الجمعة، 4 يونيو 2021

 

جزء الخامس والعشرون سورة الشورى (5)

قــال تـعــالـى

﴿ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ * وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ * وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ * وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ * وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ * فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ٌ سورة الشورى (29ـ 39)

                                       

1) المسائل العقيدة في الآيات.

    * بيان قدرة الله تعالى

لقوله تعالى﴿ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ﴾ سورة الشورى :29

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿وَمِنْ آياتِهِ العلامات الدالة على كمال قدرته وكمال سلطانه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/540)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ على عظمهما وسعتهما، الدال على قدرته وسعة سلطانه.

ـ قوله تعالى ﴿ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا﴾ نشر في السماوات والأرض من أصناف الدواب التي جعلها اللّه مصالح ومنافع لعباده.(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 705)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ دابَّةٍ﴾ هي كل ما يدب على الأرض من الإنسان وغيره ,فهو من آيات الله.

ـ قوله تعالى ﴿ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ﴾ جمع هذه الدواب يوم الحساب.

 ـ قوله تعالى ﴿ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ﴾ الله قادر على كل شيء على الذي يشاؤه ,والذي لا يشاؤه وهذا من تمام قدرته الله تعالى . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/541ـ542ـ543)

                      

* المصائب تكفر الذنوب :

لقوله تعالى ﴿ وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ سورة الشورى:30)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿ وَما أَصابَكُمْ﴾ خطاب للمؤمنين.

ـ قوله تعالى ﴿ مِنْ مُصِيبَةٍ ﴾ بلية وشدة

ـ قوله تعالى ﴿ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ كسبتم من الذنوب ,لكنه عبر بالأيدي ,لأن أكثر الأفعال تزاول بها .

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ :

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا» « أخرجه البخاري في المرضى باب 1، ومسلم في البر حديث 52.

ـ قوله تعالى ﴿ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ فلا يجازى عليه ,

ـ أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة.

ـ أما الكفار ليسوا أهلا للعفو. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/543ـ544ـ546ـ547)

                         

2) الوعد والوعيد في الآيات:

    * الوعيد في الآية:

لقوله تعالى ﴿ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ سورة الشورى :31

* قال الشيخ محمد العثيمين:

   تهديد المشركين بعذاب الله وأن الله إذا أراده لم يعجزه . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/548)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ أنتم عاجزون في الأرض، ليس عندكم امتناع عما ينفذه اللّه فيكم.

ـ قوله تعالى ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾ يتولاكم، فيحصل لكم المنافع.

 ـ قوله تعالى ﴿وَلَا نَصِيرٍ﴾ يدفع عنكم المضار. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 705)

                       

3) المسائل العقيدة في الآيات:

* آيات الله الدالة على قدرته ورحمته:

لقوله تعالى ﴿ وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ * وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ سورة الشورى (32ـ 35)

* قال ابن كثير :

من آياته الدالة على قدرته الباهرة وَسُلْطَانِهِ تَسْخِيرُهُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ فِيهِ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَهِيَ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْجِبَالِ. (تفسير ابن كثير 4/147)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿ وَمِنْ آياتِهِ﴾ من أدلة رحمته وعنايته بعباده .

ـ قوله تعالى  ﴿الْجَوَار فِي الْبَحْرِ﴾ من السفن.

ـ قوله تعالى ﴿ كَالْأَعْلَامِ﴾ وهي الجبال الكبار. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 705)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ ﴾ لَوْ شَاءَ لَسَكَّنَهَا حَتَّى لَا تَتَحَرَّكَ السفن.

ـ قوله تعالى ﴿ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ ﴾ بل تبقى رَاكِدَةً لَا تَجِيءُ وَلَا تَذْهَبُ بَلْ وَاقِفَةً

ـ قوله تعالى ﴿ عَلَى ظَهْرِهِ ﴾ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ.(تفسير ابن كثير 4/147)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

الأحوال ثلاث:

ـ إما رياح طيبة تسير بها السفينة على ما ينبغي .

ـ وإما رياح عاصفة تغرق السفينة .

ـ وإما سكون تقف رواكد على ظهر البحر.

ـ قوله تعالى ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ﴾ باعتبار السفن الكثيرة التي تجري في البحر.

 ـ قوله تعالى ﴿ لِكُلِّ صَبَّارٍ ﴾ كثير الصبر

 ـ قوله تعالى ﴿ شَكُورٍ ﴾ كثير الشكر.

هذه السفن إن جرت على ما ينبغي فوظيفة الإنسان الشكر , وإن جرت على مالا ينبغي فوظيفة الإنسان الصبر.

ـ قوله تعالى ﴿ أَوْ يُوبِقْهُنَّ ﴾ يغرقهن.

ـ قوله تعالى ﴿ بِما كَسَبُوا ﴾ بسبب كسبهم , المعاصي وذلك بترك الواجبات أو بفعل المحرمات.

ـ قوله تعالى ﴿ وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ﴾ يعفو عن كثير من الذنوب فلا يعاقب عليها ,ويعفو عن كثير منها فلا يغرق أهلها. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/549ـ550)

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ قوله تعالى ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ ليبطلوها بباطلهم.

ـ قوله تعالى ﴿ مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ لا ينقذهم منقذ مما حل بهم من العقوبة. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 705)

 

                         

* ما عند الله خير وأبقى.

لقوله تعالى ﴿ فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾  سورة الشورى (36ـ39)

* قال ابن كثير :

يقول تعالى محقرا لشأن الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ والنعيم الفاني

ـ قوله تعالى ﴿ فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ مَهْمَا حَصَلْتُمْ وَجَمَعْتُمْ.

ـ قوله تعالى ﴿ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ دَارٌ دَنِيئَةٌ فَانِيَةٌ زَائِلَةٌ لَا مَحَالَةَ .

ـ قوله تعالى ﴿ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾ ثواب الله تعالى خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ بَاقٍ سَرْمَدِيٌّ .

ـ قال تعالى ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ لِلَّذِينَ صَبَرُوا عَلَى تَرْكِ الْمَلَاذِّ فِي الدُّنْيَا .

ـ قوله تعالى ﴿ وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ لِيُعِينَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ فِي أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ وَتَرْكِ المحرمات.(تفسير ابن كثير 4/ 148)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ ﴾ بعدهم عن كبائر الذنوب والفواحش.

ـ قوله تعالى ﴿ كَبائِرَ الْإِثْمِ﴾ الكبائر: ما رتب عليه عقوبة خاصة.

كقول النبي ﷺ:

(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ) صحيح البخاري: 5976

ـ قوله تعالى ﴿ وَالْفَواحِشَ ﴾ هي موجبات الحدود . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 9/557)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ وَإِذا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ سَجِيَّتُهُمْ تَقْتَضِي الصَّفْحَ وَالْعَفْوَ عَنِ النَّاسِ.

ـ قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ ﴾ اتَّبَعُوا رُسُلَهُ وَأَطَاعُوا أَمْرَهُ وَاجْتَنَبُوا زَجْرَهُ

ـ قوله تعالى ﴿ وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾ أَقامُوا الصَّلاةَ وَهِيَ أَعْظَمُ الْعِبَادَاتِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

ـ قوله تعالى ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ ﴾ لَا يُبْرِمُونَ أَمْرًا حَتَّى يَتَشَاوَرُوا فِيهِ .

ـ قوله تعالى ﴿ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ بالإحسان إلى خلق الله.

ـ قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ فِيهِمْ قُوَّةُ الِانْتِصَارِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَاعْتَدَى عَلَيْهِمْ .(تفسير ابن كثير 4/ 148)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...