَقَلَةٌ بِعَمَلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (تفسير ابن كثير 4/ 573)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

 ـ قوله تعالى(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) من أعمال السوء وأفعال الشر.

 ـ قوله تعالى (رَهِينَةٌ) بها موثقة بسعيها ,قد ألزم عنقها ,وغل في رقبتها ,واستوجبت به العذاب.

ـ قوله تعالى (إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ) فإنهم لم يرتهنوا , بل أطلقوا وفرحوا.

ـ قوله تعالى (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ) أي: في جنات قد حصل لهم بها جميع مطالبهم , وتمت لهم الراحة والطمأنينة .

حتى أقبلوا يتساءلون , فأفضت بهم المحادثة ,أن سألوا عن المجرمين :

 أي حال وصلوا إليها ,وهل وجدوا ما وعدهم الله تعالى ؟

فقال بعضهم لبعض : هل أنتم مطلعون عليهم " فأطلعوا عليهم في وسط الجحيم يعذبون فقالوا لهم :

ـ قوله تعالى(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ)  أي: شئ أدخلكم فيها ؟ وبأي : ذنب استحققتموها ؟

ـ قوله تعالى(قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) فلا إخلاص للمعبود ولا إحسان ولا نفع للخلق المحتاجين.

ـ قوله تعالى (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) أي: نخوض بالباطل ,ونجادل به الحق

ـ قوله تعالى (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) هذا آثار الخوض بالباطل , وهو التكذيب بالحق ,ومن أحق الحق , يوم الدين ,الذي هو محل الجزاء على الأعمال ,وظهور ملك الله وحكمه العدل لسائر الخلق.

فاستمررنا على هذا المذهب الفاسد !!

ـ قوله تعالى (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) فلما ماتوا على الكفر تعذرت حينئذ عليهم الحيل وانسد في وجوهم باب الأمل.

ـ قوله تعالى (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) لأنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى , وهؤلاء لا يرضى الله أعمالهم . .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/392)

                           

3) الأمثال القرآنية:

في قوله تعالى (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً * كَلاَّ بَلْ لَا يَخافُونَ الْآخِرَةَ * كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ * وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)سورة المدثر (49ـ 56)

* قال ابن كثير:

ـ قوله تعالى(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) أَيْ فَمَا لِهَؤُلَاءِ الكفرة الذين قبلك عما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ وَتُذَكِّرُهُمْ بِهِ مُعْرِضِينَ .

ـ قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) أَيْ كَأَنَّهُمْ فِي نِفَارِهِمْ عَنِ الْحَقِّ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ حُمُرٌ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ إِذَا فَرَّتْ مِمَّنْ يُرِيدُ صَيْدَهَا من أسد.

قال ابْنِ عَبَّاسٍ: الْأَسَدُ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَيُقَالُ لَهُ بِالْحَبَشِيَّةِ قَسْوَرَةٌ.

ـ قوله تعالى( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) أَيْ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتاب كما أنزل اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ـ قوله تعالى (كَلَّا بَلْ لَا يَخافُونَ الْآخِرَةَ ) أَيْ إِنَّمَا أَفْسَدَهُمْ عَدَمُ إِيمَانِهِمْ بِهَا وَتَكْذِيبُهُمْ بِوُقُوعِهَا.(تفسير ابن كثير4/ 574)

                                 

4) مسائل العقيدة في هذه الآيات.

  * مشيئة الله نافذة سبحانه وتعالى:

في قوله تعالى (كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ * وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)سورة المدثر (54ـ 56)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) الضمير إما أن يعود على هذه السورة ,أو على ما اشتملت عليه من هذه الموعظة .

ـ قوله تعالى (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) لأنه قد بين له السبيل , ووضح له الدليل.

ـ قوله تعالى (وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) فإن مشيئته نافذة عامة , لا يخرج عنها حادث قليل ولا كثير .

ففيها رد القدرية: الذين لا يدخلون أفعال العباد تحت مشيئة الله.

ورد على الجبرية: الذين يزعمون أنه ليس للعبد مشيئة , ولا فعل حقيقة ,وإنما هو مجبور على أفعاله.

فأثبت تعالى للعباد مشيئة حقيقة وفعلاّ, وجعل ذلك تابعاّ لمشيئته.

ـ قوله تعالى (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي: هو أهل أن يتقى ويعبد , لأنه الإله الذي لا تنبغي العبادة إلا له ,وأهل أن يغفر لمن اتقاه واتبع رضاه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/392)

تم بحمد الله تفسير سورة المدثر

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...