الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020


جزء تبارك (سورة المعارج (2)

قـــــــــــــــال تـــــعــــــالـــــى

(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ  * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ * أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ * فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ * فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ *عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)سورة المعارج (19ـ 44)


                                           


1) مسائل العقيدة في الآيات.

    * من أركان الإيمان (الإيمان بالقدر خيره وشره)

في قوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ) سورة المعارج (19ـ 22)

* قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

ـ قوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) وهذا الوصف للإنسان من حيث الوصف طبيعته الأصلية أنه هلوع

وفسر هلوع بأنه:

ـ قوله تعالى (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً) فيجزع إن أصابه فقر أو مرض ,أو ذهاب محبوب له ,من مال أو أهل أو ولد ,ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله .

ـ قوله تعالى (وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) فلا ينفق مما آتاه الله , ولا يشكر الله على نعمه وبره ,فيجزع في الضراء ,ويمنع في السراء.

ـ قوله تعالى (إِلاَّ الْمُصَلِّينَ) الموصوفين بتلك الأوصاف فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله ,وأنفقوا مما خوَلهم الله ,وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 378)

  * وَعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:

 «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ». رواه مسلم.

                       


2) الأحكام الشرعية في الآيات.

   * صفات المؤمنون :

في قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُون*  إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ * أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) سورة المعارج(23ـ 35)

1) وجوب المحافظة على الصلاة بشروطها وأركانها.

في قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) أي: مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها ,وليسوا كمن لا يفعلها ,أو يفعلها وقتاَ دون وقت ,أو يفعلها على وجه ناقص.

2) وجوب أداء الزكاة ودفعها لمستحقيها.

في قوله تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) من زكاة وصدقة.

ـ قوله تعالى (لِلسَّائِلِ) الذي يتعرض للسؤال

ـ قوله تعالى (وَالْمَحْرُومِ) وهو المسكين الذي لا يسأل الناس فيعطوه ,ولا يفطن له فيتصدق عليه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/378)

3) الايمان باليوم الآخر ورجاء ثواب الله والخوف من عقابه.

في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أَيْ يُوقِنُونَ بِالْمَعَادِ وَالْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ فَهُمْ يَعْمَلُونَ عَمَلَ مَنْ يَرْجُو الثواب ويخاف العقاب.

ـ قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) أَيْ خَائِفُونَ وَجِلُونَ

ـ قوله تعالى (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ) أَيْ لَا يَأْمَنُهُ أَحَدٌ مِمَّنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ إِلَّا بِأَمَانٍ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وتعالى.(تفسير ابن كثير4/ 542)

4) تحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

في قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) فلا يطأون بها وطأ محرماّ ,من زنى أو لواط, أو وطء في دبر أو حيض ونحو ذلك ,ويحفظونها أيضاّ من النظر إليها ومسها , ممن لا يجوز له ذلك ,ويتركون أيضاّ وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة .

ـ قوله تعالى (إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ ) أي: سرياتهم

ـ قوله تعالى (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) في وطئهن في المحل الذي هو محل الحرث

ـ قوله تعالى (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ) أي: غير الزوجة وملك اليمين .

ـ قوله تعالى (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) أي: المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله. ودلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة لكونها غير زوجة مقصودة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/378)

5) وجوب الوفاء بالعهد وحفظ الأمانة.

في قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) راعُونَ أَيْ إِذَا اؤْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا عَاهَدُوا لَمْ يَغْدِرُوا، وَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُؤْمِنِينَ وَضِدُّهَا صِفَاتُ الْمُنَافِقِينَ. (تفسير ابن كثير4/ 542)

   * كَمَا ورد في الحديث الصَّحِيحِ:

«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»

 أخرجه البخاري في الإيمان باب 24، والشهادات باب 28، ومسلم في الإيمان حديث 108، والترمذي في الأيمان باب 14.

وَفِي رِوَايَةٍ «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خاصم فجر»

« أخرجه البخاري في الإيمان باب 24، والمظالم باب 17، ومسلم في الإيمان حديث 106، وأبو داود في السنة باب 15، والترمذي في الإيمان باب 14، والنسائي في الإيمان باب 20، وأحمد في المسند 2/ 189، 198.

6) تحريم شهادة الزور.

في قوله تعالى( وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) أي: لا يشهدون إلا بما يعلمونه , من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان , ولا يحابي فيها قريباّ ولا صديقاّ , ويكون القصد بها وجه الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/378)

7) المحافظة على الصلاة على أكمل وجه.

في قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ )  أَيْ عَلَى مَوَاقِيتِهَا وَأَرْكَانِهَا وَوَاجِبَاتِهَا وَمُسْتَحِبَّاتِهَا، فَافْتَتَحَ الْكَلَامَ بِذِكْرِ الصَّلَاةِ وَاخْتَتَمَهُ بِذِكْرِهَا فَدَلَّ عَلَى الِاعْتِنَاءِ بِهَا وَالتَّنْوِيهِ بِشَرَفِهَا.(تفسير ابن كثير4/ 542)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

في قوله تعالى (أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)

 ـ قوله تعالى (أُولئِكَ) أي الموصوفون بتلك الصفات.

ـ قوله تعالى (فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) أي: قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس , وتلذ الأعين , وهم فيها خالدون.

وحاصل هذا:

أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة .,من العبادات البدنية كالصلاة والمداوامة , والأعمال القلبية كخشية الله الداعية لكل خير , والعبادات المالية , والعقائد النافعة والاخلاق الفاضلة , ومعاملة الله , ومعاملة خلقه أحسن معاملة من إنصافهم ,وحفظ عهودهم ,والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكره الله تعالى.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/378ـ379)

                       


3) الوعد والوعيد من الآيات .

    * الوعيد من الآيات:

في قوله تعالى (فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ* فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ *عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)سورة المعارج (36ـ44)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ مُشَاهِدُونَ لَهُ وَلِمَا أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَمَا أَيَّدَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ، ثُمَّ هُمْ مَعَ هَذَا كُلِّهِ فَارُّونَ مِنْهُ مُتَفَرِّقُونَ عَنْهُ، شَارِدُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا فِرَقًا فِرَقًا، وَشِيَعًا شِيَعًا.

ـ قوله تعالى (فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) أَيْ فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ عِنْدَكَ يَا مُحَمَّدُ مُهْطِعِينَ أَيْ مُسْرِعِينَ نَافِرِينَ مِنْكَ.

كَمَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مُهْطِعِينَ أَيْ مُنْطَلِقِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ وَاحِدُهَا عِزَةٌ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ.

وَقَالَ قَتَادَةُ:  مُهْطِعِينَ عَامِدِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ أَيْ فِرَقًا حَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرْغَبُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي نَبِيِّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم. (تفسير ابن كثير 4/ 542)

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ حِلَقٌ فَقَالَ:

«مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ؟»  رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ بِهِ أخرجه مسلم في الصلاة حديث 119، وأبو داود في الأدب باب 14، وأحمد في المسند 5/ 93، 101، 107.

ـ قوله تعالى( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا) أَيْ: أَيُطْمِعُ هَؤُلَاءِ وَالْحَالَةُ هَذِهِ مِنْ فِرَارِهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِفَارِهِمْ عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَدْخُلُوا جَنَّاتِ النَّعِيمِ؟

كلا بل مأواهم جهنم. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُقَرِّرًا لِوُقُوعِ الْمَعَادِ وَالْعَذَابِ بِهِمُ الَّذِي أَنْكَرُوا كَوْنَهُ وَاسْتَبْعَدُوا وُجُودَهُ.(تفسير ابن كثير 4/543)

ـ قال تعالى (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) أي : من ماء دافق ,يخرج من بين الصلب والترائب ,فهم ضعفاء ,لا يملكون لأنفسهم نفعاّ ولا ضراّ ,ولا موتاّ ولا حياة ولا نشوراّ.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 379)

ـ قال تعالى( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) أَيِ الَّذِي خلق السموات وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ مَشْرِقًا وَمَغْرِبًا وَسَخَّرَ الْكَوَاكِبَ تَبْدُو مِنْ مَشَارِقِهَا وَتَغِيبُ فِي مَغَارِبِهَا. وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ ليس الأمر كما تزعمون أَنْ لَا مَعَادَ وَلَا حِسَابَ وَلَا بَعْثَ وَلَا نُشُورَ، بَلْ كُلُّ ذَلِكَ وَاقِعٌ وَكَائِنٌ لا محالة.

ـ قال تعالى (إِنَّا لَقادِرُونَ *عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُعِيدُهُمْ بِأَبْدَانٍ خَيْرٍ مِنْ هَذِهِ فَإِنَّ قُدْرَتَهُ صَالِحَةٌ لِذَلِكَ .

ـ قال تعالى (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) أَيْ بِعَاجِزِينَ.

 ـ قال تعالى (فَذَرْهُمْ) أَيْ يَا مُحَمَّدُ

ـ قال تعالى (يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا ) أَيْ دَعْهُمْ فِي تَكْذِيبِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ.

ـ قال تعالى (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) أَيْ فَسَيَعْلَمُونَ غِبَّ ذَلِكَ وَيَذُوقُونَ وَبَالَهُ.

ـ قال تعالى (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) أَيْ: يَقُومُونَ مِنَ الْقُبُورِ إِذَا دَعَاهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَوْقِفِ الْحِسَابِ يَنْهَضُونَ.(تفسير ابن كثير 4/ 543ـ544)

ـ قال تعالى (سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوْفِضُونَ) أي: كأنهم إلى علم يؤمون ويسرعون فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 379)

ـ قوله تعالى( خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) أَيْ خَاضِعَةً تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أَيْ فِي مُقَابَلَةِ مَا اسْتَكْبَرُوا فِي الدُّنْيَا عَنِ الطَّاعَةِ.(تفسير ابن كثير 4/ 544)

ـ قوله تعالى (ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) ولابد الوفاء بوعد الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 379)

تم بحمد الله تفسير سورة المعارج

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...