الجمعة، 2 أبريل 2021


جزء الأحقاف سورة الفتح (6)

قــال تـعــالـى

(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً * لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً * مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)سورة الفتح (26ـ 29)

                                                  

1) مسائل العقيدة في الآيات.

     * الالتزام بأوامر الله وتعظيم حرماته :

في قوله تعالى (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً )(سورة الفتح:26)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾

ـ حيث أنفوا من كتابة ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾

ـ وأنفوا من دخول رسول الله ﷺ والمؤمنين إليهم في تلك السنة

 لئلا يقول الناس: دخلوا مكة قاهرين لقريش ,وهذه الأمور ونحوها من أمور الجاهلية.

ـ قوله تعالى ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ فلم يحملهم الغضب على مقابلة المشركين بما قابلوهم به، بل صبروا لحكم الله، والتزموا الشروط التي فيها تعظيم حرمات الله .

ـ قوله تعالى ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ هي لا إله إلا الله وحقوقها، ألزمهم القيام بها، فالتزموها وقاموا بها.

ـ قوله تعالى ﴿وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا ﴾ من غيرهم.

ـ قوله تعالى ﴿و أَهْلَها ﴾الذين استأهلوها لما يعلم الله عندهم وفي قلوبهم من الخير . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/119)

ـ قوله تعالى ﴿وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ هُوَ عَلِيمٌ بِمَنْ يستحق الخير ممن يَسْتَحِقُّ الشَّرَّ.(تفسير ابن كثير 4/ 246)

                           

 

      * رؤيا الأنبياء حـق كما في الآية:

في قوله تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً)سورة الفتح (27ـ28)

   * أقسام الرؤيا:

 قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من وحي الشيطان:

 وهي الحلم، وهذه غالباً ما تكون فيما يحزنُ الإنسان ، فيضربُ الشيطان للنائم أمثالاً تزعجه، وهذا من الشيطان .

القسم الثاني: رؤيا هي حديث النفس:

 يعني الإنسان يهتمُّ بشيءٍ وبشغلُ باله في اليقظة فيراهُ في المنام, فهذا نُسميه حديث النفس، وهو يكونُ مطابقاً للواقع، ومعلوم أن هذا لا يضر.

القسم الثالث: رؤيا حق:

 وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَديثِ ابْنِ مُسْهِرٍ :

(الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ). (صحيح مسلم  : 2263 | فتاوى نور على الدرب الشيخ محمد العثيمين )

 وعن أبي هريرةَ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول:

 «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُبُوَّة إِلاَّ المبُشِّراتُ». قالوا: وَمَا المُبشِّراتُ؟ قَالَ: «الُّرؤْيَا الصَّالِحةُ».( رواه البخاري. (6990)

 وعنه أنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ:

« إذا قرُبَ الزمانُ لم تَكَدْ رُؤيا المؤمنِ تَكذِبُ وأصدقُهم رُؤْيا أصدقُهم حديثًا ورُؤيا المؤمنِ جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النُّبُوَّةِ » أخرجه البخاري (7017)، ومسلم (2263) بنحوه، وابن ماجه (3917) واللفظ له

* قال ابن كثير :

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رأى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ دَخَلَ مَكَّةَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا سَارُوا عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ لَمْ يَشُكَّ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَا تَتَفَسَّرُ هَذَا الْعَامَ فَلَمَّا وَقَعَ مَا وَقَعَ مِنْ قَضِيَّةِ الصُّلْحِ وَرَجَعُوا عَامَهُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَعُودُوا مِنْ قَابَلَ .

وَقَعَ في نفوس بعض الصحابة رضي الله عنهم مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ

 حَتَّى سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ أَفَلَمْ تَكُنْ تُخْبِرُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟

قَالَ: «بَلَى أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ عَامَكَ هَذَا؟» قَالَ : لَا

قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَوِّفٌ بِهِ»(تفسير ابن كثير 4/254)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ﴾ لا بد من وقوعها وصدقها.

ـ قوله تعالى ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ لتعظيم هذا البيت الحرام، وأدائكم للنسك، وتكميله بالحلق والتقصير.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/119)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿ لَا تَخافُونَ﴾ أَثْبَتَ لَهُمُ الْأَمْنَ حَالَ الدُّخُولِ وَنَفَى عَنْهُمُ الْخَوْفَ.

ـ قوله تعالى ﴿ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ﴾  فعلم الله عز وجل مِنَ الْخِيَرَةِ وَالْمَصْلَحَةِ فِي صَرْفِكُمْ عَنْ مَكَّةَ ودخولكم إليها عامكم ذلك ما لم تعلموه .

ـ قوله تعالى ﴿ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ ﴾ قَبْلَ دُخُولِكُمُ .

ـ قوله تعالى ﴿ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ وَهُوَ الصُّلْحُ الَّذِي كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَعْدَائِكُمْ مِنَ المشركين.(تفسير ابن كثير 4/257ـ258)

                          

* دين الإسلام شامل جميع الأديان:

في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً )(سورة الفتح:28)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى﴾ الذي هو العلم النافع، الذي يهدي من الضلالة، ويبين طرق الخير والشر.

ـ قوله تعالى ﴿وَدِينِ الْحَقِّ﴾ الدين الموصوف بالحق، وهو العدل والإحسان والرحمة.

ـ قوله تعالى ﴿لِيُظْهِرَهُ بما بعثه الله به بالحجة والبرهان.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/120)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى ﴿عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ جَمِيعِ الْأَدْيَانِ مِنْ سَائِرِ أَهْلِ الْأَرْضِ مَنْ عَرَبٍ وَعَجَمٍ .

ـ قوله تعالى ﴿وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً ﴾  أنه رسوله وهو ناصره، والله سبحانه وتعالى أعلم.(تفسير ابن كثير 4/ 258)


 

                          

* فضل الصحابة رضوان الله عليهم:


في قوله تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)سورة الفتح (29)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

يخبر تعالى عن رسوله ﷺ وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال.

 * معاملتهم مع الكفار:

ـ قوله تعالى ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ جادون ومجتهدون في عداوتهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم.

* معاملتهم مع المؤمنين :

ـ قوله تعالى ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه.

* معاملتهم مع الخالق:

ـ قوله تعالى ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.

ـ قوله تعالى ﴿يَبْتَغُونَ﴾ بتلك العبادة .

ـ قوله تعالى ﴿فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ هذا مقصدهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.

* آثار العبادة فيهم:

ـ قوله تعالى ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ قد أثرت العبادة ,من كثرتها وحسنها, في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بواطنهم، استنارت ظواهرهم.

ـ قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾ هذا وصفهم الذي وصفهم الله به، مذكور بالتوراة هكذا.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 120)

                                                  


2) الأمثال القرآنية :

* مثل موازرة الصحابة في الدعوة كالشط على الزرع:

* قال الشيخ محمد العثيمين:

الصحابة هم كالزرع في قوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه .

وكون الصغير والمتأخر إسلامه ,قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على إقامة دين الله والدعوة إليه ,كالزرع الذي أخرج شطأه ,فآزره فاستغلظ.

 ـ قوله تعالى ﴿ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ﴾ في كمالهم وتعاونهم.

ـ قوله تعالى ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ﴾ أخرج فراخه، فوازرته فراخه في الشباب والاستواء.

ـ قوله تعالى ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ ذلك الزرع : قوي وغلظ .

ـ قوله تعالى ﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾ جمع ساق.

ـ قوله تعالى ﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ من كماله واستوائه، وحسن اعتداله.

 ـ قوله تعالى (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم .

ـ قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) فالصحابة الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح ,قد جمع الله لهم بين المغفرة والاجر العظيم في الدنيا والآخرة .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/120ـ121)

تم بحمد الله تفسير سورة الفتح

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...