جزء عم (سورة النبأ:3)
قــال الله تـعــالـى
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً * حَدائِقَ وَأَعْناباً * وَكَواعِبَ أَتْراباً * وَكَأْساً دِهاقاً * لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً * رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً * ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً * إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً } .سورة النبأ (31ـ 40)
1) الوعد والوعيد في الآيات.
* الوعد في الآيات:
في قوله تعالى ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدائِقَ وَأَعْناباً * وَكَواعِبَ أَتْراباً * وَكَأْساً دِهاقاً * لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً)النبأ:31ـ 36
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)
المتقون: هم الذين اتقوا عقاب الله، وذلك بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه .
والمفاز: فهم فائزون في أمكنتهم، وفائزون في أيامهم.
ـ قوله تعالى { حَدَائِقَ } بساتين أشجارها عظيمة وكثيرة ومنوعة.
ـ قوله تعالى { وَأَعْنَابًا } جمع عنب لكنه خصها بالذكر لشرفها.
ـ قوله تعالى { وَكَوَاعِبَ } جمع كاعب وهي التي تبين ثديها ولم يتدل، بل برز وظهر كالكعب، وهذا أكمل ما يكون في جمال الصدر.
ـ قوله تعالى {وأتراباً} على سن واحدة لا تختلف إحداهن عن الأخرى كبراً كما في نساء الدنيا.
ـ قوله تعالى {وكأساً دهاقاً} كأساً ممتلئة، والمراد بالكأس هنا كأس الخمر.
ـ قوله تعالى { لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا}لا يسمعون في الجنة كلاماً باطلاً لا خير فيه.
ـ قوله تعالى { وَلَا كِذَّابًا} ولا يكذب بعضهم بعضاً.
ـ قوله تعالى { جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ} أنهم يجزون بهذا جزاء من الله سبحانه وتعالى على أعمالهم الحسنة التي عملوها في الدنيا واتقوا بها محارم الله.
ـ قوله تعالى { عَطَاءً حِسَابًا} أي كافياً، مأخوذة من الحسب وهو الكفاية .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/413ـ114)
2) مسائل العقيدة في الآيات.
* بيان قدرة الله تعالى
في قوله تعالى(رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (النبأ :37)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
قوله تعالى(رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فالله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء. فهو رب السماوات السبع الطباق، ورب الأرض .
ـ قوله تعالى { وَمَا بَيْنَهُمَا }أي ما بين السماوات والأرض من المخلوقات العظيمة كالغيوم والسحب والأفلاك وغيرها مما نعلمه، ومما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا)لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه.(تفسير ابن كثير 4/466)
* الإيمان باليوم الآخر في الآيات:
في قوله تعالى(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً * ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ) النبأ:38ـ 39)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} وهو جبريل
ـ قوله تعالى { وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا } صفوفاً. صفًّا بعد صف، لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم سبحانه وتعالى.
ـ قوله تعالى (لَّا يَتَكَلَّمُونَ) لا يتكلمون ملائكة ولا غيرهم.
ـ قوله تعالى{ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} بالكلام فإنه يتكلم كما أُذن له.
ـ قوله تعالى{ وَقالَ صَواباً } موافقاً لمرضات الله سبحانه وتعالى وذلك بالشفاعة إذا أذن الله لأحد أن يشفع شفع فيما أذن له فيه على حسب ما أُذن له.
ـ قوله تعالى (ذلِكَ الْيَوْمُ) ذلك الذي أخبرناكم.
ـ قوله تعالى (الْحَقُّ) الثابت الذي يقوم فيه الحق، ويقوم فيه العدل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ـ قوله تعالى { فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً} أي من شاء عمل عملاً يؤوب به إلى الله ويرجع به إلى الله، وذلك العمل الصالح الموافق لمرضاة الله تعالى. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415)
3) الوعد والوعيد في الآيات:
* الوعيد في الآية:
في قوله تعالى (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)النبأ:40
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) خوفناكم من عذاب قريب وهو يوم القيامة.
ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } كل امرئ ينظر ما قدمت يداه ويكون بين يديه ويعطى كتابه.
ـ قوله تعالى { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء: 14] .
ـ قوله تعالى { وَيَقُولُ الْكَافِرُ} من شدة ما يرى من الهول وما يشاهده من العذاب.
ـ قوله تعالى { يَا لَيْتَنِي } ليتني لم أخلق، أو ليتني لم أبعث.
ـ قوله تعالى { كُنتُ تُرَابًا}
تحتمل ثلاثة معانٍ:
1/ يا ليتني كنت تراباً فلم أُخلق، لأن الإنسان خُلق من تراب.
2/ ياليتني كنت ترابًا فلم أُبعث، يعني كنت ترابًا في أجواف القبور.
3/ أنه إذا رأى البهائم التي قضى الله بينها وقال لها كوني تراباً فكانت تراباً قال: ليتني كنت تراباً أي كما كانت هذه البهائم ـ والله أعلم ـ (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/415ـ416)
تم بحمد الله تفسير سورة النبأ
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق