الخميس، 12 أغسطس 2021

 

جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (2)

قــال تــعــالـى

﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ * وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ * أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ * قُلْ يَا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ * قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يَا عِبادِ فَاتَّقُونِ﴾ سورة الزمر (7ـ16).



1) مسائل العقيدة في الآيات.

      * غنى الله تعالى عن عباده :

لقوله تعالى ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ سورة الزمر(7)

* قال ابن كثير :

يقول تبارك وتعالى مخبرا عن نفسه أَنَّهُ الْغَنِيُّ عَمَّا سِوَاهُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ.(تفسير ابن كثير 4/ 61)

*قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا تكفروا بالله ,وبما يجب الإيمان به ,فإنكم لن تضروا الله.

ـ قوله تعالى ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ لم يأمر الله العباد بعبادته لحاجته إليهم , ولكن لمنفعتهم هم لأنهم يثابون أعظم الثواب ,وينجون به من العقاب.

الحديث القدسي:

«يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ ملكي شيئا» «رواه مسلم (2577) والحاكم في مستدركه (7606) من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

ـ قوله تعالى ﴿ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ﴾ لا يرضى لهم أن يكفروا.

وإذا قال قائل :

هو لا يرضى  لكن قد تقع من بعضهم بالإرادة الكونية , لا لإرادة الشرعية.

هذا رد على قول المبتدعة :

إن الله لا يريد إلا ما يرضى , وأما لا يرضاه فلا يريده ,

على هذا القول الباطل تكون المعاصي واقعة بغير إرادة الله

هذا القول يبطله نصوص كثيرة منها:

كقوله تعالى (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) الانعام :125

يريد ما لا يرضى لحكمة بالغة , لو كان الله تعالى لا يريد إلا ما يرضى لأصبح الناس كلهم مؤمنين ,ولم يكن هناك ميزة للمؤمن من الكافر ,فلا تلازم بين الرضا ولإرادة .

ـ قوله تعالى ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا ﴾ الله فتؤمنوا .

الشكر : هو القيام بطاعة المنعم اعترافاً له بالجميل ,ويكون بالقلب ,واللسان ,والجوارح

ـ بالقلب : أن يؤمن الإنسان بقلبه أن هذه النعم من الله تفضلاً منه.

ـ باللسان : أن يتعبد الله تعالى بكل قول شرعه.

ـ الجوارح أن تظهر عليك أثر النعمة في أفعالك فتقوم بعبادة المنعم عز وجل.

ـ قوله تعالى ﴿ يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ فإذا رضيه فسوف يثيبه.

لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )البينة (7ـ8)(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/ 275ـ281)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ لَا تَحْمِلُ نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا بَلْ كُلٌّ مُطَالَبٌ بِأَمْرِ نَفْسِهِ. (تفسير ابن كثير 4/ 61)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿ وَلا﴾ نافية

ـ قوله تعالى ﴿ وَلا تَزِرُ﴾ لا يلحقها وزر.

ـ قوله تعالى ﴿ وازِرَةٌ﴾ التي تتحمل الإثم وتقوم به.

ـ قوله تعالى ﴿ وِزْرَ أُخْرى﴾ إثم نفس أخرى.

معنى الآية : لا تحمل نفس إثم نفس أخرى .

لقوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) العنكبوت(12) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/278ـ282)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ ﴾ في يوم القيامة.

ـ قوله تعالى ﴿ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ أحاط به علمه، وكتبته عليكم الحفظة الكرام، وشهدت به عليكم الجوارح، فيجازي كلا منكم ما يستحقه.

ـ قوله تعالى ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بنفس الصدور، وما فيها من وصف برٍّ أو فجور.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 666)

                              

* كرم الله وإحسانه لعباده:

لقوله تعالى ﴿ وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ﴾ سورة الزمر ـ8)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

يخبر تعالى عن كرمه بعبده وإحسانه وبره، وقلة شكر عبده، وأنه حين يمسه الضر، أنه يعلم أنه لا ينجيه في هذه الحال إلا اللّه. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 666)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾ عند الحاجة يتضرع وَيَسْتَغِيثُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.

ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ﴾  فِي حَالِ الرَّفَاهِيَةِ ينسى ذلك الدعاء والتضرع. (تفسير ابن كثير 4/ 61)

قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً﴾ شركاء ,والأنداد جمع ند , فيجعلوا لله أنداد في العبادة يعبد هذه الأصنام كما يعبد الله عز وجل .

ـ قوله تعالى ﴿ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ طريقه الموصل إليه

والسبيل يضاف إلى الله ,ويضاف إلى المخلوق :

ـ إلى الله باعتبار أنه هو الذي وضعه وأنه موصل إليه . لقوله تعالى (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ)سورة الزمر:8)

ـ إلى المخلوق باعتبار أنه هو السالك له . لقوله تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ)سورة يوسف :108)

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا﴾ الأمر للتهديد, أي : اكفر وتمتع بالكفر.

ـ قوله تعالى ﴿ إِنَّكَ ﴾ تمتع فمآلك إلى النار.

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ﴾ تطلق على الذين يخلدون في النار .

كقوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) محمد(12) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/285ـ 287)

                              

* بيان عدل الله تعالى :

لقوله تعالى ﴿ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ سورة الزمر(9)

* قال ابن كثير :

يقول عز وجل أَمَّنَ هَذِهِ صِفَتُهُ كَمَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ وَجَعَلَ لَهُ أَنْدَادًا، لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ. (تفسير ابن كثير 4/ 61)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ أَمَّنْ ﴾ الذي هو قانت.

ـ قوله تعالى ﴿ هُوَ قانِتٌ﴾ قائم بوظائف الطاعات

والقنوت يطلق على معان متعددة:

ـ الخشوع.

ـ الدعاء.

ـ دوام الطاعة .

ـ قوله تعالى ﴿ آناءَ اللَّيْلِ ﴾ ساعاته.

ـ قوله تعالى ﴿ ساجِداً وَقائِماً ﴾ في الصلاة  لأن:

ـ السجود شريف بهيئته.

ـ والقيام شريف بذكره.

 ـ قوله تعالى ﴿ يَحْذَرُ الْآخِرَةَ﴾ يخاف عذابها .

ـ قوله تعالى ﴿ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ يرجو أن يرحمه الله

ـ بالنجاة من النار.

ـ وبدخول الجنة .

 ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ﴾ قل يا محمد أو قل من يصح منه الخطاب.

 ـ قوله تعالى ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ القانت والكافر , وهو عام في كل علم ,فلا يستوي العالم والجاهل .

ـ قوله تعالى ﴿  إِنَّما يَتَذَكَّرُ﴾ إنما يتعظ .

 ـ قوله تعالى ﴿ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ الثناء على ذوي العقول حيث جعلهم هم المتذكرين ,المتعظين المنتفعين بما يسمعون . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/288ـ 292)

                             

2) الأحكام الشرعية في الآيات.

* يأمر الله عباده بالطاعة ـ والهجرة ـ والصبر.

لقوله تعالى ﴿ قُلْ يَا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ * ﴾ سورة الزمر (10)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْتِمْرَارِ عَلَى طَاعَتِهِ وَتَقْوَاهُ. (تفسير ابن كثير 4/ 62)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾  قل مناديا لأشرف الخلق، وهم المؤمنون.

ـ قوله تعالى ﴿ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾ آمرا لهم بأفضل الأوامر وهي التقوى.

ـ قوله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ﴾ بعبادة ربهم .

ـ قوله تعالى ﴿ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة ﴾ نفس مطمئنة, وقلب منشرح.

كما قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }سورة النحل 97)

ـ قوله تعالى ﴿ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ﴾ إذا منعتم من عبادته في أرض، فهاجروا إلى غيرها، تعبدون فيها ربكم، وتتمكنون من إقامة دينكم.

ـ قوله تعالى ﴿ ِإنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ ﴾ وهذا عام في جميع أنواع الصبر

ـ الصبر على أقدار اللّه المؤلمة .

ـ والصبر عن معاصيه .

ـ والصبر على طاعته .

ـ قوله تعالى ﴿ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾  بغير حد ولا عد ولا مقدار، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند اللّه. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ666ـ667)

 

                             

* الأمر بإخلاص العبادة لله تعالى :

 لقوله تعالى ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ* قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ﴾ سورة الزمر (11ـ 16)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ﴾ إِنَّمَا أُمِرْتُ بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . (تفسير ابن كثير 4/ 62)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ فلا بد من الإسلام في الأعمال الظاهرة، والإخلاص للّه في الأعمال الظاهرة والباطنة. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنِّي أَخافُ﴾ الخوف المعروف

ـ قوله تعالى ﴿ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ﴾ المعصية معناها المخالفة بأمرين:

ـ إما بترك مأمور

ـ وإما بفعل محذور

ـ قوله تعالى ﴿ عَذابَ يَوْمٍ ﴾ وهو يوم القيامة.

ـ قوله تعالى ﴿ عَظِيمٍ ﴾ لشدته, وشدة ما يكون فيه.

ـ قوله تعالى ﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ ﴾ لا أعبد غير الله.

ـ قوله تعالى ﴿ مُخْلِصاً لَهُ﴾ لا يشوب عبادتي إياه شيء من الشرك.

ـ قوله تعالى ﴿  دِينِي﴾  عملي .

ـ أنواع الأمر:

ـ أمر  يفعل يعبد الله مخلصاً له الدين (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ).

ـ أمر أن يعلن للملأ أنه مخلص وأنه متبرئ من شركه (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) .

ـ قوله تعالى ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ﴾ احتمال تهديد واحتمال تحدياً .

ـ قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ ﴾ هؤلاء الذين خسروا .

 ـ قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ حياته في الدنيا لم يستفيد منها في الآخرة فخسر نفسه وعمره كله هباء منثورا.

ـ قوله تعالى ﴿ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ إن كانوا مؤمنين فهم في الجنة ولن يجتمعوا بهم , وإن كانوا كفار فهم  في النار ولن يجتمعوا بهم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/309ـ311)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ الذي ليس مثله خسران، وهو خسران مستمر، لا ربح بعده، ولا سلامة. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)

 

                             

3) الوعد والوعيد في الآيات.

      * الوعيد في الآية :

ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يَا عِبادِ فَاتَّقُونِ﴾ سورة الزمر(16)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

  ذكر شدة ما يحصل لهم من الشقاء . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمْ﴾ وهم الكفار .

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ من فوق رؤوسهم .

 ـ قوله تعالى ﴿ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ﴾  محيطة بهم وهي طباق من النار .

ـ قوله تعالى ﴿ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ﴾ يغشاهم ويغطيهم . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/314)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ﴾ عذاب أهل النار.

ـ قوله تعالى ﴿ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ جعل ما أعده لأهل الشقاء من العذاب داع يدعو عباده إلى التقوى، وزاجر عما يوجب العذاب. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...