جزء تبارك (سورة الجن (2)

قــــال تــــعــــالــــى

(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً * وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً * وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً * وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً * قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً *  قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً * حَتَّى إِذا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً * قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً * عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً  * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) سورة الجن (11ـ28)

                                                 

* مسائل العقيدة في الآيات:

5) وجود الجن أنهم مكلفون مجازون بأعمالهم:

(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً * وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً)سورة الجن ( 11ـ 17)

ـ قال تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً )

* قال ابن كثير :

يقول تعالى مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ أَنَّهُمْ قَالُوا مُخْبِرِينَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ أَيْ غَيْرُ ذَلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أَيْ طَرَائِقَ مُتَعَدِّدَةً مُخْتَلِفَةً وَآرَاءَ مُتَفَرِّقَةً .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أَيْ مِنَّا الْمُؤْمِنُ وَمِنَّا الْكَافِرُ.

ـ قوله تعالى( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً )

أَيْ نَعْلَمُ أَنَّ قُدْرَةَ اللَّهِ حَاكِمَةٌ عَلَيْنَا وَأَنَّا لَا نُعْجِزُهُ فِي الْأَرْضِ، وَلَوْ أَمْعَنَّا فِي الْهَرَبِ فَإِنَّهُ عَلَيْنَا قَادِرٌ لَا يُعْجِزُهُ أَحَدٌ مِنَّا . .(تفسير ابن كثير 4/552ـ 553)

ـ قوله تعالى  (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً)

 * قال الشيخ محمد العثيمين:

وهو القرآن الكريم ,الهادي إلى الصراط المستقيم وعرفنا هدايته وإرشاده ,أثر في قلوبنا .

ف(آمَنَّا بِهِ).ثم ذكروا ما يرغب المؤمن 

(فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ) إيماناّ صادقاّ

(فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) أي: لا نقصاّ ولا طغياناّ ولا أذى يلحقه , وإذا سلم من الشر حصل له الخير ,فالإيمان سبب داع إلى حصول كل خير وانتفاء كل شر.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 384)

ـ قوله تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً * وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً)

* قال ابن كثير:

(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) أَيْ مِنَّا الْمُسْلِمُ وَمِنَّا الْقَاسِطُ ، وَهُوَ الْجَائِرُ عَنِ الْحَقِّ النَّاكِبُ عَنْهُ، بِخِلَافِ الْمُقْسِطِ فَإِنَّهُ الْعَادِلُ .

(فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) أَيْ طَلَبُوا لِأَنْفُسِهِمُ النَّجَاةَ .

(أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) أَيْ وَقُودًا تُسَعَّرُ بهم.(تفسير ابن كثير4/ 553)

(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ )

* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ يَعْنِي بِالِاسْتِقَامَةِ الطَّاعَةَ « تفسير الطبري 12/ 268. »

* قال الشيخ محمد العثيمين :

(لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً) أي: هنيئاّ مريئاّ ,ولم يمنعهم ذلك إلا ظلمهم وعدوانهم.

(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) لنختبرهم فيه ونمتحنهم ليظهر الصادق من الكاذب

(وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) أي: من أعرض عن ذكر الله ,الذي هو كتابه ,فلم يتبعه وينقد له , بل غفل عنه ولهى .

(يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) أي: شديداّ بليغاّ.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 384)

                          

6) من الشرك الدعاء لغير الله:

في قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً * وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً * قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً  * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً * حَتَّى إِذا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) سورة الجن (18ـ 24)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

ـ قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) أي: لادعاء عبادة , ولا دعاء مسألة , فإن المساجد التي هي أعظم محال العبادة مبنية على الإخلاص لله, والخضوع لعظمته ,والاستكانة لعزته .

ـ قوله تعالى (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) أي: يسأله ويتعبد له ويقرأ القرآن كاد الجن من تكاثرهم عليه. 

ـ قوله تعالى (لِبَداً) أي: متلبدين متراكمين حرصاّ على سماع ما جاء به من الهدى

ـ قوله تعالى (قُلْ ) لهم يا أيها الرسول! مبيناّ حقيقة ما تدعو إليه.

ـ قوله تعالى (إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) أي: أوحده وحده لا شريك له, وأخلع ما دونه من الأنداد والأوثان ,وكل ما يتخذه المشركون من دونه .

ـ قوله تعالى (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) فإني عبد ليس لي من الأمر ولا من التصرف شيء.

ـ قوله تعالى (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي: لا أحد أستجير به ينقذني من عذاب الله ,وإذا كان الرسول الذي هو أكمل الخلق ,لا يملك ضراّ ولا رشداّ , ولا يمنع نفسه من الله شيئاّ إن أراده بسوء ,فغيره من الخلق من باب أولى وأحرى .

ـ قوله تعالى (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي: ملجأ ومنتصرا.

ـ قوله تعالى (إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ) أي: ليس لي مزية على الناس, إلا أن الله خصني بإبلاغ رسالاته ودعوة الخلق إلى الله , وبهذا تقوم الحجة على الناس .

ـ قوله تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) وهذا المراد به المعصية الكفرية , كما قيدتها النصوص الآخر المحكمة

وأما مجرد المعصية ,فإنه لا يوجب الخلود في النار ,كما دلت على ذلك آيات القرآن ,والأحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم , وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 10/ 385)

ـ قوله تعالى (حَتَّى إِذا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً)

* قال ابن كثير:

أي: أَيْ حَتَّى إِذَا رَأَى هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مَا يُوعِدُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَسَيَعْلَمُونَ يَوْمَئِذٍ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا، هُمْ أَمِ الْمُؤْمِنُونَ الْمُوَحِّدُونَ لله تعالى، أي بل المشركون لَا نَاصِرَ لَهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ وَهُمْ أَقَلُّ عَدَدًا من جنود الله عز وجل. (تفسير ابن كثير 4/ 555)

 

                                               

  7) علم الله شامل  الأمور الغيبية:

في قوله تعالى( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً * عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً  * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) سورة الجن (25ـ 28)

* قال ابن كثير :

يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ لِلنَّاسِ إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُ بِوَقْتِ السَّاعَةِ وَلَا يَدْرِي أَقَرِيبٌ وَقْتُهَا أَمْ بَعِيدٌ.

ـ قوله تعالى (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً) أَيْ مُدَّةً طَوِيلَةً.

ـ قوله تعالى (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ وَالشَّهَادَةَ وَإِنَّهُ لَا يَطَّلِعُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا مما أطلعه تعالى عليه.

ـ قوله تعالى (إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) أي: وَهَذَا يَعُمُّ الرسول الملكي والبشري.

فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به, وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم ,فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحداّ من الخلق , وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته , من غير أن تتخبطهم الشياطين , ولا يزيدوا فيه أو ينقصوا .

ـ قوله تعالى (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) أي: يخصه بِمَزِيدِ مُعَقِّبَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَيُسَاوِقُونَهُ عَلَى مَا مَعَهُ مِنْ وَحْيِ اللَّهِ.

ـ قوله تعالى (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ ) أَنَّهُ يَحْفَظُ رُسُلَهُ بِمَلَائِكَتِهِ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ أَدَاءِ رسالاته ويحفظ ما ينزله إِلَيْهِمْ مِنَ الْوَحْيِ لِيَعْلَمَ أَنَّ قَدْ أَبْلَغُوا رسالات ربهم.

ـ قوله تعالى (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ) بِأَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ كَوْنِهَا قَطْعًا لَا مَحَالَةَ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَ هَذَا وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً.(تفسير ابن كثير 4/ 556ـ 557)

تم بحمد الله تفسير سورة الجن

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين