الجمعة، 22 يناير 2021


جزء الذاريات سورة الواقعة (2)

قـــال تــعــالــى

(وَأَصْحابُ الشِّمالِ مَا أَصْحابُ الشِّمالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ ءابآؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ * نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * ءأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * ءأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * ءأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * ءأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئونَ * نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)سورة الواقعة (41ـ 74)

                                                    

1) الوعد والوعيد في الآيات .

     * الوعيد في الآية:

في قوله تعالى (وَأَصْحابُ الشِّمالِ مَا أَصْحابُ الشِّمالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ *وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ *وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ  * أَوَ ءابآؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ)سورة الواقعة (41ـ 56)

  * قال ابن كثير :

لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ عَطَفَ عَلَيْهِمْ بذكر أصحاب الشمال.

ـ قوله تعالى (وَأَصْحابُ الشِّمالِ مَا أَصْحابُ الشِّمالِ) أَيُّ شَيْءٍ هُمْ فِيهِ أَصْحَابُ الشِّمَالِ؟

ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ:

ـ قوله تعالى (فِي سَمُومٍ) وَهُوَ الْهَوَاءُ الْحَارُّ .

ـ قوله تعالى (وَحَمِيمٍ) وَهُوَ الْمَاءُ الْحَارُّ .

ـ قوله تعالى (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ظِلُّ الدُّخَانِ، وَهُوَ الدُّخَّانُ الْأَسْوَدُ.

ـ قوله تعالى (لَا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) أَيْ لَيْسَ طَيِّبَ الْهُبُوبِ وَلَا حَسَنَ الْمَنْظَرِ.

ـ قوله تعالى (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ) أَيْ كَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنْيَا مُنَعَّمِينَ مُقْبِلِينَ عَلَى لَذَّاتِ أنفسهم لا يلوون مَا جَاءَتْهُمْ بِهِ الرُّسُلُ .

ـ قوله تعالى (وَكانُوا يُصِرُّونَ )  يقيمون وَلَا يَنْوُونَ تَوْبَةً .

ـ قوله تعالى (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) وَهُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ وَجَعْلُ الْأَوْثَانِ وَالْأَنْدَادِ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ.

 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحِنْثِ الْعَظِيمِ: الشِّرْكُ.

ـ قوله تعالى (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ ءابآؤُنَا الْأَوَّلُونَ) يَعْنِي أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ مُكَذِّبِينَ بِهِ مُسْتَبْعِدِينَ لِوُقُوعِهِ.

ـ قوله تعالى (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) أَخْبِرْهُمْ يَا مُحَمَّدُ أَنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيُجْمَعُونَ إِلَى عرصات القيامة لا يغادر منهم أحدا.

ـ قوله تعالى (لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) هُوَ موقت بوقت محدود، لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ وَلَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ.(تفسير ابن كثير 4/376)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { ثُمَّ إِنَّكُمْ } أي بعد البعث .

ـ قوله تعالى { أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ } الضالون في العمل فهم لا يعملون المكذبون للخبر فهم لا يصدقون .

ـ قوله تعالى {لَآكِلُونَ } آكلون من شجر، وهذا الشجر نوعه من زقوم.

ـ قوله تعالى { مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ } سمي زقوماً لأن الإنسان إذا أكله يتزقمه تزقماً، لشدة بلعه لا يبتلعه – والعياذ بالله.

ـ قوله تعالى { فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } أي: أنهم يملؤون البطون من هذا الشجر، مع أن هذا الشجر مرّ خبيث الرائحة، كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه على تكره.

ـ قوله تعالى { فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ } يشربون ماءً حارًّا بعد أن يستغيثوا مدة طويلة.

ـ قوله تعالى { فَشارِبُونَ شُرْبَ } أي: شرب الإبل.

ـ قوله تعالى { الْهِيمِ } جمع هائمة، أنها شديدة العطش لا يرويها الشيء القليل، فيملؤون بطونهم .

ـ قوله تعالى { هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } أي: هذه ضيافتهم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/276)

                           

 

2) مسائل العقيدة في الآيات.

   * الرد على منكري البعث يوم القيامة :

في قوله تعالى (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ) سورة الواقعة (57)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تعالى مقررا للمعاد، ورادا عَلَى الْمُكَذِّبِينَ بِهِ مِنْ أَهْلِ الزَّيْغِ، وَالْإِلْحَادِ من الذين قالوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءنَّا لَمَبْعُوثُونَ, وَقَوْلُهُمْ ذَلِكَ صَدَرَ مِنْهُمْ عَلَى وجه التكذيب والاستبعاد.

ـ قوله تعالى (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ)   نَحْنُ ابْتَدَأْنَا خَلْقَكُمْ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُونُوا شَيْئًا مَذْكُورًا أليس الَّذِي قَدَرَ عَلَى الْبَدَاءَةِ بِقَادِرٍ عَلَى الْإِعَادَةِ بِطَرِيقِ الأولى والأحرى؟

ـ قوله تعالى (فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ) فَهَلَّا تُصَدِّقُونَ بِالْبَعْثِ! (تفسير ابن كثير 4/377)

                           

 

* الرد على منكري البعث في خلق الخلق.

في قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * ءأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ) سورة الواقعة (58ـ 62)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ } أخبروني عن هذا المني الذي يخرج منكم,

فيخرج من بين الصلب والترائب، وهو الذي يخلقه في الرحم خلقاً من بعد خلق.

 ـ قوله تعالى { ءأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ }

هل أنتم تخلقونه أم الله؟

والجواب: الله هو الذي يخلقه.

ـ قوله تعالى { نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ } قضيناه بينكم.

ـ قوله تعالى { وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ } لا أحد يسبقنا فيمنعنا أن نبدل أمثالكم، بل نحن قادرون على ذلك.

ـ قوله تعالى { وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ } وسوف يبدل الله تعالى أمثالنا وينشأنا خلقاً آخر وذلك يوم القيامة.

ـ قوله تعالى { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى } وهي أنكم نشأتم في بطون أمهاتكم وأخرجكم الله من العدم .

ـ قوله تعالى { فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ } فهلا تذكرون وتتعظون.

وهذا دليل عقلي من الله يعرضه على عباده

ومعناه: إنا بدأناكم أول مرة ، فلسنا بمسبوقين على أن نعيدكم ثاني مرة.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/276ـ 277)

                                

 

* الرد على منكري البعث في زراعة الحرث.

في قوله تعالى(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ *  ءأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) سورة الواقعة (63ـ 67)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ *  ءأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } أخبروني أيها المكذبون بالبعث عن الذي تزرعونه بالحرث:

هل أنتم الذين تخرجونه زرعاً بعد الحب أم نحن الزارعون؟

الجواب: بل أنت يا ربنا، أنت الذي تزرعه.

فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعاً، ولا هذه النواة حتى تكون نخلاً، إلا الله عز وجل.

ـ قوله تعالى { لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً } بعد أن يخرج ويكون زرعاً وتتعلق به النفوس يجعله الله تعالى حطاماً، فهو أشد حسرة .

ـ قوله تعالى { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } أي: تتفكهون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم.

ـ قوله تعالى { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } أي لحقنا الغرم بهذا الزرع الذي صار حطاماً.

ـ قوله تعالى { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } حرمنا هذا الزرع، وصار حطاماً ففقدناه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/276ـ 277)

                           

* الرد على منكري البعث في وجود الماء.

في قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * ءأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)سورة الواقعة (68ـ 70)

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى{ أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ } .أخبرونا عنه من الذي خلقه؟ من الذي أوجده.

ـ قوله تعالى{ ءأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ }

هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من السحاب أم نحن المنزلون؟

الجواب: هو الله عز وجل .

 لأنه يرسل إلينا السحاب فينزل المطر ويسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض، ويستخرج من الآبار، ويجري من العيون.

ـ قوله تعالى{ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً } جعلناه مالحاً، كريه الطعم لا يمكن أن يشرب.

لأن كونهم ينظرون إلى الماء رأي العين ولكن لا يمكنهم شربه، أشد حسرة مما لو لم يكن موجوداً.

ـ قوله تعالى { فَلَوْلا تَشْكُرُونَ } فهلا تشكرون الله على إنزاله من المزن، وعلى كونه سائغاً عذباً لذيذ الطعم سريع الهضم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/277ـ278)

                           


* الرد على منكري البعث في وجود النار.

في قوله تعالى( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * ءأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئونَ * نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)سورة الواقعة (71ـ 74)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى { أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ } أي: توقدون.

ـ قوله تعالى { ءأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئونَ } والجواب: بل أنت يا ربنا.

 وشجرة النار ، يسمى المرخ والعفار، وهذا الشجر له خاصية إذا ضرب بشيء ينقدح مع المماسة، اشتعل ناراً

هذه النار التي نوقدها، وننتفع بها أنشأها الله عز وجل

ـ قوله تعالى { نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً } تذكر هذه النار بنار الآخرة.

ـ قوله تعالى { وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ } أي: للمسافرين يتمتعون بالنار بالتدفئة، والدلالة على المكان.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/278)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«نَارُ بَنِي آدَمَ الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةٌ، فَقَالَ:

«إنها قد فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا»

« رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ وَفِي لَفْظٍ

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حرها»

 أخرجه الترمذي في جهنم باب 7، ومالك في جهنم حديث 51، والبخاري في بدء الخلق 10، ومسلم في الجنة حديث 30.أخرجه مسلم في الجنة حديث 31.

ـ قوله تعالى( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ) أن الله منزه عن كل عيب ونقص.

 ـ قوله تعالى( الْعَظِيمِ ) ذو العظمة البالغة . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/278)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...