تفسير جزء عم (سورة الانفطار )
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا
الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ
وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي
خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا
بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ
* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ *إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ
لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ
* وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ
* يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا
وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ) سورة الانفطار (1ـ19)
1) مسائل العقيدة في الآيات.
* الإيمان باليوم الآخر:
في قوله تعالى (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ
* وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ
مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) الانفطار(1ـ 5)
* قال الشيخ محمد
العثيمين:
ـ قال تعالى (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) يعني انشقت.
ـ قال تعالى { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ } يعني النجوم صغيرها وكبيرها تنتثر وتتفرق
وتتساقط لأن العالم انتهى
ـ قال تعالى { وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ } فُجر بعضها على بعض وملئت الأرض
ـ قال تعالى{ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } أخرج ما فيها من الأموات حتى قاموا لله
عز وجل.
فهذه الأمور الأربعة إذا حصلت.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
449/10)
ـ قوله تعالى { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
} وذلك
بما يُعرض عليها من الكتاب ، فيعلم الإنسان ما قدم وأخر. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
449ـ450/10).
* الإيمان بقدرة الله وكرمه على عباده:
لقوله تعالى(أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ
* كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ)الانفطار(6ـ9)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ } يعني أي شيء غرك بالله حيث تكذبه في البعث،
تعصيه في الأمر والنهي.
ـ قوله تعالى { الْكَرِيمِ}كرمه وحلمه هذا هو الذي غر الإنسان وصار
يتمادى في المعصية والتكذيب.
ـ قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَكَ} خلقك من العدم، وأوجدك من العدم.
ـ قوله تعالى{ فَسَوَّاكَ } جعلك مستوي الخلقة .
ـ قوله تعالى { فَعَدَلَكَ } جعلك معتدل القامة، مستوي الخلقة لست كالبهائم
.
ـ قوله تعالى { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ
} الله
ركبك في أي صورة شاء، من الناس من هو جميل، ومنهم من هو قبيح، ومنهم المتوسط، ومنهم
الأبيض، ومنهم الأحمر، ومنهم الأسود، ومنهم ما بين ذلك. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
450/10).
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) بل إنما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته
بالمعاصي تكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب .(تفسير ابن كثير 483/4)
* الإيمان بالملائكة وأعمالهم.
في قوله تعالى(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ
* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الانفطار(10ـ12)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) فعلى كل إنسان حفظة يكتبون كل ما قال وكل
ما فعل.
ـ قوله تعالى(كِرَامًا كَاتِبِينَ ) وهؤلاء الحفظة كرام ليسوا لئاماً، بل عندهم
من الكرم ما ينافي أن يظلموا أحداً.
ـ قوله تعالى { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
ـ إما بالمشاهدة إن كان فعلاً.
ـ وإما بالسماع إن كان قولاً.
ـ بل إن عمل القلب يطلعهم الله عليه فيكتبونه.
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«من هم بالحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، ومن همّ بالسيئة ولم يعملها كتبت
حسنة كاملة» (أخرجه
البخاري(6491),ومسلم(131)(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 451/10).
2) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعد في الآيات:
لقوله تعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)الانفطار:13
* قال الشيخ محمد
العثيمين:
ـ قوله تعالى{ إِنَّ الْأَبْرَار} جمع بر وهم كثيروا فعل الخير، المتباعدون عن الشر
ـ قوله تعالى{ لَفِي نَعِيمٍ} أي نعيم في القلب، ونعيم في البدن ولهذا
لا تجد أحداً أطيب قلباً، ولا أنعم بالاً من الأبرار أهل البر.
وهذا النعيم الحاصل يكون في الدنيا وفي الآخرة
ـ أما في الآخرة فالجنة
ـ وأما في الدنيا فنعيم القلب وطمأنينته ورضاه بقضاء الله وقدره.
فإن هذا هو النعيم الحقيقي، ليس النعيم في الدنيا أن تترف بدنيًّا، النعيم
نعيم القلب. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 451/10).
* الوعيد في الآيات:
2/ قوله تعالى (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ *يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ
الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ)الانفطار(14ـ16)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى (وَإِنَّ الْفُجَّارَ } الفجار هم الكفار ضد الأبرار.
ـ قوله تعالى { لَفِي جَحِيمٍ } في نار حامية.
ـ قوله تعالى { يَصْلَوْنَهَا } يحترقون بها.
ـ قوله تعالى { يَوْمَ الدِّينِ } يوم الجزاء وذلك يوم القيامة.
ـ
قوله تعالى { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} لن يغيبوا عنها فيخرجوا منها
لأنهم مخلدون بها أبداً ـ والعياذ بالله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
451/10).
3) المسائل العقيدة في الآيات.
* الإيمان باليوم الآخر:
لقوله تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ
مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ)الانفطار (17ـ19)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قال تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ )هذا الاستفهام للتفخيم والتعظيم .
أي شيء أعلمك بيوم الدين؟ أعلم هذا اليوم، وأقدره قدره.
ـ قوله تعالى { يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا}
في يوم
القيامة لا أحد يملك لأحد شيئاً لا بجلب خير ولا بدفع ضرر إلا بإذن الله .
ـ قوله تعالى { وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ } في الأمر لله عز وجل ولا تملك نفس لنفس
شيئاً إلا بإذن الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 451ـ452/10).
تم بحمد الله تفسير سورة
الانفطار
صل الله على نبينا محمد وعلى
اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق