الجمعة، 21 أغسطس 2020



 جزء عم (سورة الانشقاق (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *  فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ * بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا) سورة الانشقاق  (1ـ 15)

                                         

1)المسائل العقيدة في الآيات.

  * من أركان الإيمان (الإيمان باليوم الآخر)

لقوله تعالى (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) الانشقاق(1ـ5)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ} انشقت: انفتحت ,فهذه السماء القوية العظيمة تنشق يوم القيامة بإذن الله.

ـ قوله تعالى { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أطاعت أمر ربها عز وجل .

ـ قوله تعالى {وَحُقَّتْ} حق لها أن تأذن، أي تسمع وتطيع؛ لأن الذي أمرها الله ربها خالقها عز وجل.

* هذه الطاعة العظيمة في ابتداء الخلق وفي انتهاء الخلق.

ـ في ابتداء الخلق قال: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }فصلت:11

ـ في انتهاء الخلق { إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } حُق لها أن تأذن تسمع وتطيع.

يوم القيامة.

ـ قوله تعالى { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ } يوم القيامة تمد مدًّا واحداً كمد الأديم يعني كمد الجلد، أو سماطاً.

كما جاء في الحديث:

«يجمع الله تعالى يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفُذُهُم البصر» (أخرجه البخاري كتاب التفسير باب) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ) (4712) ومسلم كتاب الإيمان، باب ادنى أهل الجنة منزلة فيها (194) (327)

ـ قوله تعالى { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} جثث بني آدم تلقيها يوم القيامة، فيخرجون من قبورهم لله ، كما بدأهم أول خلق.

ـ قوله تعالى{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} تأكيداً لاستماعها لربها وطاعته . .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 464ـ 465/10)

                           

2) الفوائد المستنبطة من الآيات.

   * الجزاء من جنس العمل :

لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) الانشقاق:6

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ } يعم كل إنسان مؤمن وكافر.

ـ قوله تعالى { إِنَّكَ كَادِحٌ } الكادح: هو الساعي بجد ونوع مشقة

ـ قوله تعالى {إلَىٰ رَبِّكَ} يعني أنك تكدح كدحاً يوصلك إلى ربك ، لأننا سنموت وإذا متنا رجعنا إلى الله .

ـ قوله تعالى (مُلَاقِيهِ) ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر .(تفسير ابن كثير 489/4)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

* لكن الفرق بين المطيع والعاصي.

 أن المطيع يعمل عملاً يرضاه الله، ويصل به إلى مرضاة الله يوم القيامة.

والعاصي يعمل عملاً يغضب الله، لكن مع ذلك ينتهي إلى الله عز وجل  .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين  466/10)

                                         

3) مسائل العقيدة في الآيات.

*الإيمان باليوم الآخر( نشر الدواوين ـ الحساب).

قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *  فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ * بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا } الانشقاق(7ـ15)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى {ُ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ } يعطى كتابه.

ـ قوله تعالى {ُ بِيَمِينِهِ } يستلمه باليمنى.

 ـ قوله تعالى { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ } يحاسبه الله تعالى بإحصاء عمله عليه.

ـ قوله تعالى { حِسَابًا يَسِيرًا } حساب يسير، ليس فيه أي عسر.

* كما جاءت بذلك السنة:

 أن الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن، ويقرره بذنوبه فيقول: عملت كذا، عملت كذا، عملت كذا، ويقر بذلك ولا ينكر

فيقول الله تعالى: «قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها اليوم» (أخرجه البخاري (2441) ومسلم (2768)

هذا حساب يسير يظهر فيه منّة الله على العبد.

ـ قوله تعالى { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ } ينقلب من الحساب إلى أهله في الجنة .

ـ قوله تعالى { مَسْرُورًا } مسرور القلب.

وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام:

 (أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر) (أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وانها مخلوقة (3246) . ومسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب أول زمرة تدخل الحنة (2834) (14))

ثم هم بعد ذلك درجات، وهذا يدل على سرور القلب؛ لأن القلب إذا سُر استنار الوجه . .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين  466/10)

 

ـ قوله تعالى وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ }أنه يؤتى كتابه بالشمال، ولكن تلوى يده حتى تكون من وراء ظهره. الأقرب والله أعلم.

ـ قوله تعالى { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} يدعو على نفسه بالثبور، من كلمات الندم والحسرة.

ـ قوله تعالى { وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا} يصلى النار.

ـ قوله تعالى { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } ألا يرجع بعد الموت، ولهذا كانوا ينكرون البعث ويقولون لا بعث.

ـ قوله تعالى { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا } يعني أنه سيرجع إلى الله عز وجل الذي هو بصير بأعماله، وسوف يحاسبه عليها على ما تقتضيه حكمته وعدله.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين  467/10)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...