الجمعة، 21 أغسطس 2020


 

جزء عم (سورة النبأ:3)

قــال الله تـعــالـى

{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً * حَدائِقَ وَأَعْناباً * وَكَواعِبَ أَتْراباً * وَكَأْساً دِهاقاً * لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً * رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً * ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً * إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً } .سورة النبأ (31ـ 40)

                                              

1) الوعد والوعيد في الآيات.

      * الوعد في الآيات:

في قوله تعالى ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدائِقَ وَأَعْناباً * وَكَواعِبَ أَتْراباً * وَكَأْساً دِهاقاً * لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً)النبأ:31ـ 36

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)

المتقون: هم الذين اتقوا عقاب الله، وذلك بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه .

والمفاز: فهم فائزون في أمكنتهم، وفائزون في أيامهم.

ـ قوله تعالى { حَدَائِقَ }  بساتين أشجارها عظيمة وكثيرة ومنوعة.

ـ قوله تعالى { وَأَعْنَابًا } جمع عنب لكنه خصها بالذكر لشرفها.

ـ قوله تعالى { وَكَوَاعِبَ } جمع كاعب وهي التي تبين ثديها ولم يتدل، بل برز وظهر كالكعب، وهذا أكمل ما يكون في جمال الصدر.

ـ قوله تعالى {وأتراباً} على سن واحدة لا تختلف إحداهن عن الأخرى كبراً كما في نساء الدنيا.

ـ قوله تعالى {وكأساً دهاقاً} كأساً ممتلئة، والمراد بالكأس هنا كأس الخمر.

 ـ قوله تعالى { لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا}لا يسمعون في الجنة كلاماً باطلاً لا خير فيه.

ـ قوله تعالى { وَلَا كِذَّابًا} ولا يكذب بعضهم بعضاً.

ـ قوله تعالى { جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ} أنهم يجزون بهذا جزاء من الله سبحانه وتعالى على أعمالهم الحسنة التي عملوها في الدنيا واتقوا بها محارم الله.

 ـ قوله تعالى { عَطَاءً حِسَابًا} أي كافياً، مأخوذة من الحسب وهو الكفاية .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/413ـ114)

 

                         

2) مسائل العقيدة في الآيات.

     * بيان قدرة الله تعالى

في قوله تعالى(رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (النبأ :37)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

قوله تعالى(رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فالله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء. فهو رب السماوات السبع الطباق، ورب الأرض .

ـ قوله تعالى { وَمَا بَيْنَهُمَا }أي ما بين السماوات والأرض من المخلوقات العظيمة كالغيوم والسحب والأفلاك وغيرها مما نعلمه، ومما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى (لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا)لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه.(تفسير ابن كثير 4/466)

 

 

                         

* الإيمان باليوم الآخر في الآيات:

في قوله تعالى(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً * ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ) النبأ:38ـ 39)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} وهو جبريل

ـ قوله تعالى { وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا } صفوفاً. صفًّا بعد صف، لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم سبحانه وتعالى.

ـ قوله تعالى (لَّا يَتَكَلَّمُونَ) لا يتكلمون ملائكة ولا غيرهم.

ـ قوله تعالى{ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} بالكلام فإنه يتكلم كما أُذن له.

ـ قوله تعالى{ وَقالَ صَواباً } موافقاً لمرضات الله سبحانه وتعالى وذلك بالشفاعة إذا أذن الله لأحد أن يشفع شفع فيما أذن له فيه على حسب ما أُذن له.

ـ قوله تعالى (ذلِكَ الْيَوْمُ) ذلك الذي أخبرناكم.

ـ قوله تعالى (الْحَقُّ) الثابت الذي يقوم فيه الحق، ويقوم فيه العدل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ـ قوله تعالى { فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً} أي من شاء عمل عملاً يؤوب به إلى الله ويرجع به إلى الله، وذلك العمل الصالح الموافق لمرضاة الله تعالى. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415)

                         

 

3) الوعد والوعيد في الآيات:

    * الوعيد في الآية:

في قوله تعالى (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)النبأ:40

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) خوفناكم من عذاب قريب وهو يوم القيامة.

ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } كل امرئ ينظر ما قدمت يداه ويكون بين يديه ويعطى كتابه.

ـ قوله تعالى { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء: 14] .

ـ قوله تعالى { وَيَقُولُ الْكَافِرُ} من شدة ما يرى من الهول وما يشاهده من العذاب.

ـ قوله تعالى { يَا لَيْتَنِي } ليتني لم أخلق، أو ليتني لم أبعث.

ـ  قوله تعالى { كُنتُ تُرَابًا}

تحتمل ثلاثة معانٍ:

1/ يا ليتني كنت تراباً فلم أُخلق، لأن الإنسان خُلق من تراب.

2/ ياليتني كنت ترابًا فلم أُبعث، يعني كنت ترابًا في أجواف القبور.

3/ أنه إذا رأى البهائم التي قضى الله بينها وقال لها كوني تراباً فكانت تراباً قال: ليتني كنت تراباً أي كما كانت هذه البهائم ـ والله أعلم ـ (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415ـ416)

تم بحمد الله تفسير سورة النبأ

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...