جزء تبارك (سورة المدثر (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ * فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ * ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَما أَدْراكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) سورة المدثر (1ـ 30)
1) مسائل العقيدة في الآيات.
1) اختلف العلماء في أول شيء نزل من القرآن الكريم
في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)(المدثر:1)
ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ « أخرجه البخاري في تفسير سورة 74، باب 1.
وَخَالَفَهُ الْجُمْهُورُ فَذَهَبُوا إِلَى أَنَّ أَوَّلَ الْقُرْآنِ نُزُولًا قَوْلُهُ تعالى:
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]
أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ فترة الوحي فقال في حديثه:
«فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السماء فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَجَثَثْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَجِئْتُ إِلَى أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فزملوني، فأنزل الله تعالى يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ- إِلَى- فَاهْجُرْ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرُّجْزُ الْأَوْثَانُ- ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ» هَذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ.( أخرجه البخاري في تفسير سورة 74، باب 1، ومسلم في الإيمان حديث 255، 257.
وَهَذَا السِّيَاقُ هُوَ الْمَحْفُوظُ وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ الْوَحْيُ قَبْلَ هَذَا
لِقَوْلِهِ: «فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ» وَهُوَ جِبْرِيلُ حِينَ أَتَاهُ بِقَوْلِهِ:
بِقَوْلِهِ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )[الْعَلَقِ: 1- 5]
ثُمَّ إِنَّهُ حَصَلَ بَعْدَ هَذَا فَتْرَةٌ ثُمَّ نَزَلَ الْمَلَكُ بَعْدَ هَذَا.
وَوَجْهُ الْجَمْعِ: أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ هَذِهِ السُّورَةُ
كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ
: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بِحِرَاءٍ الْآنَ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ والأرض فجثيت مِنْهُ فَرَقًا حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ لَهُمْ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ الله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْي وَتَتَابَعَ» أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ بِهِ. أخرجه البخاري في بدء الخلق باب 7، ومسلم في الإيمان حديث 256.المسند 3/ 325.تفسير ابن كثير 4/ 565)
2) الأمر بإعلان الدعوة والصدع بالإنذار:
في قوله تعالى (قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)المدثر(2ـ 7)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
تقدم في سورة المزمل الأمر بالعبادات الفاضلة القاصرة , والصبر على أذى وأمره هنا بإعلان الدعوة , والصدع بالإنذار.
ـ قوله تعالى (قُمْ ) أي: بجد ونشاط .
ـ قوله تعالى (فَأَنْذِرْ) الناس بالأقوال والأفعال التي يحصل بها المقصود , وبيان حال المنذر عنه , ليكون ذلك أدعى لتركه .
ـ قوله تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أي: عظمه بالتوحيد , وأن يعظمه العباد ويقوموا بعبادته.
ـ قوله تعالى (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) يحتمل أن المراد بثيابه أعماله كلها وبتطهيرها تخليصها والنصح بها ,وتنقيتها عن المبطلات والمفسدات ,والمنقصات من شر ورياء, ونفاق , وعجب ,وتكبر وغفلة , وغير ذلك مما يؤمر العبد باجتنابه في عباداته.
ويدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة , فإن ذلك من تمام للأعمال خصوصاّ في الصلاة.
التي قال كثير من العلماء : إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة .
ـ قوله تعالى (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)
يحتمل أن المراد: بالرجز الأصنام والأثان ,التي عبدت مع الله ,فأمره بتركها والبراءة منها ومما نسب إليها من قول وعمل.
ويحتمل ان المراد: بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله ,فيكون أمراّ له بترك الذنوب صغيرها وكبيرها , ظاهرها وباطنها ,فيدخل في ذلك الشرك وما دونه.
ـ قوله تعالى (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) أي: لا تمنن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية , بل أحسن إلى الناس مهما أمكنك , وانس عندهم إحسانك , ولا تطلب أجره إلا من الله.
وقد قيل :إن معنى هذا ,لا تعط أحداّ شيئاّ ,وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه ,فيكون هذا خاصاّ بالنبي صل الله عليه وسلم .
ـ قوله تعالى (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) أي: احتسب بصبرك , واقصد به وجه الله تعالى.
فامتثل رسول الله صل الله عليه وسلم لأمر ربه:
وبادر إليه , فأنذر الناس , وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية , وعظم الله تعالى , ودعا الخلق إلى تعظيمه , وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء , وهجر كل ما يبعد عن الله من الأصنام وأهلها , وله المنة على الناس بعد منة الله ـ من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكوراّ, وصبر لله أكمل صبر , فصبر على طاعة الله ,وعن معاصي الله , وعلى أقدار الله المؤلمة , حتى فاق أولي العزم من المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 390)
3) الإيمان باليوم الآخر (يوم القيامة):
في قوله تعالى (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) المدثر(8ـ 10)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى(فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) أي: فإذا نفخ في الصور للقيام من القبور
وجمع الخلق والنشور .
ـ قوله تعالى (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) لكثرة أهواله وشدائده.
ـ قوله تعالى (عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) لأنهم قد أيسوا من كل خير , وأيقنوا بالهلاك والبوار ,ومفهوم ذلك أنه على المؤمنين يسير .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 390)
2) أسباب النزول.
* سبب نزول هذه الآيات:
في قوله تعالى (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَما أَدْراكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)سورة المدثر (11ـ 30)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة ,معاند الحق , والمبارز لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقة , فذمه الله ذماّ لم يذمه غيره, وهذا جزاء كل من عاند الحق ونابذه ,أن له الخزي في الدنيا ,والعذاب الآخرة أخزى .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 390)
* َقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ :
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ أَيْ عَمُّ إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ يُعْطُونَكَ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا تَتَعَرَّضُ لِمَا قِبَلَهُ، قَالَ قد علمت قريش أني أكثرهم مَالًا، قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يُعْلِمُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لِمَا قَالَ وَأَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ، قال فماذا أقول فيه، فو الله مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي وَلَا أَعْلَمُ بِرَجْزِهِ وَلَا بِقَصِيدِهِ وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله الذي يقوله لَحَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَيُحَطِّمُ مَا تَحْتَهُ وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يَعْلَى، وَقَالَ وَاللَّهِ لَا يَرْضَى قَوْمُكَ حتى تقول فيه، قال فدعني حتى أتفكر فيه، فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يؤثر عَنْ غَيْرِهِ
فَنَزَلَتْ: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً- حَتَّى بَلَغَ- تِسْعَةَ عَشَرَ. (تفسير الطبري 12/ 309.)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) أي: أَيْ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَحْدَهُ لَا مَالَ لَهُ وَلَا ولد.
ـ قوله تعالى(وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُوداً) أَيْ: وَاسِعًا كَثِيرًا
ـ قوله تعالى(وَبَنِينَ شُهُوداً ) قَالَ مُجَاهِدٌ: لَا يَغِيبُونَ أَيْ حُضُورًا عنده لا يسافرون بالتجارات, وَهُمْ قُعُودٌ عِنْدَ أَبِيهِمْ يَتَمَتَّعُ بِهِمْ وَيَتَمَلَّى بِهِمْ.
ـ قوله تعالى (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) أَيْ مَكَّنْتُهُ مِنْ صُنُوفِ الْمَالِ وَالْأَثَاثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
ـ قوله تعالى (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) أي: يطمع أن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا.
ـ قوله تعالى (كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) أَيْ مُعَانِدًا وَهُوَ الْكُفْرُ عَلَى نِعَمِهِ بَعْدَ الْعِلْمِ
ـ قوله تعالى (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً)
وَقَالَ قَتَادَةُ عَنِ ابن عباس: صعودا صخرة فِي جَهَنَّمَ يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَهَا .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أَيْ مَشَقَّةً مِنَ الْعَذَابِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: عَذَابًا لَا رَاحَةَ فِيهِ . ( تفسير ابن كثير 4/568)
ـ قوله تعالى (إِنَّهُ فَكَّرَ) أي: في نفسه
ـ قوله تعالى (وَقَدَّرَ) ما فكر فيه , ليقول قولاّ يبطل به القرآن .
ـ قوله تعالى (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) لأنه قدر أمراّ ليس في طوره ,وتسور على ما لا يناله هو ولا أمثاله.
ـ قوله تعالى (ثُمَّ نَظَرَ ) ما يقول.
ـ قوله تعالى (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) في وجهه , وظاهره نفرة عن الحق وبغضاّ له. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 390)
ـ قوله تعالى (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ) أَيْ صرف عن الحق ورجع مُسْتَكْبِرًا عَنِ الِانْقِيَادِ لِلْقُرْآنِ
ـ قوله تعالى (فَقالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ) أَيْ هَذَا سِحْرٌ يَنْقُلُهُ محمد عن غيره ممن قَبْلَهُ وَيَحْكِيهِ عَنْهُمْ. . ( تفسير ابن كثير 4/568)
ـ قوله تعالى (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) أي: ما هذا كلام الله ,بل كلام البشر , وليس أيضاّ كلام البشر الأخيار , بل كلام الفجار منهم والأشرار , من كل كاذب سحار
فتبَا له , ما أبعده من الصواب , وأحراه بالخسارة والتباب !!
كيف يدور في الأذهان ,أو يتصوره ضمير كل إنسان , أن يكون أعلى الكلام وأعظمه ,كلام الرب العظيم , الماجد الكريم , يشبه المخلوقين الناقصين ؟!
أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد , على وصفه بهذا الوصف كلام المبدئ المعيد.
فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 390)
* قال ابن كثير :
ـ قَالَ تَعَالَى( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) أَيْ سَأَغْمُرُهُ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِ.
ثم قال تعالى (وَما أَدْراكَ مَا سَقَرُ) وَهَذَا تَهْوِيلٌ لِأَمْرِهَا وتفخيم .
ثم فسر ذلك بقوله تعالى( لَا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) أَيْ تَأْكُلُ لُحُومَهُمْ وَعُرُوقَهُمْ وَعَصَبَهُمْ وَجُلُودَهُمْ ثُمَّ تُبَدَّلُ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ.
ـ قوله تعالى( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ)
قَالَ مُجَاهِدٌ: أَيْ لِلْجِلْدِ.
وَقَالَ أَبُو رَزِينٍ: تَلْفَحُ الْجِلْدَ لَفْحَةً فَتَدَعُهُ أَسْوَدَ مِنَ اللَّيْلِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: تَلُوحُ أَجْسَادُهُمْ عَلَيْهَا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أَيْ حَرَّاقَةٌ لِلْجِلْدِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَحْرِقُ بَشْرَةَ الإنسان.
ـ قوله تعالى( عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) أَيْ مِنْ مُقَدِّمِي الزَّبَانِيَةِ عَظِيمٌ خَلْقُهُمْ غَلِيظٌ خُلُقُهُمْ.( تفسير ابن كثير 4/ 569)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق