جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3)
قــال تـعــالـى
﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى
اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ
* أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ
أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ * لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ
غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ
اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ * أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ
ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ * أَفَمَنْ
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى
اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * أَفَمَنْ
يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا
مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الزمر (17ـ26)
1) الوعد والوعيد في الآيات:
* الوعد في الآية:
لقوله
تعالى ﴿ وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى
فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ
الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ * أَفَمَنْ
حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ * لكِنِ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ ﴾ سورة الزمر (17ـ20)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
لما ذكر حال المجرمين ذكر حال المنيبين وثوابهم. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا ﴾ ابتعدوا .
ـ قوله تعالى ﴿الطَّاغُوتَ ﴾ كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع من رضي بعبادته
من دون الله.
ـ قوله تعالى ﴿ أَنْ يَعْبُدُوهَا ﴾ هم يعبدون الأصنام بدعائهم لتقربهم إلى الله .
ـ قوله تعالى ﴿ وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ ﴾ أقبلوا إلى الله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/ 315ـ316)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
بعبادته وإخلاص الدين له، فانصرفت دواعيهم من عبادة الأصنام إلى عبادة
الملك العلام، ومن الشرك والمعاصي إلى التوحيد والطاعات. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾ البشرى ما تحصل به البشارة وهي في
الأصل الخبر السار . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/ 316)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
البشرى في الحياة الدنيا:
ـ الثناء الحسن .
ـ والعناية الربانية من اللّه، التي يرون في خلالها،
أنه مريد لإكرامهم في الدنيا والآخرة.
ـ الرؤيا الصالحة.
البشرى في الآخرة:
عند الموت، وفي القبر، وفي القيامة، وخاتمة البشرى ما يبشرهم به الرب
الكريم، من دوام رضوانه وبره وإحسانه وحلول أمانه في الجنة. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 667)
*قال الشيخ محمد العثيمين:
كما قال النبي
ﷺ (تلك
عاجل بشرى المؤمن الرؤية الصالحة يراها أو ترى له) رواه مسلم (2642) وابن ماجه (4225)
وأحمد في مسنده (21417) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
مثل : أن يرى من يبشر بالجنة ,وأن يرى أنه في نعيم وما أشبه ذلك.
كما قال تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ ) يونس: 63
ـ قوله تعالى ﴿ فَبَشِّرْ ﴾ أمر الله النبي ﷺ أن يبشر عباد الله بماذا يبشرهم؟
بالجنة
وبكل ما يسرهم حتى في الدنيا وإن أصيب ببلاء فإنه مسرور ,لأنه إذا أصيب بالبلاء
فصبر كان خيراً له.
ـ قوله تعالى ﴿ عِبادِ ﴾ عباد الله الصالحين ثم بين صفاتهم :
لقوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ﴾ يستمعون القول الحسن ويتبعون الأحسن
منه.
ـ قوله تعالى ﴿ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ وهو ما فيه صلاحهم .
ـ قوله تعالى ﴿ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ ﴾
يشمل هداية الدلالة وهداية التوفيق , يعني بين لهم الحق وعلموه ثم اهتدوا به.
ـ قوله تعالى ﴿ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ
﴾ أصحاب العقول ,فأعقل الناس أتبعهم لدين الله ,كلما كان للحق أتبع كان
أكمل عقلاً. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/316ـ319)
*قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ
﴾ أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على
غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة.
(تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 668)
*قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ أَفَأَنْتَ ﴾ الخطاب للنبي ﷺ .
ـ قوله تعالى ﴿ تُنْقِذُ ﴾ تُنجي.
ـ قوله تعالى ﴿ مَنْ فِي النَّارِ﴾ من عذابها أي من استقر في النار أو من دخل النار
والمعنى
: لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار
,الإنسان لا يمكن أن ينقذ أحداً من النار أبداً ,فإذا كان نبي الله لا يقدر
على ذلك فمن دونه من باب أولى .
ـ قوله تعالى ﴿ لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ﴾
التقوى
هي طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه .
ـ قوله تعالى ﴿ لَهُمْ غُرَفٌ ﴾ جمع غرفة والغرفة هي البناء العالي
,إذا كان في الأسفل يسمى حجرة ,وإذا كان فوق يسمى غرفة .
ـ قوله تعالى
﴿ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ﴾ طبقات قصور عالية شامخة .
ـ قوله تعالى ﴿ مَبْنِيَّةٌ ﴾ من لبنات الذهب والفضة ,ليست ما نشاهده
في الدنيا بل هي أشد وأعظم .
لقوله تعالى (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم
مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)سورة السجدة :17)
الحديث : (جنَّتان من فضَّةٍ آنيتُهما وما فيهما
من فضَّةٍ ، وجنَّتان من ذهبٍ آنيتُهما وما فيهما من ذهبٍ) رواه البخاري (4597) ومسلم (180) من
حديث أبي موسى الشعري رضي الله عنه
ـ قوله تعالى ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا ﴾ تحت هذه الغرف العليا .
ـ قوله تعالى ﴿ الْأَنْهارُ ﴾ جمع نهر وهي أربعة .
لقوله تعالى (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ
ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ
طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ
مُّصَفًّى)سورة
محمد :15)
ـ قوله تعالى ﴿ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ أنجز الله لهم وعده.
ـ قوله تعالى ﴿ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعاد ﴾ أنه لا يخلف ما وعد بشيء آخر لكمال صدقه وكمال قدرته . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/322ـ328 )
قال ابن كثير :
عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْغُرْفَةِ فِي الْجَنَّةِ
كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي أفق السَّمَاءِ»
قَالَ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عياش
فقال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يَقُولُ:
«كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الْأُفُقِ الشَّرْقِيِّ
أَوِ الْغَرْبِيِّ» «أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ وَأَخْرَجَاهُ
أَيْضًا فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري في بدء الخلق باب 8، ومسلم في الجنة حديث
10، 11.(تفسير ابن كثير
4/64)
2) المسائل العقيد في الآيات:
* بيان كمال قدرة الله تعالى.
لقوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً
فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى
لِأُولِي الْأَلْبابِ ﴾ سورة الزمر (21)
*قال ابن كثير :
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ أَصْلَ الْمَاءِ من السماء.(تفسير ابن كثير
4/64)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ مَاءً ﴾ يذكر تعالى أولي الألباب، ما أنزله من السماء من الماء.
ـ قوله تعالى ﴿ فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ﴾ أودعه فيها ينبوعا، يستخرج بسهولة ويسر.
ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهُ ﴾ من بر وذرة، وشعير وأرز، وغير ذلك. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 668)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى
﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾ يبيس.
ـ قوله تعالى ﴿ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ﴾
هذا النبات أصابه ريح أو حر شديد , فتراه مصفراً بعد أن كان أخضر .
ـ قوله تعالى ﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ﴾ فتاتاً متحطماً لأنه إذا يبس تكسر ثم
تحطم . (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/331)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ َّ إِن فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ يذكرون به كمال قدرته، وأنه يحيي الموتى،
كما أحيا الأرض بعد موتها، ويذكرون به أن الفاعل لذلك هو المستحق للعبادة. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 668)
* تفاضل الناس في قبول الحق :
لقوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ
عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ
فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ سورة الزمر :22)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
أفيستوي من شرح اللّه صدره للإسلام، فاتسع لتلقي أحكام اللّه والعمل بها،
منشرحا قرير العين، على بصيرة من أمره، كمن ليس كذلك. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 668)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ ﴾ الهمزة للاستفهام ,نفي التساوي بين من شرح الله صدره للإسلام ,ومن
لم يشرح لأن الاستفهام بمعنى النفي.
ـ قوله تعالى ﴿ شَرَحَ اللَّهُ ﴾ وسع .
ـ قوله تعالى ﴿ صَدْرَهُ ﴾ علامة شرح الصدر قبول الخبر وتصديقه
,قبول الأمر وامتثاله ,قبول النهي واجتنابه لا يكون عنده تردد .
ـ قوله تعالى ﴿ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ يشمل نور الدنيا ونور الآخرة .
ـ قوله تعالى ﴿ فَوَيْلٌ ﴾ الوعيد الشديد لمن قسى قلبه .
ـ قوله تعالى ﴿ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ القاسي ضد اللين , واللين قلب المؤمن
,والقاسي قلب الكافر .
ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ هؤلاء لا يريدون ذكر الله ,فإذا كرهوا ذكر الله قسى القلب عقوبة لهم . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/332ـ333)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ وأي ضلال أعظم من ضلال من أعرض عن وليه؟
وقسا قلبه عن ذكره، وأقبل على كل ما يضره؟ (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 668)
* أثر القرآن العظيم في القلوب :
لقوله تعالى ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ
ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ
هادٍ ﴾ سورة الزمر: 23)
* قال ابن كثير :
هَذَا مَدْحٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِكِتَابِهِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ
الْمُنَزَّلِ عَلَى رَسُولِهِ الْكَرِيمِ. (تفسير
ابن كثير 4/65)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ أحسن :اسم تفضيل من الحسن ,والقرآن
يتضمن حسن الأسلوب وحسن الموضوع .
ـ قوله تعالى ﴿ كِتاباً ﴾ بمعنى مكتوب فالقرآن مكتوب في اللوح
المحفوظ ,وفي الصحف التي بأيدي الملائكة ,وفي الصحف التي بأيدينا .
ـ قوله تعالى ﴿ مُتَشابِهاً ﴾ يشبه بعضه بعضا في الكما ل, والجودة,
وحسن الموضوع ,لا تجده متناقضاً أبداً, ولا تجده مختلفاً أبداً.
ـ قوله تعالى ﴿ مَثَانِيَ ﴾ مأخوذ من التثنية , يعني القرآن مثاني ,
إذا ذكرت النار ذكر
بعدها الجنة ,وإذا ذكر اهل النار ذكر بعدها أهل الجنة وهذا من أسلوب البلاغة
التامة. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/337ـ338 )
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ولما كان القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثَّر في قلوب أولي الألباب
المهتدين. (تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 669)
* قال الشيخ محمد العثيمين:
ـ قوله تعالى ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُود ﴾ ترتعد عندما تسمع آيات الوعيد والتخويف.
ـ قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾ يخافونه مع العلم بعظمته وجلاله ,لأن
الخشية لا تكون إلا بعلم.
ـ قوله تعالى
﴿ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ تطمئن وتهدأ إلى ذكر الله أي منقادة
إلى ذكره . (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 8/ 340)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ ﴾ القرآن الذي وصفناه لكم.
ـ قوله تعالى ﴿ هُدَى اللَّهِ ﴾ الذي لا طريق يوصل إلى اللّه إلا منه.
ـ قوله تعالى ﴿ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
﴾ ممن
حسن قصده.
ـ قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ
هَادٍ ﴾ لأنه
لا طريق يوصل إليه إلا توفيقه والتوفيق للإقبال على كتابه، فإذا لم يحصل هذا، فلا سبيل
إلى الهدى، وما هو إلا الضلال المبين والشقاء. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 669)
3) الوعد والوعيد في الآيات:
* الوعيد في
الآية :
لقوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ
وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ * كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ
الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ
﴾ سورة
الزمر (24ـ26)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
ـ قوله تعالى ﴿ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ
يَوْمَ الْقِيامَةِ ﴾ الاستفهام للنفي , لا يستوي من يتقي
بوجهه سوء العذاب مع من آمن من العذاب ,ولم يتقه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/347)
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
ـ قوله تعالى ﴿ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ﴾ أنفسهم، بالكفر والمعاصي.
ـ قوله تعالى ﴿ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ توبيخا وتقريعا.
ـ قوله تعالى ﴿ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ من الأمم كما كذب هؤلاء.
ـ قوله تعالى ﴿ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا
يَشْعُرُونَ ﴾ جاءهم في غفلة . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ
عبدالرحمن السعدي صـ 669)
* قال الشيخ محمد العثيمين :
هذا أشد وأبلغ من أن يأتيهم العذاب وهم على أُهبة الاستعداد له .
ـ قوله تعالى ﴿ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ ﴾ مسهم به حتى كأنهم طعموه وذاقوه بذلك العذاب
ـ قوله تعالى ﴿ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
الذل
,والهوان ,والمسخ ,والقتل ,وغيره
ـ قوله تعالى ﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ المكذبون .
ـ قوله تعالى
﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ عذابها على ما كذبوا. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
8/347ـ348)
صل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين