جزء عم سورة الانشقاق (2)
قــال تــعــالـى
( فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ
إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
* وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)سورة الانشقاق (16ـ 25)
1) المسائل العقيدة في الآيات :
* قسم الله تعالى
على بعض مخلوقاته.
لقوله تعالى { فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
* وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ* لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) الانشقاق(16ـ19)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى { فَلَا أُقْسِمُ } قد يظن الظان أن معنى نفي، وليس كذلك بل
هو إثبات و {لا} هنا جيء بها للتنبيه
وأن القسم مثبت، أما المقسِم فهو الله عز وجل أما المقسَم به في هذه الآية
فهو الشفق وما عطف عليه.
ـ قوله تعالى { بِالشَّفَقِ} الشفق هو الحمرة التي تكون بعد غروب الشمس.
وإذا غابت هذه الحمرة خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء.
ـ قوله تعالى { وَاللَّيْلِ} الليل معروف.
ـ قوله تعالى { وَمَا وَسَقَ} ما جمع، لأن الليل يجمع الوحوش والهوام
وما أشبه ذلك، تجتمع وتخرج وتبرز من جحورها وبيوتها.
ـ قوله تعالى { وَالْقَمَرِ} القمر معروف.
ـ قوله تعالى { إِذَا اتَّسَقَ} يعني إذا اجتمع نوره وتم وكمل، وذلك في
ليالي الابدار.
ـ قوله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ)
هذه الجملة جواب القسم وهي مؤكدة بثلاث مؤكدات: القسم، واللام، ونون التوكيد
والخطاب هنا لجميع الناس، أي لتتحولن حالاً عن حال، وهو يعني أن الأحوال تتغير فيشمل:
1ـ
أحوال الزمان.
2ـ
أحوال المكان.
3ـ
أحوال الأبدان.
4ـ أحوال القلوب.
الأول: أحوال الزمان.
تتنقل فيوم يكون فيه السرور والانشراح وانبساط النفس، ويوم آخر يكون بالعكس.
وتتغير حال الزمان من أمن إلى خوف، ومن حرب إلى سلم، ومن قحط إلى مطر
ومن جدب إلى خصب إلى غير ذلك من تقلبات الأحوال..
الثاني: وأحوال المكان.
الأمكنة ينزل الإنسان هذا اليوم
منزلاً، وفي اليوم التالي منزلاً آخر.
الثالث: أحوال الأبدان.
أول ما يخلق الإنسان طفلاً صغيراً يمكن أن تجمع يديه ورجليه بيد واحدة
منك وتحمله بهذه اليد ضعيفًا، ثم لايزال يقوى رويداً رويداً حتى يكون شاباً جلداً قوياً،
ثم إذا استكمل القوة عاد فرجع إلى الضعف.
الرابع: أحوال القلوب.
والقلوب كل قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء
حديث:.
(ان قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن
كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صل الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف
قلوبنا على طاعتك) أخرجه مسلم كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء (2654)
(17) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 469ـ470)
* الإيمان بالله وتعظيم آياته.
لقوله تعالى{ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ
الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} الانشقاق(20ـ21)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) فماذا يمنعهم من الإيمان بالله ورسوله واليوم. ؟
ـ قوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } وما لهم إذا قرئت عليهم آيات الله وكلامه وهو هذا القرآن لا يسجدون إعظاما وإكراما واحتراما؟(تفسير ابن كثير 492/4)
2) الوعد والوعيد في الآيات:
* الوعيد في الآيات:
لقوله تعالى (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) الانشقاق(22ـ24)
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ) من سجيتهم التكذيب والعناد والمخالفة للحق.
ـ قوله تعالى (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ) يكتمون في صدورهم.
ـ قوله تعالى (فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) فأخبرهم يا محمد بأن الله عز وجل قد أعد لهم عذابا أليما. (تفسير ابن كثير 492/4)
* الوعد في الآية:
قوله تعالى(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ
أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) الانشقاق:25
* قال ابن كثير :
ـ قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
هذا
استثناء منقطع يعني لكن الذين آمنوا - أي بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم
ـ قوله تعالى (لَهُمْ أَجْرٌ) في الدار الآخرة. (تفسير ابن كثير 492/4)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى {غير ممنون} غير مقطوع، بل هو مستمر أبد الآبدين.
* شروط قبول العمل.
أن العمل الصالح ما جمع شيئين:
الأول: الإخلاص لله تعالى
بأن لا يريد بعمله إلا وجه لله
عز وجل وابتغاء مرضاته، وابتغاء ثوابه، وابتغاء النجاة من النار فلا يريد شيئاً من
الدنيا وزينتها.
الثاني: أن يكون متبعاً فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أي أن يتبع الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلّم في عمله فعلاً لما
فعل، وتركاً لما ترك. فما فعله النبي صلى الله عليه وسلّم تعبداً مع وجود سببه فالسنة
فعله إذا وجد سببه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 473/10)
تم بحمد الله تفسير سورة
الانشقاق
صل الله على نبينا محمد وعلى
اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق