* جزء عم (سورة النازعات:1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا *يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ *يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَءذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً *قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ) النازعات(1ـ 14)
1) مسائل العقيدة في الآيات:
* أقسم الله سبحانه وتعالى بالملائكة
في قوله تعالى (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) النازعات(1ـ5)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
أقسم الله سبحانه وتعالى بالملائكة , ولا يقسم الله سبحانه وتعالى بشيء إلا وله شأن عظيم إما في ذاته، وإما لكونه من آيات الله.
* فهذه الأوصاف كلها أوصاف للملائكة على حسب أعمالهم
ـ قوله تعالى (وَالنَّازِعَاتِ) الملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار تنزعها .
ـ قوله تعالى { غَرْقًا } أي نزعاً بشدة.
ـ قوله تعالى {وَالنَّاشِطَاتِ} الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين
ـ قوله تعالى {نَشْطًا} تسلها برفق.
ـ الحديث الصحيح:
« المؤمن إذا حضره الموت بُشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه» . (أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (6507))
ـ قوله تعالى {وَالسَّابِحَاتِ)هي الملائكة تسبح بأمر الله على حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى .
ـ قوله تعالى {سَبْحًا) تسرع فيه كما يسرع السابح في الماء .
س: أيهما اقوى الملائكة أم الجن أم البشر ؟
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
الملائكة أقوى من الجن، والجن أقوى من البشر.
قوله تعالى عن سليمان عليه السلام:
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ)[النمل: 38 ـ 40] .
قال العلماء:
إنه حملته الملائكة حتى جاءت به إلى سليمان من اليمن، وسليمان بالشام بلحظة فدل هذا على أن قوة الملائكة أشد بكثير من قوة الجن، وقوة الجن أشد من بني آدم؛ لأنه لا يستطيع أحد من بني آدم أن يأتي بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام إلا مدة طويلة.
ـ قوله تعالى { فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا)هي الملائكة تسبق إلى أمر الله عز وجل
فهم سباقون إلى أمر الله عز وجل بما يأمرهم لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لقوتهم وقدرتهم على فعل أوامر الله عز وجل.
ـ قوله تعالى (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)وصف للملائكة تدبر الأمر، أمور الله لها ملائكة تدبرها، حسب أمره
ـ فجبرائيل موكل بالوحي يتلقاه من الله وينزل به على الرسل .
ـ وإسرافيل موكل بنفخ الصور الذي يكون عند يوم القيامة ينفخ في الصور فيفزع الناس ويموتون، ثم ينفخ فيه أخرى فيبعثون.
ـ وميكائيل موكل بالقطر وبالمطر والنبات.
ـ وملك الموت موكل بالأرواح.
ـ ومالك موكل بالنار، ورضوان موكل بالجنة.
ـ وعن اليمين وعن الشمال قعيد موكل بالأعمال.
ـ وملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم كلٌّ يدبر ما أمره الله عز وجل به. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 417ـ 418ـ 419)
* الإيمان باليوم الآخر(النفخ في الصور)
في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَءذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ) (النازعات:6ـ14)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
وهما النفختان في الصور:
1/ قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) ترجف الناس ويفزعون ثم يموتون عن آخرهم إلا من شاء الله.
2/ قوله تعالى (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) يبعثون من قبورهم فيقوم الناس من قبورهم مرة واحدة.
ـ قوله تعالى { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) وهذه قلوب الكفار خائفة خوفاً شديداً.
ـ قوله تعالى { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } يعني ذليلة لا تكاد تحدق أو تنظر بقوة.
ـ قوله تعالى { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ) زجرة من الله يزجرون ويصاح بهم فيقومون من قبورهم قيام رجل واحد على ظهر الأرض بعد أن كانوا في بطنها .
ـ قوله تعالى { وَاحِدَةٌ) هذه الكلمة الواحدة يخرجون من قبورهم أحياء، ثم يحضرون إلى الله ليجازيهم.
لقوله تعالى (ن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ)سورة يس (53)
(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 419)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى { وَاحِدَةٌ) ينفخ في الصور.
ـ قوله تعالى { فَإِذَا هُم ) أي الخلائق كلهم.
ـ قوله تعالى { بِالسَّاهِرَةِ) على وجه الأرض قيام ينظرون ,فيجمعهم الله, ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان صـ840)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق