الجمعة، 21 أغسطس 2020



تفسير جزء عم (سورة عبس:2)

قــال تــعــالــى

 (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ *كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة عبس (17ـ 32)

                                            

1) مسائل العقيدة في الآيات:

     * ذم منكر البعث والنشور.

في قوله تعالى (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ* كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ) عبس (17ـ 23)

   * قال ابن كثير :

ـ قال تعالى(قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) يقول تعالى ذاما لمن أنكر البعث والنشور من بني آدم

 ـ قوله تعالى (قُتِلَ الْإِنسَانُ)وهذا لجنس الإنسان المكذب لكثرة تكذيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم. (تفسير ابن كثير 473/4)

* قال الشيخ محمد العثيمين:

قال بعض العلماء:

ـ المراد بالإنسان هنا الكافر خاصة، وليس كل إنسان

ـ ويحتمل أن يكون المراد بالإنسان الجنس.

 كما ثبت في الحديث الصحيح:

 أن الله يقول يقوم القيامة: «يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول له الله عز وجل: أخرج من ذريتك بعثاً إلى النار. فيقول: يا رب، وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين» (أخرجه البخاري كتاب الرقاق، باب "إن زلزلة الساعة شيء عظيم" (6530) .

ـ  فيكون المراد بالإنسان هنا الجنس ويخرج المؤمن من ذلك بما دلت عليه النصوص الأخرى.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 434/10)

 * قال ابن كثير:

ـ قوله تعالى(مَا أَكْفَرَهُ) ما أشد كفره .

ـ قال تعالى (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) كيف خلقه من الشيء الحقير. (تفسير ابن كثير 473/4)

ـ قال تعالى { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ }

النطفة: هي في الأصل الماء القليل، والمراد به هنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب يلقيه في رحم المرأة فتحمل .

 ـ قوله تعالى{ فَقَدَّرَهُ } أي جعله مقدراً أطواراً: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة.

 كما في الحديث الصحيح :

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فقال:

«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» (مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وآجله وعمله، وشقاوته وسعادته (2643) (1)) .

 ـ قوله تعالى (ثُمَّ السَّبِيلَ) بمعنى الطريق.

 ـ قوله تعالى (يَسَّرَهُ)

  ـ يسر له الطريق ليخرج من بطن أمه إلى عالم المشاهدة.

  ـ ويسر له بعد ذلك ما فتح له من خزائن الرزق.

 ـ ويسر له فوق هذا كله وما هو أهم وهو طريق الهدى والفلاح وذلك بما أرسل إليه من الرسالات، وأنزل عليه من الكتب .

ـ قوله تعالى{ (ثُمَّ أَمَاتَهُ }الموت مفارقة الروح للبدن.

ـ قوله تعالى{ فَأَقْبَرَهُ } جعله في قبر، أي مدفوناً ستراً عليه وإكراماً واحتراماً؛

ـ قوله تعالى (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ)أي أن الأمر لم يتم لنشر هذا الميت بل له موعد منتظر.

هذا رد على المكذبين بالبعث.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين10/434ـ435).

                               

                           

 

2) نعم الله على عباده.

في قوله تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) عبس(24ـ32)

* قال ابن كثير :

ـ قوله تعالى { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إلَى طَعَامِهِ } فلينظر إلى طعامه من أين جاء؟ ومن جاء به؟ وهل أحدٌ خلقه سوى الله عز وجل؟

ـ قوله تعالى { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا } من السحاب .

ـ قوله تعالى (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا } بعد نزول المطر عليها تتشقق بالنبات.

ـ قوله تعالى (فَأَنبَتْنَا) في الأرض.

ـ قوله تعالى{حبًّا} كالبر والرز والذرة والشعير وغير ذلك من الحبوب الكثيرة.

ـ قوله تعالى{وَعِنَبًا} معروف

ـ قوله تعالى{ وَقَضْبًا} قيل: إنه القت المعروف.

ـ قوله تعالى{ وَزَيْتُونًا} معروف

ـ قوله تعالى{ وَنَخْلًا } يؤكل بلحا بسرا ورطبا وتمرا ونيئا.(تفسير ابن كثير 473/4)

* قال الشيخ محمد العثيمين :

ـ قوله تعالى{ وَحَدَائِقَ غُلْبًا } حدائق جمع حديقة، والغلب كثير الأشجار.

ـ قوله تعالى{وَفَاكِهَةً} يعني ما يتفكه به الإنسان من أنواع الفواكه.

ـ قوله تعالى{وأبًّا} الأب نبات معروف عند العرب ترعاه الإبل.

ـ قوله تعالى{مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} أننا فعلنا ذلك متعة لكم، وتتمتعون بهذه النعم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 435/10).

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  جزء الرابع والعشرون سورة الزمر (3) قــال تـعــالـى ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَ...