تفسير جزء عم (سورة التكوير:2)
قــال تـعــالـى
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ
إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
* ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم
بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ
بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ
هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) سورة التكوير(15ـ29)
1) المسائل العقيدة في الآيات:
* أقسم الله
على
بعض مخلوقاته:
لقوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ
إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) التكوير:15ـ 18
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى(بِالْخُنَّسِ) هي النجوم التي تخنس، أي ترجع فبينما تراها
في أعلى الأفق إذا بها راجعة إلى آخر الأفق.
ـ قوله تعالى (الْكُنَّسِ)
هي التي
تكنس أي تدخل في مغيبها.
ـ قوله تعالى{ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } يعني أقبل.
ـ قوله تعالى { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } فيكون الله أقسم بالليل حال إقباله، وبالنهار حال إقباله. وإنما أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات لعظمها وكونها من آياته الكبرى. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 441ـ442)
* صفات جبريل عليه السلام.
في قوله تعالى (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ
ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ )التكوير (19ـ21)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى (إِنَّهُ لَقَوْلُ)هو جبريل عليه الصلاة والسلام.
ـ قوله تعالى (رَسُولٍ) إلى
الرسل بالوحي الذي ينزله عليهم.
ـ قوله تعالى (كَرِيمٍ ) بالكرم
لحسن منظره.
ـ قوله تعالى{ ذِي قُوَّةٍ } بالقوة العظيمة.
ـ وقوله تعالى{ عِندَ ذِي } عند صاحب العرش وهو الله جل وعلا،
ـ وقوله تعالى{ الْعَرْشِ} العرش فوق كل شيء، وفوق العرش رب العالمين
عز وجل.
ـ قوله تعالى{ مَكِينٍ
} أي ذو
مكانة، أي أن جبريل عند الله ذو مكانة وشرف. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
10/ 442ـ443ـ444)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى{ مُّطَاعٍ) جبريل مطاع في الملأ الأعلى ,لأنه من
الملائكة المقربين ,نافذ فيهم أمره.
ـ قوله تعالى{ ثَمَّ
أَمِينٍ ) ذو أمانة
بما أمر لا يزيد ولا ينقص.(تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ844)
* النبي عليه الصلاة والسلام أكمل الناس عقلاَ.
في قوله تعالى (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ
رَّجِيمٍ)التكوير
22ـ25)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى{ وَمَا صَاحِبُكُم } محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم
الذي تعرفونه بقي فيهم أربعين سنة في مكة قبل النبوة ويعرفون صدقه وأمانته،
حتى كانوا يطلقون عليه اسم الصادق الأمين .
ـ قوله تعالى{ بِمَجْنُونٍ } يعني ليس مجنوناً، أكمل الناس عقلاً وأسدّهم
رأياً.
ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ رَآهُ} رأى محمد جبريل عليه السلام.
ـ قوله تعالى{ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ ) المبين
أي البين الظاهر العالي.
* الرسول عليه الصلاة والسلام رأى جبريل على صورته التي
خُلق عليها مرتين:
1/ مرة في غار حراء
2/ ومرة في السماء السابعة لما عُرج به عليه
الصلاة والسلام
ـ قوله تعالى{وَمَا هُوَ} محمد صلى الله عليه وسلّم
ـ قوله تعالى{عَلَى
الْغَيْبِ} يعني
على الوحي الذي جاءه من عند الله
ـ قوله تعالى{ بِضَنِينٍ} ببخيل، بل هو أشد الناس بذلاً لما أوحي
إليه.
ـ قوله تعالى (وَمَا هُوَ) القرءان.
ـ قوله تعالى (بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } ليس بقول أحد من الشياطين، وهم الكهنة.
الذين توحي إليهم الشياطين الوحي ويكذبون معه ويخبرون الناس فيظنونهم صادقين. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 444/10)
* القرآن ذكر للعالمين.
في قوله تعالى (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)التكوير(26ـ27)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن
مع ظهوره ووضوحه وبيان كونه جاء من عند الله عز وجل.(تفسير ابن كثير481/4)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى{إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } يشمل التذكير والتذكّر، فهو تذكير للعالمين،
وتذكر لهم، أي أنهم يتذكرون به ويتعظون به. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين ـ 445ـ444/10)
* مشيئة الله نافذة عل عباده.
لقوله تعالى(لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)التكوير(28ـ29)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى(لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن فإنه
منجاة له وهداية ولا هداية فيما سواه.
ـ قوله تعالى(وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ) ليست المشيئة موكوله إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل بل ذلك كله تابع
لمشيئة الله عز وجل رب العالمين. (تفسير ابن كثير481/4)
تم بحمد الله تفسير سورة
التكوير
صل الله على نبينا محمد وعلى
اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق